Tip:
Highlight text to annotate it
X
مرحبا بالأحباء و الرفاق الساعين للمعرفة
في هذه الحلقة من "خضرونيوم" سنتحدث عن الحب
هل سألت نفسك مرة؟
لماذا يشار عادة إلى التناغم الرومانسي بين فتى و فتاة بلفظ كيميــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء
ما علاقة الكيمياء بالرومانسية؟
أيكون الحب مجرد تفاعل كيمائي؟
يمكن تعديله سواء بالحث أو بالتثبيط؟
أحسنت التخمين! فالحب كله كيمياء
من منا لم يسمع عن "الحب من أول نظرة"؟
للأسف، ما هذا إلا مجرد وهم
لأن ما يحدث بالفعل
هو الحب من أول شمه
و التفاعل يمضي كالتالي
الجسم يفرز بعض المواد (عديمة الرائحة) مع العرق، هذه المواد تسمى فرمونات
الفرمونات عبارة عن خرائط جينية لأجسامنا
تحتوي على معلومات عن صحتنا و نظامنا المناعي
هذه الفرمونات يتم إستشعارها عن طريق بعض المستقبلات الموجودة في الأعصاب الشمية
داخل أنف الجنس المقابل
ثم يقوم جزء من المخ بتحليل هذه الإشارات (الفرمونات) لكي يختار شريكا
يحمل أفضل الجينات التي يَنتُج من التزاوج معها أطفال أصحاء
و طالما أنه لا يوجد توافق، لا يحدث أي شيء
و لكن بمجرد حدوث توافق
تُستَحث خلايا معينة لإغراق المخ بالإندورفينات
و الدوبامين و السيروتونين و الفينيل إثيل أمين
هذه هي نفس المواد التي يفرزها المخ في لحظات
الشعور بالسعادة و الفرحة و الإثارة و اللذة الجنسية
أو أثناء تناول ساندويتش برجر بالجبن اللذيذ
ذروة إرتفاع تركيزات هذه المواد في المخ
تسبب هذا الشعور الرائع (بطريقة غير قابلة للوصف) الذي يطلق عليه الحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب
و كل هذه المشاعر الجميلة تتولد أثناء تواجد
حبيبك
و لكن بمجرد أن تفترقا
ينتابك أعراض الإنسحاب المريعة
لأن مخك يتوقف عن إفراز هذه المواد
فهذه المواد تسبب الإدمان و دائما تدفعك لطلب المزيد
بالضبط مثل مخدر الكوكايين
لهذا تشعر بشوق لإعادة وصل هذا الإتصال الفرموني
الذي يحفز بدوره إفراز جزيئات السعادة في مخك
يُفرَز الأدرينالين في الدم
و يخفق القلب بشدة
و تشعر بإشتياق لا يحتمل
و يصبح الليل أطول و بلا نوم
و تعد الفيمتوثواني حتى اللقاء التالي الفيمتوثانية=جزء من مليون المليار من الثانية
لحسن الحظ، الحب ليس مجرد عقار كباقي العقاقير
التي يعتاد عليها جسدك حتي يصل لمرحلة لا يستجيب فيها لهذه العقاقير
في الحقيقة، الحب يزداد قوة بمرور الأيام
عن طريق الترابط المستمر لمدى العمر و الذي نشير إليه بالجماع
أثناء الجماع، تقوم غدد ما تحت المهاد للزوجان بإفراز مادة تسمى
الأوكسيتوسن أو الهرمون الرابط
هذا هو نفس الهرمون الذي يربطنا بأمهاتنا و نحن حديثي الولادة
بجانب الإفراز المستمر للسيروتونين
يكبر حبنا ليصبح سقفا من قوس قزح لحياة سعيدة
الخلاصة، الحب يحدث عندما نشعر بالسعادة مع شخص
و هذا يحدث فقط عندما تتوافق جيناته أو جيناتها مع جيناتنا بحيث ينتج من التزاوج أطفال أصحاء
في النهاية يتضح أن الحب هو مجرد وسيلة تقوم بها الطبيعة الأم
بدفعنا للقيام بما فيه الصالح المُطلق
و الآن بعد أن أدركنا الحقيقة المفجعة بأن الحب هو مجرد تفاعل كيميائي
لابد و أنكم تتسائلون
هل يمكننا تخليق مراسيل الحب تلك التي تسمى "فرمونات"، و التي بدأت الأمر برمته؟
بكلمات أخرى ...
هل يمكن تحضير جرعة تسبب الحب؟
لجعل أي فتاة أو فتي يحبونك فورا و بجنون؟
حسنا
نعم، من الممكن تخليق فرمونات صناعية
و لكن الفرمونات يجب أن تُفَصَل لكل حالة على حدة
هذا يتبع المبدأ الكيميائي الشهير بإسم القفل و المفتـــــــــــــــــــــــــاح
فلا يهم المدى الذي تبدوا به جميع الأقفال و المفاتيح متشابهة
لأنه يوجد مفتاح واحد فقط لكل قفل
بنفس الطريقة، يجب أن تُصمم الفرمونات بحيث أن
تُكَمِل الحمض النووي الخاص بالشخص المراد أسره عاطفيا
و بالقطع ليس هناك أدنى وجود لفرمونات ذكرية تتوافق مع كل فتاة
أو فرمونات أنثوية تتوافق مع كل الفتيان
لذا، لا تقع ضحية لهؤلاء النصابون
الذين يحاولون بيع ما يدعون أنه فرمونات مستخرجة من أفراد مثيرين
حتى لو تمكنوا بطريقة ما أن يستخلصوا فرمونات من بعض
البشر شديدي الإثارة و الروعة و الوسامة
و هذا يذكرني بتلك الحلقة من مسلسل Fringe = الهامشية
عن كيميائي مجنون و مشوه
يتتبع الأزواج السعداء، ليقتل الرجال
عن طريق شفط الفرمونات من أجسادهم
لكي يتمتع بلحظات من الرومانسية مع زوجاتهم المترملات
ياله من شيء يبعث على القشعريرة
حتى هذا لن يضمن لك الكثير من الأفضلية
بسبب مبدأ القفل و المفتاح الذي ناقشناه توا
حقيقية مهمة أخرى بشأن الفرمونات هي أنها بلا رائحة
لهذا، الروائح المُستشعرة من ماركات العطور التي يشاع عنها أن بها فرمونات
بالتأكيد ليست من الفرومونات التي يدعون وجودها ضمن المكونات
من الأخر؛ الحب لا يمكن شراؤه، يمكن فقط صنعه
شكرا على المشاهدة
سلام