Tip:
Highlight text to annotate it
X
هل انت سعيد؟
في عمر ال٢١, ظننت ان لدي كل مكونات السعادة
كان لدي تعليم جيد
عمل مضمون في بنك
و بعد هذا بمدة قليلة حصلت ايضا على زوج محب
كنت اسلك طريقا تقليديا جدا
طريقا قدرّه والداي كثيرا
و في عمر ال٢٧, كانت لحظة استيقاظي
سؤال قصير,سؤال بسيط, سؤال خافت سأله لي زوجي
سؤال فاجئني و تركني عاجزة عن الكلام
هالا, هل انتي سعيدة؟
لم اعرف بم اجيب, لم افكر ابدا بهذا السؤال
اعتقدت انني سأكون سعيدة بسلوك مسارا امينا جدا
و بعدها تابع قائلا: حسنا اذا كنتِ سعيدة فهذا رائع و لكنك لا تبدين سعيدة
تبدين متعبة و اصبحتي مملة
من الطبيعي كان علّي ان اغير شيء ما
٢٧ سنة هو عمر صغير جدا لكي اصبح مملة
و لكنني امضيت ساعات و سنين عديدة جالسة خلف مكتب اعمل عملا مملا
و لهذا السبب نفسي المجنونة ماتت منذ وقت طويل
لم استطلع القيام بأي شيء متطرف
خطوت خطوة بمنتهى الامان بأتجان التغيير
تركت عملي و توجهت لاكمل دراسة الماجستير في جامعة "MIT"
وصلت لبوسطن في ١٩٩٩ في منتصف عاصفة
كانت فقاعة الانترنت, و الجميع كانوا يؤسسون شركاتهم
كان هنالك طاقة حيوية و هذه الطاقه الحيوية أثرت فيّ
و جعلتني اريد ان اؤسس شركتي ايضا
كنت فقط بحاجة الى فكرة
و هنا ساعدتني تجربتي السابقة
لقد قضيت ساعات غير معدودة اعمل في بنك
و لهذا السبب كنت اعرف ان البنوك كانت تهدر المال على تقريبا كل شي
و خاصة في مجال الاتصالات عن بعد
و لهذا كوّنت فكرة انني استطيع حساب المبلغ
الذي تنفقه البنوك على فاتورة الاتصالات عن بعد
و انني استطيع ان اقلل هذا المبلغ
و بهذه الطريقة اضيف ربحا للبنوك
و فسرت كيف بأمكاني عملها
"MIT 100K Business Plan Competition" و طرحت الفكرة ل
و شكرا لهذه المسابقة
فكرتي جمعت فريقا
و حصلنا على تمويل
و حصلنا على زبائن
و كبر الفريق ليصل الى ١٠ موظفين
و اصبحت ادعى رسميا مبادرة أو "Entreprenuer"
و اصبحت قصتي على غلاف مجلة
The Boston Globe
لزوجي
لزوجي لم اكن مملة بعد تلك اللحظة
بل كنت مجنونة
و لوالدّي ايضا
النقطة التي اريد ان اوضحها هنا هي
اننا دائما لدينا هذا الاحساس
انه لدينا شغفنا من جهة
و العمل المؤمّن من جهة اخرى
و هذان العاملان متوازيان
لن يتقاطعا ابدا
و لكن يمكن ان يتقاطعوا اذا كنت في البيئة الصحيحة
مع الدعم المناسب
و الارشاد المناسب
و تحصل على الطاقة الحيوية
و بهذه الطريقة يصبح من الطبيعي
ان تستقيل من عملك المؤمّن
و تتبع شغفك
و تجعل هذا الطريقان يتقاطعان
لماذا اصبحت انا مبادرة Entrepreneur
لان كنت في جامعة MIT وقت ازدهار فقاعة الانترنت
كنت في البيئة المناسبة في الوقت المناسب
كما هو حال الناس في وادي السيليكون Silicon Valley
لديهم النظام الايكولوجي المناسب
و يحصلون على الطاقة
تعلم انهم يريدون ان يبدأو اعمالهم الخاصة
و حاليا انا اسمعكم
انتم تقولون لي اننا لسنا في وادي السيليكون
نحن في البلاد العربية
نحن في لبنان بحق السماء
حالة البلد
تعلمون...
