Tip:
Highlight text to annotate it
X
مدينة لندن (السرية) - الجزء الأول
مدينة لندن الكبرى تعرف بمعالمها التاريخية و وناطحات السحاب الحديثة وأسواقها القديمة
وجسورها الشهيرة. ويمكن القول أنها العاصمة المالية للعالم ومقر أكثر من أحد عشر
*ألف* نسمة.
لحظة، ماذا؟ أحد عشر... ألف؟
هذا صحيح. لكن مدينة لندن مكان مخنلف عن لندن.رغم أن لندن
أيضاً معروفة بمعالمها التاريخية وناطحات السحاب الحديثة وأسواقها القديمة
وجسورها الشهيرة وكذلك هي مقر الحكومة والعائلة المالكة وسبعة ملايين نسمة.
لكن لو نظرت إلى خريطة للندن قام برسمها رسام خرائط محترف فهذه الخريطة ستحتوي على
فراغ بمساحة ميل مربع واحد في منتصفها تقريباً -- هناك تقع مدينة لندن
داخل المدينة المسماه لندن.
بغض النظر عن التشابه المربك في الأسمين، فإن كل لندن تمتلك بلدية منفصلة
وتنتخب عمدتها، الذي يقوم على جمع ضرائب منفصلة لتمويل قوات شرطة تطبق
قوانين مختلفه.
عمدة مدينة لندن يحظى بلقب فاخر هو "اللورد عمدة لندن المحترم"
ليتطابق مع زيه الفاخر. كما أنه يتنقل بعربة مذهبه ويعمل
في مبنى البلدية بينما عمدة لندن يرتدي بدلة رسمية ويتنقل بدراجة هوائية ويعمل في
مبنى مكتبي.
كما أن مدينة لندن تمتلك علمها وشعارها الخاص وهو أمر رائع يجعل لندن
التي تفتقد للأثنين حزينه.
للإختصار مدينة لندن يحق لها التصرف كأنها إحدى الدول في المملكة المتحدة
فقط مدينة بموقع غريب. وللتمييز فإن بعض المنظمات التي تدير مدينة لندن
أقدم من المملكة المتحدة بعدة مئات من السنين.
فكيف انتهت المملكة المتحدة بمدينتي لندن؟ بإختصار؟ بسبب: الرومان.
فقبل 2,000 عام قدموا لبريطانيا العظمى، وقتلوا مجموعة من الكهنة، وأسسوا موقع
تجاري على ضفاف نهر التايمز سموه لندنيوم. ولأنه رومان فقد عملوا ما يعمله الرومان
وضعوا القوانين، وزادوا التبادل التجاري، وبنوا المعابد، والحمامات العامة، والطرق،، والجسور،
وجدار يحمي عملهم.
الجدار الذي بسببه ما زالت مدينة لندن موجودة للآن. رغم أن الرومان قدموا وذهبوا
وممالك قامت وممالك انهارت، الجدار قام بعمله
وحمى المدينة بداخله. والمدينة حكمت نفسها وتعاملت تجارياً مع العالم لتزداد غنى.
ألف عام بعد الرومان (ما زال قبل ألف عام من الآن) عندما اتي ويليام الفاتح
إلى بريطانيا العظمى فتح كل شيد وبدأ التاريخ البريطاني الحديث
فوجد مدينة لندن الممتنعة بجدارها اصعب للهزيمة من الفلاحين
في الحقول المفتوحة.
لذلك وافق على حقوق وامتيازات سكان مدينة لندن التي اعتادوا عليها
مقابل الاعتراف به كملك جديد.
رغم أنه بعد المفاوضات مباشرة، قام ويليام ببناء الأبراج حول مدينة لندن
التي كانت تحمي ويليام من السكان المحليين في نفس الوقت للدفاع
عنه ضد الفايكنج من الخارج.
وبهذا ابتدأ تقليد عمره ألف عام الذي يقوم فيه العائلة الملكية بتجديد هذه الموافقة
لمدينة لندن مكانتها الخاصة، وموقعها المميز. ومن الأفضل تركها وشأنها
مع عدم الثقة في نفس الوقت.
العديد من أفراد البلاط الملكي يعتقدون أن مدينة لندن قوية وغنية أكثر من اللازم. فقاموا ببناء عاصمة
جديدة بالقرب منها، وأسموها ويستمنستر، لمنافسة مدينة لندن،
لمحاولة امتصاص قوتها وغناها الإقتصادي. هذه كانت البداية للندن الثانية.
وبمرور القرون، توسعت مدينة ويستمنستر واندمجت بالمدن المجاورة
لتحيط بمدينة لندن المنفصلة داخل أسوارها. لكن الناس بدأوا بتسمية
هذه المنطقة الحضرية "لندن" وأصبح المسمى رسمياً عندما دمج البرلمان المدينتين معاً
تحت بلدية واحدة وعمدة واحد.
لكن عمدة لندن لا زال لا يملك صلاحيات على مدينة لندن الصغيرة
التي تمتلك قوانين وتقاليد لا مثيل لها في أي مكان في الدولة أو حتى العالم.
كمثال: لا يمكن للملك دخول مدينة لندن متى أراد، لكن لا بد من أن
يطلب الإذن لذلك من اللورد العمدة في مراسم خاصة بذلك. في حين أنه ليس مطلوب قانونياً،
لكن المراسم مطلوبه.
كما أن مدينة لندن لها ممثلها الخاص في البرلمان، ووظيفة هذا الممثل
حماية امتيازات المدينة الخاصة.
وبسبب هذا فإن بعض القوانين التي يعتمدها البرلمان لا تنطبق على مدينة لندن في بعض الأحيان.
الملاحظة الأبرز هي طريقة التصويت، والتي سنناقشها مستقبلاً. لكن إذا تملكك الفضول، فمن الممكن القول
أنه خلافاً لأي مكان آخر في المملكة المتحدة فإن التصويت في مدينة لندن يشمل نقابات من القرون الوسطى وشركات حديثة.
أخيراً، مدينة لندن تمتلك وتشغل أيضاً العديد من الأراضي والمباني خارج
حدودها، مما جعلها ثرية جداً
عندما تبدأ بالبحث عن شعار المدينة ستجده في العديد من الأماكن، لكن الأكثر
ملاحظة هو التاور بريدج، الذي مع انه يقع في "لندن" إلا أنه يدار بواسطة مدينة لندن،
هذه الشعارات المنتشرة في كل مكان عندما تربط بعمر مدينة لندن وثروتها واستقلاليتها
يجعلها في حالة إغراء كبير لمؤيدي نظرية المؤامرة. أضف لذلك أقدم محفل ماسوني
ولن تنتظر طويلاً قبل أن يصرخ مجتمع الانترنت المجنون عن التجمعات السرية
التي تتحكم في العالم من خلال صناعة الإقتصاد من داخل مدينة لندن
(ولا ننسى الملكة الشريرة التي هي في الحقيقة خلف ذلك كله)
لنضع نظريات المؤامرة جانباً، فمدينة لندن ليست أمة مستقلة مثل
الفاتيكان، لا يهم كم ستقرأه على الانترنت، بالأحرى هو موقع مميز جداً
في المملكة المتحدة مع تاريخ طويل جداً ومعقد.
الجدار الذي بدأ هذا كله قبل 2,000 عام تقريباً اختفى الآن.لذلك الحدود بين
"لندن" والمدينة السرية داخلها ليست واضحة المعالم. رغم ذلك، إذا زرت لندن في المرة القادمة
ومررت بتنين صغير في الشارع، فهو ما زال يحرس المدخل لهذه المدينة
داخل المدينة داخل الدولة داخل الدولة.