Tip:
Highlight text to annotate it
X
في المرة الماضية
بدأنا في المرة الماضية
ببعض القصص
وبعض المعضلات الاخلاقية
عن الشاحنات
والدكاترة
والمرضى الأصحاء
المعرضين
لخطر الاستئصال من اعضائهم الحيوية
ولقد لاحظنا أمرين
حيال الجدالات التي خضناها
الاول كان متعلق بالطريقة التي كنا نناقش فيها القضايا
حيث كان حكمنا في بعض القضايا
قائما على مفاهيم المبادىء والاسباب
والتي دفعت بنا الى اتخاذ القرار
ومن ثم وعندما واجهنا قضية جديدة
رأينا أنفسنا نعيد النظر بتلك المبادىء
ونقارن إحداها تبعا للآخر
و تولد في أنفسنا تناقض داخلي أثناء محاولتنا لمواكبة تلك المبادىء
حيال تلك القضايا
و المبادىء التي نقتنع بها
على الموازاة
لاحظنا كم المجالادلات التي نشأت
عن قراراتنا الشخصية حيال تلك القضايا
لاحظنا كيف في بعض الاحيان كنا نبحث عن الحل الصحيح تبعاً لتبعات الفعل
وتبعاً للنتائج التي سوف تترتب عليه و على العالم من حولنا
و اطلقنا على هذا الاسلوب مفهوم المنطق الاخلاقي
القائم على النتائج و العواقب
و لاحظنا أيضاً
في بعض القضايا
أننا لم ننجرف فحسب تبعاً
للنتائج
بل في بعض الأحيان
شعر كثير منا
أن ليس فقط تبعات الفعل ما يحكم عليه كونه صاب أو لا , بل شخصية الفرد ذاته
واخلاقياته التي دفعته لذلك الفعل
بعض الاشخاص حاججوا في القول أن بعض الامور مرفوضة من الاساس
حتى لو كانت ستعود علينا
بنتائج جيدة
حتى
لو كانت ستنقذ خمسة اشخاص
مقابل هدر روح شخص واحد
و بناء عليه قمنا بالإستعاضة عن
المفهوم الأخلاقي القائم على النتائج و العواقب
بالمنطق الاخلاقي المصنف تبعا للفرد
اليوم
و في الأيام القادمة
سوف نقوم بإختبار أعمق و بصورة أوسع
المفهوم الأخلاقي
القائم على النتائج و العواقب
و حول الفلسفة النفعية
سنبدأ مع جيرمي بينثام
الذي عاش في القرن الثامن عشر
وهو فيلسوف سياسي انجليزي
دعونا نستعرض بداية
أو تعبير موصف
للمفهوم الأخلاقي
للنفعية
فكرة بينثام
فكرته المحورية
بسيطة جداً
و غنية
بالمفهوم الاخلاقي
تبعاً من المنطلقات الرئيسية للفعل
فكرة بينثام
هي
أن الفعل الصائب
هو الفعل
الذي بقيامه
نحصل على الحد الاقصى
من المفعة
و لكن ماذا يعني بالمنفعة ؟
لقد عنى بالمنفعة التوازن
بين الألم والرضى
و السعادة و الأسى
لنستعرض كيف
وصل لهذا المفهوم
حول المنفعة القصوى
لقد رأى من خلال مراقبته
اننا جميعا
كبشر
محكومون بوازعين رئيسين
هما الألم و المتعة
و نحن كبشر
نفضل المتعة على الألم
و عليه يجب أن نبني وازعنا الاخلاقي على هذا الاساس
سواء كنا نريد أن نستخدم ذلك الوزاع في حياتنا الشخصية
او إن كنا
نريد أن نستخدمه كأساس للتشريعات و الاحكام المدنية في حال كنا قضاة او مواطنون
نحن نفكر حيال القوانين و ماهيتها
و ما هو الامر الصائب ؟ هل نقيم الامر بصورة فردية أو جمعية
علينا أن نسعى للحد الاقصى من المنفعة , أن نحكم و نتصرف
لكي نصل الى المستوى الأعلى
من السعادة
إن نفعية بينثام عادة ما تلخص بالعبارة الشهيرة
الخير الأعم للعدد الاكبر
بواسطة هذا المفهوم
الرئيسي للمنفعة
