Tip:
Highlight text to annotate it
X
TEDxRainier: براميلا جايابال
الهجرة والتنقلات
اليوم، ما يقرب من مليار شخص حول العالم متنقلون
و214 مليون شخص يعيشون في بلد
غيرالذي ولدوا فيه.
واحد من كل سبعة أشخاص في العالم مهاجر،
وهنا في الولايات المتحدة،
لدينا أكبر نسبة من المهاجرين الأﺟﺎﻧﺐ من أي بلد آخر في العالم،
33 مليون شخص،
أو 20% من السكان المهاجرين الأﺟﺎﻧﺐ في العالم ،
يعيشون هنا في الولايات المتحدة.
أنا إحدى هؤلاء الناس.
أنا ولدت في الهند
وانتقلت إلى إندونيسيا مع عائلتي عندما كنت طفلة.
عندما كنت ستة عشر،
أرسلني والدي إلى كلية في الولايات المتحدة
بالرغم أنه كان في حسابهم في البنك 5000$ فقط.
أرسلوني هنا لأنهم أعتقدوا
أن في هذا البلد سأحصل على أفضل تعليم
وأبهر مستقبل.
صديقتي بيث فيليبينية أمريكة
وتحب أن تقول إننا
نحن المهاجرون نعيشن في الواصلة.
نحن نعيش في مكان
بين الأماكن التي نصلها والأماكن التي نذهب إليها.
نحن نعيش في زمن التغيير
لأنه إذا كان هناك شيء واحد صحيح عن الهجرة،
فهو أن كل وأي شخص تعرض لها يتغير.
نحن ناس عالميون متنقلون
كنا دائما
وفي عالم متوجه بسرعة نحو العولمة،
وسنستمر في ذلك.
في الواقع،
انها غالبا قرارات سياستنا الخارجية
وقرارات سياستنا التجارية التي تؤثر على الهجرة.
ولكن،
في نفس الوقت الذي نتبنى به العالم
وتدفق السلع ورؤوس الأموال والأفكار الحر،
قيدنا حرية تدفق الناس.
وبغض النظر عن أفكاركم حول العولمة،
الواقع هو أن هناك تناقض متأصل
في ترددنا في التفكير بشكل إبداعي وعاقل وإنساني
عن إدارة تدفق العمال،
أو كيف يبدو التدفق العمالي الحر.
بدلا من مكافحة الهجرة،
يجب علينا أن نتبناها.
يجب علينا أن نفكر بها كضرورة
ويجب علينا التعامل معها بطرق لا فقط لتلبية إحتياجاتنا الاقتصادية،
ولكن لتغذية أرواحنا أيضا
كبشر متواصلون في عالم معولم،
سواء كنا نعيش في قرية في الهند،
أو بلدة في جنوب أفريقيا،
أو مدينة صغيرة في أمريكا.
للأسف،
في الولايات المتحدة وحول العالم، يوجد هناك مجموعة متزايدة ضد المهاجرين،
مجموعة تستخدم هجرة المغادرين وهجرة الوافدين لتحقيق مكاسبهم السياسية.
وعندهم قصة واحدة للروي
وهي قصة "إما نحن أو هم"،
وتقول شيئا من هذا القبيل.
هناك مليار شخص في العالم يتنقلون من الدول الفقيرة الى الدول الغنية.
انهم يسببون لنا ازدحاما سكانيا
ويأخذون وظائفنا
ويجعلون مواردنا شحيحة
وهم ليسوا مثلنا،
يسعون لإلحاق الأذى بنا.
أعتقد أننا كلنا سمعنا هذه القصة.
ومع تلك القصة،
هناك حل واحد فقط،
وهذا الحل هو سياسة تقييدية
تمنع تدفق العمال.
ولكن، الابحاث والتاريخ
يخبرونا قصة مختلفة جدا.
الابحاث والتاريخ يخبروننا
أن الهجرة ليست فقط حتمية،
لكنها ضرورية،
وجيدة لنا.
لذلك، في معظم البلدان النامية،
ما نراه هو القوى العاملة
تشيخ وتتقاعد
ومعظم النمو،
النمو الجديد في سوق العمل،
قادما فعلا
من المهاجرين من تلك الدول.
