Tip:
Highlight text to annotate it
X
يمكن للمؤلّف أو أيّ فنّان أن يتوقّع قبول النّاس له،
أتعلم، لقد أنتجت تسجيلات لم يكن متوقّعا لأحد أن يستمع لها،
تكتب مجموعة شعريّة قد يقرؤها قرابة الخمسين شخصا،
ورغم ذلك، تواصل القيام بعملك، لأنّك مجبر، لأنّه هوايتك،
لكن الأمر جميل أن يتقبّلك النّاس.
بعض الأشخاص قالوا لي:"ألا تظنّ أنّ ذلك النّوع من النجاح يفسد شخصيّّة الفنّان؟
إن كنت مغنّي بانك روك مثلا، لن تريد أن تنتج أغنية ناجحة."
وأجبتهم:"لا، اذهبوا إلى الجحيم."
أتعلم، أكأنّ المرء يقوم بعمله من أجل النّاس،
وكلّما أثّر عملك في أكثر عدد من النّاس، كلّما كان أكثر روعة.
لا تستطيع أن تقوم بعمل ثمّ تقول:"لا أرغب في أن يقرؤه سوى النّاس الرائعون."
سترغب في أن يؤثر في الجميع، أو الأمل في أن يلهمهم.
عندما كنت شابّا، نصحني ويليام بوروفز، كنت أكافح بشدّة،
لقد كنّا مفلسين تماما،
لقد كانت نصيحته لي:" اجعل سمعتك جيّدة"
"حافظ على اسم جيّد،
"لا تقم بتنازلات، لا تقلق حول كيفيّة ربح أموال طائلة،
أو حول النّجاح، كن فقط مهتمّا بالقيام بعمل جيّد، و اتّخاذ القرارات الصّائبة،
واحم عملك، وإن حافظت على سمعة جيّدة،
في النّهاية سيحقّق لك النّجاح."
أتذكّر أنّني أجبته:"
حسنا ويليام، تعلم أنّ اسمي هو سميث."
كنت أمزح، لكن في الحقيقة، لكي تكون فنّانا، أو حتّى إنسانا في أيّامنا هذه،
الأمر صعب.
عليك أن تخوض الحياة، أن تحاول الحفاظ على صحّتك و أن تكون سعيدا،
و البحث عن، تعلمون، مهما تريد.
سواء أكنت ترغب في الانجاب، إن كنت تريد أن تصبح خبّازا،
أو تريد العيش في الغاب، أو تحاول انقاذ المناخ،
أو ربّما ترغب في كتابة سيناريوهات لمسلسلات بوليسيّة.
لا يهمّ ما تريد، الأهمّ هو معرفة ما تريد،
و السّعي وراءه، و تقبّل كون الأمر سيكون غاية في الصّعوبة، لأنّ الحياة صعبة.
سوف تخسر أحبابك، سوف ينفطر قلبك،
أحيانا سوف تمرض، أحيانا تعاني من ألم أسنان شديد،
أحيانا تجوع،
لكن من ناحية أخرى، سوف تعيش أجمل التجارب على الإطلاق،
مجرّد رؤية السّماء، أو عمل تحسّ أنّه غاية في الروعة،
أو إيجاد شخص تحبّه، أو أبناؤك ...
هناك أمور جميلة في الحياة، لذا عندما تحسّ بالألم، فاعلم
أنّه جزء لا يتجزّؤ من الحياة.
فكّر في الأمر، نحن نولد ثمّ نموت.
نحن نعلم هذا.
لذا من المنطقيّ أن نكون في غاية السعادة، و أن نواجه أوقاتا صعبة جدا أيضا.
فقط سر مع التّيار، الحياة كركوب الافعوانيّة.
لن تكون أبدا مثاليّة، لكن سيكون بها أوقات مثاليّة، و أماكن صعبة نمرّ منها،
لكن الأمر يستحقّ كلّ هذا العناء، صدّقوني، أنا أعتقد بذلك.
أتعلمون، أنا متأكّد أنّ كلّ جيل سيقول أنّ زمنهم هو الأفضل و الأسوأ على مرّ الزّمن،
لكن أظنّ أظنّ أنّنا الآن على أعقاب أمر مختلف تماما لا مثيل له.
إنّه زمن رائد، لأنّ ما من زمن بالتاريخ مشابه للحاضر.
وهذا ما يجعله مميّزا.
هو ليس مميّزا لأنّ به أسلوب فنّ مشابه لعصر النّهضة،
النّاس هم من يجعلونه مميّزا، إنّه زمن النّاس.
لأنّ التكنولوجيا أرست الديمقراطيّة في التّعبير الذاتيّ.
عوض عدد قليل من النّاس ينتجون تسجيلاتهم الخاصة، أو يكتبون أغانيهم،
يمكن للجميع أن يكتبها.
أيّ شخص يمكنه أن ينشر قصيدة على الانترنت ليقرأها النّاس،
الجميع لهم إمكانيّة الولوج لها،
يمكن حتّى القيام بإضراب عالميّ للإطاحة بالحكومات و الشّركات التي
تظنّ أنّها تتحكّم بالعالم فقط إن تمكّنا نحن النّاس من التوحّد عبر التكنولوجيا.
لازلنا الآن نكتشف هذا الأمر، و مدى القوّة التي نمتلكها بالفعل،
لكن لايزال النّاس يمتلكون هذه القوة، أكثر من قبل،
وأظنّ أنّنا الآن، نحن نمرّ بفترة مؤلمة مشابهة لمرحلة المراهقة.
ما الذي نقوم به بواسطة هذه التكنولوجيا، بواسطة عالمنا،
من نحن؟
لكن الأمر أيضا مثير للحماس.
أتعلمون، كلّ الشباب الآن، الأجيال الناشئة، هم روّاد العصر الحالي.
أقول لهم: فقط كونوا أقوياء، استمتعوا بحياتكم لكن حافظوا على صحّتكم،
لأنّ هناك العديد من التحدّيات التي تنتظركم، و كونوا سعداء.
(تصفيق)