سوف نبدأ جدليات الاختبار
عبر عرض قضية جديدة
و قصة جديدة
هذه المرة ليست قصة افتراضية
بل هي قصة حقيقية
إنها قضية
الملكة ضد دودلي و ستيفنز
والتي عرضت امام القضاء البريطاني في القرن التاسع عشر
وهي شهيرة جداً
ويتم مناقشتها على الدوام في كليات الحقوق
وإليكم معطيات تلك القضية
سوف ألخص القصة لكم
ومن ثم أريد أن استمع
لحكمكم في تلك القضية
على اعتباركم أحد القضاة فيها
بحسب الصحف حينها
تم وصف الواقعة كما يلي
العنوان : القصة الحزينة التي لم تروى
حيال مأساة البحر
القصة وراء نجاة ركاب سفينة
ميجنونيت
عثر على السفينة في جنوب المحيط الاطلسي
على بعد 1300 ميل من منطقة كيب
كان طاقم السفينة مكون من اربعة أشخاص
الكابتن ديدلي
المساعد أول ستيفنز
و البحار بروكز
و يوصف جميع الرجال
بالاخلاق الحسنة و السمعة الطيبة
و بحسب الصحيفة
هناك فرد رابع
و هو صبي الكابتن و خادمه
ريتشارد باركر
و عمره سبعة عشر عاماً
كان يتيماً
و بلا عائلة
وكانت تلك رحلته الأولى في عرض البحر
وكان ذهابه في تلك الرحلة بحسب الصحيفة
رغماً عن نصيحة أصدقائه بعدم الذهاب
فقد كان واقعاً في اليأس و احباط الشباب
وظن في قرارة نفسه أنه سوف يغدو رجلاً إن خاض تلك الرحلة
للأسف هذا الحلم لم يتحقق
كانت الوقائع التي لم يتختلف حولها أحد
أن موجة ضربت السفينة
و غرقت ميغنونيت
و ركب أفراد الطاقم الأربعة قارب النجاة
وكان
الطعام الوحيد لديهم
هو علبتان
محفوظتان
من اللفت
كانوا بلا مياه عذبة
في الايام الثلاث الاولى لم يأكلوا شيئاً
في اليوم الرابع فتحوا إحدى العلب
و أكلوها
في اليوم التالي استطاعوا صيد سلحفاة
علبة اللفت الثانية
و السلحفاة
مكنتهم من الصمود
عدة أيام أخرى , و من ثم باتوا ثمانية أيام
بدون أي غذاء
بدون أي غذاء أو ماء
ضعوا أنفسكم في هكذا موقف
ماذا كنتم سوف تفعلون ؟
إليكم ما فعلوه
لقد كان صبي الكابتن باركر مستلقياً في مؤخرة قالب النجاة
لانه شرب من مياه البحر
رغم أنه نصح بعكس ذلك
وقد أصيب بالاعياء
وقد بدا عليه علائم الموت
و عليه في اليوم التاسع عشر إقترح القبطان دادلي
أنهم يتوجب عليهم جميعاً
بقرعة
و من يقع عليه الاختيار
سوف يقتل
لكي ينقذ الآخرين
بروكز
رفض الفكرة
لم تعجبه فكرة القرعة
و نحن لا نعرف ما إذا كان هذا
الرفض سببه خوف من أن تقع عليه القرعة
أو مبادىء التصنيف الأخلاقي
في جميع الاحوال
لم يقوموا بالقرعة
في اليوم التالي
لم تظهر أي سفينة إنقاذ في الافق
فقال الكابتن دادلي لبروكز أن يشيح نظره
و أومأ إلى ستيفنز
إلى وجوب قتل الصبي باركر
دادلي إقترح على الصبي تلو صلاته
و قال له أن وقته حد حان
و قتله بكسين الجيب
طعنه في الوريد الوداجي
من ثم خرج بروكز من بوتقته الاخلاقي و شاركهم في تلك الغنيمة البشعة
لمدة أربعة أيام
إقتات الثلاثة على جسد و دماء صبي الكابتن
و هي قصة حقيقية
و من ثم تم إنقاذهم
و وصف داديلي لحظة الانقاذ
في مذكراته
بعبارات فريدة و مقتبساً أسرد
في اليوم الرابع والعشرين
بعد أن تناولنا طعام الفطور
ظهرت سفينة في الأفق