والحقيقة هي أن المهاجرين رجال أعمال
ويستهلكون.
مثل بقيتنا، هم يستهلكون كل يوم،
ولذلك هم يساهمون في الاقتصاد يوميا.
نشر مؤخرا "مركز التقدم الأمريكي" تقريرا جاء فيه
انه "اذا كان كونغرس الولايات المتحدة سيسمح بتمرير إصلاح شامل للهجرة،
إصلاحا سينظيم تدفق المهاجرين
إلى الولايات المتحدة،
سيتدفق 1.5 تريليون دولار إلى الاقتصاد الأميركي
على مدى السنوات العشر المقبلة ".
ولكن، اعتقد ان صانعي السياسة لا يقرأون
تلك التقارير
لأن الواقع هو أن
تشريع إصلاح هجرة شامل
قد توقف لما يقرب من عقدين في هذا البلد.
الآن في أميركا ،
لدينا 12 مليون مهاجر غير موثقين
يعيشون في الظل خوفا من الترحيل كل يوم،
على الرغم من أنهم يقومون بالعمل الذي نحن بحاجة لهم للقيام به.
لدينا من أربعة إلى خمسة ملايين مقيمين قانونيين
الذين قدموا طلبات قانونيا
لأقرب أفراد عائلاتهم ليأتوا إلى الولايات المتحدة
وأحيانا ينتظرون فترة تصل إلى عقدين
لوصول أفراد عائلاتهم.
تتعفن الفاكهة في البساتين
لأنه ليس عندنا ما يكفي من الأيدي العاملة لقطف الثمار.
والباحثون والعلماء الرائعون
الذين يرغبون في المجيء إلى الولايات المتحدة
ليساهموا بمعرفتهم
غير قادرون على القيام بذلك لأنهم لا يستطيعون الحصول على
تأشيرات دخول لأنفسهم ولعائلاتهم.
هنا في الولايات المتحدة كما هو الحال في
معظم بقية العالم؛
فى اسبانيا والسويد وألمانيا وفرنسا؛
واضعي السياسات، بدلا من إيجاد حلول حقيقية
لكيفية إدارة الهجرة،
تبنوا سياسات تقييدية
ليست فقط مكلفة وغير فعالة،
ولكنها في الواقع تؤدي إلى نتائج عكسية.
خذ بعين الإعتبار أن في نفس الجيل
الذي شهد انهيار جدار برلين،
شهدنا تضخم
احد أكبر المناطق عسكرة في العالم
هنا على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
كان يبلغ جدار برلين 96 ميلا طولا ،
والجدار على الحدود الامريكية المكسيكية
يبلغ 650 ميلا طولا
والولايات المتحدة تمركز
17000 قوات حرس حدود ناشطين
على تلك الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
وهذا يعادل
القوات العسكرية العاملة
في عشرين دولة مجتمعة حول العالم.
عندما انظر الى جميع الجدران،
والحدود، والأسوار
التي نبنيها لنحيط أنفسنا في أمريكا،
ذُكرت بشيئا
الروائية الرائعة
اليشيا فوكس قالته في خطابها TED.
كانت تتحدث عن جدتها،
التي كانت امرأة صوفية الى حد ما
في قريتها.
وجدتها
كانت تُخلص الناس من الثآليل
عن طريق رسم دائرة حولهم.
قالت اليشيا فوكس عن "قوة الدائرة"،
"أنه عندما تحيط شيء تماما،
وتمنعه عن كل شيء آخر حوله،
وتمنع أي شيء من الذهاب إلى الداخل؛
ما يحدث هو انه ما في الداخل
يجف ويموت ".
وهنا في أميركا،
إذا نحيط أنفسنا
بجدران أكثر وأكثر سُمكاً
لمنع تدفق الناس
والأفكار الى بلدنا ،
نحن أيضا سوف نجف ونموت.
(تصفيق)
الاستقطاب وردود الفعل
مضرون من نواح عدة،
لكن الأهم من ذلك
أنهم يحطمون أرواحنا.
يجعلوننا أقل مما نحن
كبشر
مؤمنون أن كل فرد،
بغض النظر عن من هو
أو من أين جاء
أو بماذا يؤمن،
كل فرد له حق الكرامة والاحترام.
