Tip:
Highlight text to annotate it
X
(موسيقى)
لنقل أنك على الشاطىء .. و استطاعت حبة رمل أن تصل إلى عينيك
كيف ستعرف أن حبة الرمل هناك ؟
لانك كما تعلم لا يمكنك رؤيتها .. ولكن إن كنت صحيحاً معافى
يمكنك الشعور بها
يدعى الشعور بذلك بعدم الإرتياح المطلق .. كما يدعى الألم
إن الألم يدفعك للقيام بأمر ما حيال المسبب
في هذه الحالة تنظيف وغسل العينين حتى إزالة حبة الرمل
وكيف يمكنك أن تعرف أن حبة الرمل قد أزيلت ؟ ببساطة حين إختفاء الألم
هناك أشخاص لا يشعرون بالألم
على الرغم من أن ذلك يبدو مثير .. ولكن إن لم تشعر
بالألم .. يمكنك أن تتأذى أو تؤذي نفسك
دون أن تعرف بذلك
إن الألم هو نظام الجسم البشري الأول للإنذار
انه يحميك من المحيط و يحميك من نفسك
وأثناء نمونا .. نحن نطور مستقبلات ألم في معظم مناحي الجسد
هذه المستشعرات " كواشف " هي خلايا عصبية متخصصة
تدعى " مستقبلة الأذية " - مُسْتَقْبِلَةُ الأَذِيَّة -
والتي تمتد من الحبل الشوكي .. حتى بشرتك و عضلاتك ومفاصلك
وأسنانك و حتى بعض أعضائك الداخلية
تماما مثل الخلايا العصيبة فهي تولد شحنات كهربائية
وترسل المعلومات من موقعها نحو الدماغ
ولكن على عكس الخلايا العصبية
مستقبلات الأذية تعمل فقط عندما تشعر أنه قد
يصاب الإنسان بأذى أو حين يصاب فعلا بالأذى
وعليه فلمسة خفيفة على رأس الإبرة
ستشعر بالمعدن فيها عن طريق خلاياك العصبية الطبيعية
ولكن لن تشعر بأي ألم
ولكن مع رفع سوية الضغط بشدة على الإبرة
فأنت بذلك تقترب من مستقبلة الأذية
أضغط بصورة كافية .. سوف تتجاوز عتبة الألم
وعليه سوف تعمل مستقبلة الأذية لكي تخبر جسدك بوجوب توقف ذلك التصرف
ولكن عتبة الألم ليست ثابتة على الدوام
بعض المواد الكيميائية يمكنها العبث و إعادة توليف عتبة الألم
ويمكنها أن تخفض عتبة الألم
وعندما تمرض الخلايا أو تعطب تقوم تلك الخلايا و من يحيط بها
بإنتاج تلك المواد الكميميائية بصورة جنونية
مما تدفع عتبة الألم إلى الإنخفاض لدرجة
أن اللمس قد يشعر الجسم بالألم
وهنا يأتي دور رفوف " المسكنات " في المتاجر
الأسبرين و إبوروفين
لكي توقف عملية إنتاج إحدى تلك المواد الكيميائية التي تعبث بعتبة الألم
والتي تدعى " بروستاغلاندين "
لنلقي نظرة على عمل تلك المسكنات
عندما تصاب الخلايا بالعطب .. فهي تصدر مادة كيميائية تدعى " حمض الأراكيدونيك "
وبوجود الإنزيمين كوكس-1 و كوكس-2
يتحول ذلك الحمض إلى " بروستاغلاندين H 2 "
والذي يتحول لاحقاً لعدة مواد كيميائية تقوم بعدة أمور
من مثل رفع درجة الحرارة و التسبب بالإلتهابات
و خفض عتبة الألم
في الحقيقة كل الإنزيمات لها طرف فعال
حيث كما هو موضح في الرسم يبدو هنا .. وهنا تتم عمليات رد الفعل
ان الأطراف الفعالة في كوكس-1 و كوكس-2
تلائم تماما حمض الأراكيدونيك
وكما ترون على الرسم الموضع لا يوجد أي متسع آخر
على أرض الواقع وتحديداً في الطرف الفعال هنا يأتي دور الأسبرين و إبوروفين
ولكن كلا المسكنين يعملان بصورة مختلفة .. ان الأسبرين يعمل كشوكة من القنفذ
انه يستقر في الطرف الفعال و من ثم يكسر نفسه
ويخلف نصفه في الطرف الفعال
مما يجعل من المستحيل على حمض الأراكيدونيك الإستقرار فيه و توليد رد الفعل الكيميائي
مما يعطل تماما الإنزيم كوكس-1 و الإنزيم كوكس-2
أما فيما يخص الإبوروفين
فهو يدخل إلى الطرف الفعال ولكنه لا يتفتت او يكسر نفسه أو يغير الإنزيم
فيمكن ل كوكس-1 و كوكس-2 طرد الإبوروفين لاحقاً
ولكن في حين تواجده
لا يمكن للإنزيم الإتصال والتفاعل مع حمض الأراكيدونيك
وعليه لا يمكن إتمام التفاعل الكيميائي الإعتيادي
ولكن كيف يمكن للـ الأسبرين و إبوروفين معرفة مكان الألم ؟
في الحقيقة الأسبرين و إبوروفين لا يعرفان ذلك
فما أن يدخل الدواء الى الأوعية الدموية
فهي تحمل و تنتشر في كامل الجسد
وعليه فالأدوية تصيب المناطق المتألمة و المناطقة الطبيعية على نحو سواء
و هذه هي طريقة عمل الأسبرين و إبوروفين
ولكن هناك منحى آخر للألم
ألم الأعصاب على سبيل المثال
إنه ألم نصاب به عندما يعطب الجهاز العصبي ذاته
حيث يمكن أن نصاب به بدون أي تدخل خارجي
والعلماء يحاولون إكتشاف كيفية تجاوب الدماغ
مع اشارات الألم تلك
فعلى سبيل المثال، كمية الألم الذي نشعر به
يختلف نوع الألم تبعاً لتركيزك عليه أو لحالتك النفسية
ان الألم و مسببات حقل اكتشاف علمي خصب
وان استطعنا الغوص فيه وفهمه على نحو أكثر يمكننا أن نفيد الآخرين أكثر عن طريق التحكم به بصورة أفضل