حيث قامت سفينة ألمانية بإنقاذهم و تم إعادتهم إلى فالماوث في إنجلترا
حيث تم إلقاء القبض عليهم ومحاكمتهم
و تم أختيار بروكس
كشاهد إدعاء
و حوكم دادلي و ستيفنز و لم يجادولوا في الحقائق
و زعموا
أن تصرفهم كان بداع الضرورة القصوى
و كان هذا لب الدفاع
و استندوا على ذلك تبعاً لفرضية
موت شخص واحد
لكي يعيش ثلاثة أشخاص
المدعي العام
لم تقنعه الحجة
و حاجج بأن القتل هو القتل
و أحليت القضية للمحكمة العليا , الآن تخيل أنك أحد هيئة المحلفين
و فقط بداع تبسيط المناقشة
دعونا نهمل الجوانب القانونية القضائية للقضية
و دعونا نفترض
أنكم و كأعضاء من هيئة المحلفين
مطلوب منكم فقط أن تقرروا
ما إذا كان الفعل الذي قاموا به
مبرر أخلاقياً ام لا
من منكم
سوف يصوت
أنهم غير مذنبون و أن ما فعلوه يجوز أخلاقياً ؟
من منكم سوف يصوت أنهم مذنبون
و أن ما فعلوه لا يجوز أخلاقياً ؟
أغلبية واضحة
الآن دعونا نرى ما هي أسبابكم , و دعونا نبدأ مع الاقلية
نريد أن نسمع دفاعكم
تجاه دادلي و سيفنز
لماذا اعطيتموهم البراءة الاخلاقية ؟
ما هي الاسباب التي دفعتكم لذلك ؟
أنه امر مستهجن أخلاقياً
ولكن يتوجب علي القول ان هناك تميز و فرق بين ما هو مستهجن اخلاقيا
و بين المساءلة القانونية
و كما قال القاضي ما يبرر أخلاقياً ليس بالضرورة أن يكون
ضد القانون و لكن لا أعتقد أن ذلك يبرر
شرعية
السرقة أو القتل أو أي تصرف خارج القانون
في بعض الأحيان حتمية الموقف
تجعلك تتنصل من الذنب , حسناً
جهة الدفاع مرة أخرى , هل هناك رأي آخر
هل من مبررات أخلاقية
لما قاموا به
حسناً , شكراً
..
أنا فقط أشعر
أنه في حال اليأس عليك أن تفعل ما يجب أن تفعله لكي تبقى على قيد الحياة
عليك أن تفعل ما يجب أن تفعله
نعم نوعا ما عليك أن تفعل ما يجب أن تفعله
إن واجهت موقف
صمدت فيه لمدة 19 يوم بدون غذاء
على أحدهم التضحية بنفسه لكي يبقى الآخرون على قيد الحياة
و علاوة على ذلك
ماذا لو نجى بعض منهم عوض عن موت الجميع و من ثم ذهب احدهم و غدا عضواً منتجاً في المجتمع او أطلق
مشروع خيري كبير أدر الملايين للمحتاجين , المجتمع يحتاج هذه التضحية
أنا لا أعلم فعلاً ما قاموا به بعد نجاتهم من الموت , قد يكون من الممكن
أنهم ارتكبوا جرائم لاحقاً و قتلوا آخرين
ولكن مهما يكن
ماذا , ماذا لو عادوا إلى منازلهم وتبين أنهم قتلة ؟
ماذا لو عادوا إلى منازلهم وتبين أنهم قتلة ؟
يجب معرفة من قتل من ؟
هذا صحيح , و هذا هو العدل
أريد أن أعرف إغتالوا من
حسناً هذا جيد .. ما هو إسمك ؟ ماركوس
لقد سمعنا الدفاع
سمعنا وجهتي نظر من الدفاع
الآن سنستمع
للإدعاء
الأغلبية تظن
أن ما قاموا به أمر خاطىء
أول شيء خطر لي هو , حسناً إن لم يأكلوا لعدة أيام حقاً
ربما
لاحقاً
تضررت قدراتهم العقلية
يمكن إستخدام هذا حجة للدفاع
محاججة ممكنة
يمكن باتوا بصحة عقلية ضعيفة فباتت
قرراتهم غير صحيحة , و لولا تلك الظروف لما قاموا بما قاموا به .. وان كانت تلك حجة الدفاع
و إن الظروف العقلية الخاصة الناتجة عن تلك الظروف المحيطة أدت لهكذا نوع من التصرفات