يجعلوننا أقل مما نحن كبشر
لأنه بدلا من التفكير
من مكان إمكانية ووفرة
من حيث تأتي كل الأفكار العظيمة الخلاقة،
نفكر من مكان ندرة وخوف.
للمهاجر الذي
يقطف الطعام الذي نأكله كل يوم،
ويعتني بأطفالنا كل يوم،
وينظف الغرف التي ننام ونعيش فيها كل يوم؛
الألم لا يطاق.
ألمه لا يطاق عندما يُدعى غير قانوني،
عندما يقال انهم يتسللون عبر الحدود
فقط لاخذ وظائفنا
ولاستنزاف مواردنا
وعدم المساهمة بشيء،
ولإنجاب أطفال لمجرد الإقامة في الولايات المتحدة.
وكما سمعتم سابقا اليوم،
المشاعر المعادية للإسلام لها تأثير قوي
على المهاجر الذي
مُصنف كإرهابي
لمجرد أنه مسلم
أو لأنه يأتي من بلد معين
العار والغضب يجرحون عميقا.
وعلى مستوى شخصي جدا، يمكنني أن أقول لكم
أنه بعد تسع سنوات من القيام بهذا العمل،
لقد تلقيت الآلاف من رسائل الكراهية؛
خطابات ورسائل إلكترونية ومكالمات هاتفية.
لقد قيل لي، وحتى هنا
في سياتل التقدمية والمتنوعة؛
لقد قيل لي عودي إلى ديارك
حتى مع انني عشت في الولايات المتحدة
لمدة 29 سنة من حياتي،
ثلثين كاملين من حياتي.
لكن الأسوأ من ذلك
أني قد هُددت بالإعدام من غير محاكمة قانونية
وقيل لي إذا لم أتوقف عن فعل ما أفعله،
سوف أشعر بسعادة، بشماتة، كأني أرقص على الهواء.
في منظمتي "وان أميريكا" ،
نحن لا نقول القصص المؤلمة فقط،
ولكن بدلا من ذلك ، نُعزز المرونة،
والطاقة والإبداع ونعتقد أنهم
يأتوا من خلال تنقل الهجرة
ونحولها الى
حركة من أجل العدالة الاجتماعية.
ونعمل مع أفراد عاديين
ونبني مكانا
لشخصيتهم الغير عادية لتبرز
في العمل الجماعي من أجل التغيير،
ونُغير تلك القصة الواحدة عن
المهاجر الإرهابي الذي يستستنزف المورد
وبدلا من ذلك نُسلط الضوء على الصفات
التي تجعلنا فخورين جدا بالمهاجرين؛
وذلك يجعلنا فخورين جدا بأنفسنا؛
بعملنا الشاق، بقدرتنا على الإبداع، بتنوعنا،
بحبنا لعائلتنا وبأملنا في المستقبل.
لذا تخيل هذا،
تخيل لو أن في كل مكان
حول العالم وهنا في أميركا، وقلنا
لكل المهاجرين الذين جاءوا الى بلادنا،
"نحن نؤمن بكم.
و نؤمن في حقكم في المقاومة.
و نؤمن في حقكم في التحرك.
و نؤمن في حقكم في المساهمة
بكل ما لديكم للعطاء
لتحسين البلد الجديدة التي أتيتوا اليها".
وتخيلوا لو أنه هنا في أميركا
وفي كل مكان في أنحاء العالم،
وقف الجميع وتكلموا علنا
ضد العنصرية، والخوف،
والاستقطاب، وردة الفعل؛
لأنهم يعرفون أنه كون الشخص صامتا
هو كونه متواطئ.
وتخيل لو اعتنقنا الهجرة
كشيء أساسي ومفيد
وتحركنا في اتجاه أميركا واحدة وعالم واحد.
تخيل لو اعتنقنا
حركة حقيقية من كل الأنواع؛
حركة شعب، وحركة أفكار،
وحركة من أجل العدالة،
وحركة من أجل ديمقراطية حقيقية.
هيا، انضم إلينا ودعنا نتحرك معا! شكرا لكم.
(تصفيق وهتاف)