كيف يمكنني ان ابدأ Google من هنا
هذا هو المطلوب بالضبط
هذا السؤال الذي سألته لنفسي قبل ٦ سنوات
كيف يمكنني ان اساعد الناس
كيف يمكنني ان اجعل من الممكن للناس
ان ينشئوا Google من هنا
الجواب
انشئ البيئة المناسبة
و بدأت مسابقة خطة الاعمال Business Plan Competition
في سنة ٢٠٠٥ انشأت The MIT Arab Business Plan Competition
و كنت اريد من كل شخص عربي لديه فكرة عمل جيدة
و لديه الشغف اللازم
ليحصل على المساعدة كما حصلت عليها قبل ١٠ سنوات
و ليتبع حلمه و يؤسس شركة
مساعدة المبادرين اصبح شغفي
و منذ ذلك الوقت ساعدنا مئات المبادرين
و في الحقيقة ١٢٠٠٠ منهم او ٤٠٠٠ فريق قدموا للمسابقة كل سنة
كل سنة من ١٧ بلد عربي لMIT Arab Business Plan Competition
و اكثر من ذلك فقد ساعدنا على الهام اخرين لمساعدة المبادرين
العديد من المنظمات و الاشخاص الان اصبحوا جزءا من هذا النظام الايكولوجي
المخصص لمساعدة المبادرين
حسنا, من الواضح اننا لسنا في وادي السيليكون
و لكننا نقترب من ذلك
في الحقيقة بدأنا نجذب ناس من وادي السيليكون الى المنطقة
الفائز في مسابقة السنة الماضية, شريف مصطفى من "بي تي سكرينز"
حصل على رأس مال من احد المستثمرين في وادي السيليكون
للاستثمار في شكرته للبرمجيات
و برنامجه كان يربط الناس
الذين يبحثون عن نفس الشي في كوكل
حسنا
و الان قولي لي يا هالا
لنفترض انني حصلت على الدعم المناسب
من اين سوف احصل على الطاقة الحيوية
حسنا, حصل شيء ما في الرابع من كانون الثاني في ٢٠١١
المبادر, محمد بو عزيزي كان محبطا جدا
لانه لم يستطع ان يكمل و يرتقي بمشروعه لبيع الخضار
بسبب القيود البيروقراطية
و بسبب ذلك اشعل نفسه بالنار
كانت اكثر من ثورة سياسية
هو بدأ ثورة حركية
حرر الطاقات من الشباب العرب
و الهمهم للذهاب الى الشوارع
ليتظاهروا لاجل الحرية
و ايضا من اجل الوظيفة
او على الاقل للحصول على الفرصة لخلق وظائفهم بنفسهم
دعوني اخبركم بانه ليس هنالك منطقة في العالم
لديها طاقة بقدر الطاقة الموجودة في العالم العربي اليوم
ليس هنالك منطقة في العالم فيها مستوى التوقعات
للشباب كمستوى التوقعات في العالم العربي اليوم
و ليس هنالك حكومة بامكانها التنافس مع ذلك
لماذا؟
لان الحكومات لا تخلق الوظائف
و شيء اخر لا تستطيع الحكومات فعله
تزويدنا بمثال اعلى
في الدول العربية كان الزعماء السياسيون هم مثالنا الاعلى
و الان هم يسقطون الواحد تلو الاخر
نريد المبادرين ان يكونوا مثالنا الاعلى
في الحقيقة نريد ٥٠ مثالا اعلى جديد
نريد ٥٠ مبادر جديد
ليبدأوا ٥٠ عمل جديد اليوم
و هذا سوف يخلق لنا ١٠ ملايين فرصة عمل
و هذا هو المطلوب بالضبط
لننقذ اقتصادنا و نوفر فرص العمل
لكل شخص عربي يأتي الى سوق العمل كل سنة
نريد ٥٠ شركة جديدة بدءا من اليوم
ستصبح بعد ١٠ سنوات ٥٠ بليون دولار شركة
٥٠ فادي غندور يبنون اليوم
هم ٥٠ ارامكس غدا
و كل واحدة من هذه الشركات تشتغل كمعدل
مع ٢٠٠ مزود
و هذا يعني ان ال٥٠ مبادرا الهموا
عشرة الاف مبادرين اخرين ليعملوا معهم
كمزودين