فهناك من سيجد تلك المحاججة مقنعة
هل تعتقدون أنهم تصرفوا بلا اخلاقية , و علاوة على هذا أريد أن أعرف ما هو اتهامكم لهم
لقد صوتم بالإدانة ؟ , نعم انا لا اعتقد أن تصرفهم أخلاقي
و لم يتم بصورة صحيحة , لماذا ماركوس ؟ ما قولك حيال هذا ؟
لقد دافع عنهم
لقد قال
لقد سمعت ما قاله
نعم
حسناً
عليك أن تقوم بما يجب أن تقوم به في حالات كتلك
ماذا تقول ماركوس ؟
لا أرفض
لا يوجد أي وضع في هذه الحياة يسمح لأي بشر
بالحكم على حياة الآخرين أو قتل أحدهم بملء يديه .. نحن لا نملك
هذه السلطة مطلقاً
جيد , حسناً
شكراً , ما إسمك ؟
بريت , حسناً
من أيضاً
ماذا تقول ؟ توقف من فضلك
أنا أتسائل فيما لو كان دادلي و ستيفنز استشاروا باركر في ذلك الحكم . الموت أقصد
لو حدث ذلك
لأعفيتهم من المسؤولية
و فعل القتل , و إن كان قد حدث ذلك فمازال الفعل لا اخلاقي و لكن ربما يمكن تبريره نوعا ما
هذا مثير للاهتمام , حسناً . إنتظر قليلاً .. ما هو إسمك ؟ كاثلين
لنفترض هذا القول ما قولك حيال هذا كاثلين ؟
...
القصة تقول دادلي يقف على القارب , و في يده سكين يد
...
و عوضاً عن التضرع لله .. او بعد ذلك
...
قال : باركر , إن لم تمانع
..
نحن في حالة جوع متقع
كما إفترض ماركوس
نحن في حالة جوع متقع
لن نصمد بأي حال
يمكنك أن تضحي بنفسك
هل تضحي بنفسك
هل توافق ؟
حينها و فقط حينها
هل يمكن تبرير الفعل أخلاقياً ؟ ماذا تظنين ؟ فرضاً نتحدث
أن باركر
شابته البطولة
و وافق على ذلك
انا لا اعتقد أن هذا مبرر أخلاقياً ولكني أتسائل , حتى حينها , حتى حينها لا يبرر الأمر
الا تعتقدون أنه و حتى وضع كذلك
سيبرر ذلك أخلاقياً
هل هناك أيضاً من يظن
أو من يقتنع بفكرة كاثلين
أن موافقة باركر ستغير المعايير
و من يظن أن ذلك مبرر أخلاقياً , إرفعوا أيديكم
إن كنتم تظنون ذلك
هذا أمر مثير للإهتمام
لماذا موافقة باركر
تغير التبرير الأخلاقي ؟ لماذا ؟
حسناً , انا اعتقد إن كانت فكرته بالاساس
و هو من إقترح الامر
في هذه الحالة فقط يمكن لي
أن ابرر الموقف وذلك لان بغير ذلك يمكن أن أحاجج
أنه أجبر لانهم ثلاثة
و هو واحد فحسب
و أنا أعتقد
أنه في حال إتخذ باركر القرار بالتضحية بنفسه عبر السماح لهم بقتله
يمكن إعتبار هذا الموقف من قبل البعض موقف بطولي
و البعض سوف ايضاً يقف ضده
و عليه لو كان هو صاحب الفكرة
سوف يكون ذلك الموقف الوحيد الذي يمكننا أن نقر بأخلاقيته
ويمكن أن نتقبل الامر
خلاف ذلك
سوف تشعر أن هناك ما يمكن وصفه موافقة بالاكراه
في ظل كل تلك الظروف
هكذا سوف تشعر
هل هناك من يظن
أنه و حتى بموافقة باركر
لا يمكننا تبرير فعلتهم
بقتله ؟
من يظن ذلك ؟
نعم قل لنا لماذا ؟
ان المنطلق الاساسي ان باركر
يجب أن يقتل
لاجل بقاء باقي الطاقم على قيد الحياة
و عليه لا يوجد أي منطق في قتله
لانه لا أحد يعلم
إن كانوا سوف يتم انقاذهم بعد قتله أو لا
و عليه هل يجب على الطاقم الاستمرار بقتل بعضه البعض حتى يموتوا جميعهم ؟
بحجة انهم سوف يموتوا لو لم يقوموا بذلك في نهاية المطاف
حسناً إن المنطق الاخلاقي للموقف يقول ذلك
سوف يموتون
و يتوجب عليهم دوماً اختيار الاضعف واحد تلو الاخر
حتى يحدث
أن يتم إنقاذ من بقي منهم
الآن إذا
وافق باركر
هل تظن أن ذلك سيبرر الحدث أم لا ؟
لا لن يبرره
أخبرنا لم ذلك ؟
بداية أكل لحوم البشر بحسب اعتقادي
لا يمكن مطلقاً تبريره أخلاقياً
و عليه قتل انسان بغية أكله امر مرفوض تماماً
وعليه
أكل لحوم البشر من الاساس مرفوض أخلاقي
و حتى إن كان الامر
أن الثلاثة سوف ينتظرون باركر لكي يموت لكي يقتاتوا عليه
سوف يكون مرفوضاً
نعم , بالنسبة لي
أنا أعتقد
أن كل ذلك يتوقف على
أخلاقيات الفرد , بكل بساطة لا يجوز , و هذه وجهة نظري
حتماً سيرفض البعض ما قلته ولكن هذه وجهة نظري
حسناً دعونا نرى , دعونا نسمع جهة الرفض
وحينها سوف نتبين
إن كان هناك منطق خلف هذه الفكرة
يمكن أن تقنعك بعكس فكرتك أو لا
دعونا نجرب هذا
دعونا
هل هناك أحد
يمكن أن يفسر لنا لماذا تغيرت وجهة النظر ما إن علمنا بموافقة باركر
هل يمكن تفسير
ما قامت به موافقة باركر
كيف غيرت موافقة باركر اخلاقيات الموقف
ماذا عن فكرة القرعة
هل هذه ايضاً كموافقة باركر , تغير المواقف
تذكروا دادلي اقترح القرعة
ماذا لو وافق الاربعة على ذلك
على اجراء القرعة
و عليه
كم شخص منكم
سوف يعتقد انه حينها يمكنن تبرير الموقف اخلاقياً
اقصد ان خسر باركر في القرعة
وكانت كل القصة كما نقول , كم عدد الاشخاص الذين يبررون قتل باركر أخلاقياً
عدد الموافقين إرتفع حين طرحنا محاججة القرعة , دعونا نستمع إليكم
لماذا القرعة تبرر الموقف أخلاقيا ؟
لماذا ؟
أعتقد ان المحور الرئيسي
المحور الرئيسي
في كون ما حدث جريمة
ان بعض الاشخاص قرروا في مرحلة ما أن حياة فئة من الاشخاص أهم من غيرها
وهذا اساس معظم جرائم القتل
صحيح ؟ إن الامر كمثل
أن احتياجاتي و رغباتي مهمة أكثر من احتياجاتك و رغباتك
ولكن بوجود القرعة و موافقة الجميع
على وجوب قتل احدهم
فالامر يغدو كما ان الجميع ضحوا بانفسهم لصالح الجميع
ولاجل انقاذهم
وهنا يبرر الامر اخلاقيا ؟
أمر بشع قليلاً
ولكنه مبرر أخلاقياً ؟ نعم
ما إسمك ؟ مات
حسناً , مات بالنسبة لك
ما يثير حفيظتك
ليس موضوع اكل لحوم البشر و لكن سوء تنظيم الامر و اجراءاته
اعتقد أنك تقصد هذا
هل هناك من يتفق مع مات
يمكنه أن يدعم محاججته
حول لماذا
القرعة
سوف تحدث الفرق
وتبرر الموقف اخلاقياً
كل ما في الامر و محوره من وجهة نظري هو عدم استشارة صبي الكابتن
لم يعرف
لم يعرف ماذا يجري من حوله و حتى لم يعرف بموضوع
القرعة
لم يعلم اي شيء حيال انه قد يموت
او سوف يضحى به , هذا هو لب القضية
ولكن و بوجود القرعة و اتفاق الجميع على القيام بها
هل تعتقد ان ذلك سيبدو صحيحاً ؟
نعم لان كل من سيشارك في القرعة سيعلم ان هناك احتمال قتله
بينما
صبي الكابتن لم يكن يعلم بذلك
ولم يعلم قرار من حوله حيال قتله
لم يكن هناك
تحذير او تنويه , ربما لو علم انه سوف يموت و الجميع اتفق على ذلك
بناء على القرعة التي تمت حينها سوف يكون مبرراً
سوف يكون قد اتخذ قراره بالتضحية , الامر مثل العقد اللفظي .
لا يمكن العدول عنه ما ان تقرر انك موافق
ان علم احدهم ان قتله سوف ينقذ الاخرين وتم ذلك تبعا لقرعة عادلة
سوف يلقى مصيره بكل تقبل
خاصة مع احتمال خسارة غيره
و ربما قتل غيره
حين تخسر , سوف تقول أنا اعلم ماذا سوف يحدث و قد خسرت
اعتقد ان لب المعضلة الاخلاقية هنا انه لم يتم استشارته حيال ما سوف يحدث
وهذا امر شنيع
لم يكن يعلم ماذا يحدث ,
لو علم لاختلفت القضية
لكان من الممكن تفهم الامر
حسناً , جيد , الآن أريد ان استمع
هناك من يقول انه يمكن تبرير ما حصل
أخلاقياً
ولكن فقط 20%
كوجهة نظر ماركوس
و هناك من يقول
ان المشكلة الحقيقية
هي عدم معرفة باركر
وعدم القيام بقرعة عادلة
أو
فكرة كاثلين
عدم الاتفاق
في تلك اللحظة
حيال وجوب قتل احدهم
و انه في حال تم ذلك الاجماع
حينها
سيظن أناس أكثر أن ما حدث
من تضحية يمكن تبريره اخلاقيا
اريد ان استمع الان
لهؤلاء الذين يظنون حتى الان
انه و رغم اجماع الجميع
و رغم القرعة
و حتى
مع موافقة باركر
على التضحية بنفسه
حتى
آخر لحظة
سبيقى الامر
غير مبرر اخلاقياً
و لماذا هو كذلك
هذا ما أريد الاستماع إليه
حسناً , طيلة الوقت
كنت اتحدث عن المبادىء المصنفة للاخلاق
وانا اعتقد
انه يمكن تقبل فكرة القرعة و خسارة احدهم
إ ذ يرمي الجميع نفسه في
ذات المخاطرة أو أن يقتل الفرد نفسه بعد خسارته
..
و هنا يمكن ان تختفي جريمة القتل
ولكن يجب أن انوه أن معطيات القصة كانت مختلفة و علينا ان لا ننسى
ما كتبه دادلي في مذكراته
لقد تحدث انه انهى افطاره
هذا يبدو أمر شنيع , وصف باركر بالافطار
لقد انهارت فكرة تقديس حياة الاخرين
و هذا يجعلني اشعر انه يتوجب علي
ان أخذ موقفاً تبعاً للمعطيات , ربما سأرميه بكتاب
إنه يسخر و يتحدث مداعباً حول شيء خاطىء أليس كذلك
حسناً , هل هناك شخص آخر
يمكن أن يدافع
بالقول أن الفعل بالاساس خاطىء بغض النظر عن المعطيات سواء بالاجماع او غيره
اعتقد انه بما لا يترك للشك مكان اننا في مجتمعنا مقتنعون ان القتل هو القتل
القتل هو القتل مهما اختلفت المعطيات و الحقائق
حسناً دعني أطرح عليك سؤالاً
حياة ثلاثة اشخاص على المحك
مقابل حياة فرد
صبي الكابتن لا عائلة له
ولا يعيل احد
اما الثلاثة لديهم عائلات و يعيلون في انجلترا آخرين
لديهم زوجات و ابناء
استند إلى فرضية بينثام
بينثام يقول علينا ان نأخذ بعين الاعتبار
المنفعة الاعم والسعادة
الاكبر التي تنتج عن أي فعل
الامر ليس فقط 3 ضد 1
انه متعلق ايضاً بالعائلات التي يعيلونها
في الحقيقة قالت صحيفة لندن حينها
ان الشارع و الراي العام تعاطف مع
دادلي و ستيفنز
و قالت الصحيفة
ان الاثنين
دفعتهم المشاعر
حيال احبائهم وعائلاتهم للقيام بذلك الامر ولولا ذلك لما قاموا به
ما هو تأثير هذا على الطلاب هناك
في الزاوية
الرغبة في اعالة عائلة , لا اعتقد ان هذا يشكل تغيراً في الامر
ان القتل لاجل المصلحة العامة هو قتل في نهاية الامر و اعتقد انه علينا ان ننظر
بذات المنظور على كل جرائم القتل , عوضاً ان نحاول أن نجرم بصورة أكثر
بعض التصرفات
و نحاول تميز قتل عن قتل بأن بعضه عنيف و همجي و غيره لا
خاصة ان اخذنا بعين الاعتبار انه و في حال اجتماع ذات الظروف و ذات المعطيات
التي ادت لارتكاب الجريمة فهي جريمة وان كانت لاطعام عائلة الشخص
لنفترض ان العدد ليس 3 اشخاص بل هو 30
300
حياة فرد مقابل حياة 300
ربما أكثر
حياة فرد مقابل حياة 3000
ماذا لو كان طرفي المعادلة اكبر
إفترض أن طرفي المعادلة اكبر
الامر سيان
هل تظن ان بينثام اخطأ حينما وصف الفعل الصائب
انه الفعل
الذي يعود بالمنفعة الاكبر و السعادة الاكثر ؟ هل أخطأ
لا لا اعتقد انه اخطأ , و لكن القتل هو القتل .. إذ بينثام مخطىء
إن كنت مصيباً فهو مخطىء .. إذا هو مخطىء
حسناً شكراً لك
دعونا نعود خطوة الى الوراء
بعيداً عن القرار
و ما شهدناه
و الاعتراضات حيال ما قاموا به
و ما سمعناه دفاعاً عن ما قاموا به
و ضرورة
تجمع كل المعطيات لتبرير ما حدث
..
ضمنيا على الاقل
الفكرة ان طرفي المعادلة محوري , عدد الاشخاص مهم
ربما ليس العدد فقط ما هو مهم
انه التاثير الاعم تبعاً لذلك العدد
العائلات و من يعال و من يعيل
باركر كان يتيماً
لن يتذكره أحد
و عليه
ان قمنا بحساب المنفعة الكلية
في محاولة
للحصول على توازن
بين السعادة و الالم
ربما سنصل لاقتناع
ان ما قاموا به هو الفعل الصائب
و من ثم استمعنا لثلاثة انواع من الاعتراضات
اعتراض يقول
ان الفعل من اساسه خاطىء و مرفوض
من شخص يجلس هناك
الفعل من اساسه خاطىء
القتل هو القتل مهما كانت الظروف
حتى لو كانت جريمة القتل
سوف تعود بسعادة اكبر
على المجتمع
انه رفض تام من حيث المبدأ
و لكن كان يتوجب علينا معرفة امور اكثر
لماذا تصنف الجريمة
فعل شائن من اساسه
هل لان
صبي الكابتن لديه حقوق فردية ؟
وان كانت تلك القضية
من وضع تلك الحقوق
أليست ايضا هي مستسقاة من منطلق المنفعة العامة هذا هو سؤال المحاضرة الاول
و آخرين قالوا
و جود قرعة سوف يحدث الفرق
اجراء عادل
كما قال مات
و قد اقتنع البعض بهذا
انه لا يمكن تصنيف الامر كفعل شنيع ان تم ذلك
فالامر حينها
ان الجميع امام فرص متساوية
ففي نهاية المطاف
واحد منهم سوف يقتل
لاجل المصلحة العامة
وهذا يقودنا لتساؤل آخر
لماذا الاجماع على اجراء معين
حتى لو كان اجراء عادل
يبرر النتائج الناتجة عنه
بغض النظر عن طريقة الوصول الى تلك النتائج ؟
هذا السؤال الثاني
اما الثالث
فكرة القبول
كاثلين طرحت تلك الفكرة
انه في حال موافقة صبي الكابتن
دون اي ضغط
فهذا سوف يحيل
الامر إلى مقبول اخلاقيا بحجة انقاذ الآخرين
و قد وافق العديد على هذا
ولكن هذا يثير أمراً آخر
سؤال فلسفي
كيف تؤثر الاجماع و الموافقة
على المنطلقات الاخلاقية ؟
؟
لماذا قبول او موافقة الفرد
تغير معطيات القضية
اذ يصبح قتل فرد بمعرفته و موافقته
أمر
مبرر أخلاقياً
لماذا ؟
لكي نجيب على هذه الاسئلة
علينا أن نقرأ لثلاقة فلاسفة
بداية من المحاضرة القادمة
سوف نقرأ لبينثام
جون ستيوارت ميل و فلاسفة الفلسفة النفعية
.....
.....
.....
.....
.....