كخبراء موارد بشرية
كخبراء تكنولوجيا المعلومات
كخبراء اعلام
و هؤلاء العشرة الاف و الخمسين شركة
سوف يوظفون ناسا يطمحون لحياة افضل
سوف يستعملون المواصلات, الطعام و الذهاب الى الصالة الرياضية
و كلهم مع بعض سوف يوفرون هذه العشرة ملايين وظيفة
بم ايضا نحتاج هؤلاء ال٥٠ مبادرا ايضا؟
نحتاجهم لانهم يقدمون الجديد لحياتنا
الابتكارات التي قُدمت للاسواق بفضل المبادرون
غيرت حياتنا
من الهاتف للحاسبات الالكترونية
خدمات الانترنت وصولا للمطعم الجديد حول الزاوية
لطريقتك الجديدة في التدريب الرياضي
و المكيف الهوائي الذي هو شديد الاهمية في العالم العربي
كيف ستبدوا حياتنا بعد مرور عشر سنوات من الان؟
ستتغير جذريا بواسطة الشركات
التي سوف تبدأ في السنتين او الثلاث القادمة
و على امل ان يكون لدينا ٥٠ منهم في المنطقة العربية
الرئيس كينيدي الهم الناس للذهاب الى القمر
بقوله نحن لا نفعلها لانها شيء سهل
نحن نفعلها لانها شيء صعب
اذا وضعت في البيئة المناسبة, اتباع طموحك
يصبح قرار بديهي و لكنه طريق صعب
في الحقيقة انه بغاية الصعوبة انني تعلمت ثلاثة اشياء
حول ما يلزم لتكون مبادر
لا اعلم لما جميع الناس يتعلمون ثلاثة اشياء
دائما ثلاثة, ليست اثنين و لا اربعة
تعلمت ثلاثة اشياء
اعمل كالعبد, اعط الاوامر كالملك, و انتج كالاله
اعمل كالعبد لان
كان علي ان اعمل كل شيء من تنظيف ارض المكتب
قبل قدوم مدير شركة
لحد السهر طوال الليل في ليلة السبت
و جميع الناس يحتفلون
لكي اصبح مبادِرة, هذا ما تطلبه الامر
و يجب عليك الاستعداد لرحلة عديمة الانانية
لان الشيء الوحيد الذي يموت عندما تعمل كالعبد
هو غرورك
و هذه اخبار جيدة جدا لانك لا تحتاج اليه لاي شيء
اعطِ الاوامر كالملك لان
يجب عليك امتلاك بعض المهارات القيادية
لكي تبدأ مشروعا
لا تستطيع فعل الكثير من الاشياء لوحدك
و اشراك الناس معك و تحفيزهم
يتطلب مهارات قيادية كمهارات الملك في وقت الحرب
انتج كالاله
في بيئة اليوم كل شيء قابل للمنافسة
في اللحظة التي تفكر بها بشيء جديد
شخص اخر قد بدأ بالعمل عليه
كما قال توماس فريدمان
العالم مسطح, ليس هنالك مكان للاختباء
فالافضل لك ان تسدد للقمر و تنتج كالاله من اليوم الاول
و بعد ان تبدأ شركتك
و تصبح رئيس نفسك
يا الهي كم هو جميل هذا الشعور بالرضاء و الاعتزاز
كنت اتمرن على هذا الحديث في السيارة
و سمعتني ابنتي استعمل كلمة الاله
و قالت لي, هل تعلمين شيئا
يجب على الله ان يكون مبادرا
لانه انتجنا و انتج كل شيء اخر
الاطفال
الاطفال هم اذكياء جدا في الحقيقة
عمرها ٧ سنوات
حسنا
اذا, اين نحن الان؟
نحن في المنطقة العربية
لدينا بعض الدعم
اذا اردنا ان نبدأ مشروع عمل
و دعوني اقول لكم انني اعتقد ان لدينا دعم جيد
و لدينا الطاقة الحيوية, فماذا ننتظر؟
دعونا نبدأ
دعونا نكون هؤلاء الخمسين مبادرين
الذين سوف ينقذون اقتصادنا
دعونا نكون هؤلاء ال٥٠ شخصا الذين سوف يختارون الطريق الاخر
الطريق المجنون
الطريق الذي يسافر عليه اقل عدد من الناس
الطريق الذي تستقيل فيه من عملك المؤمّن
و تتبع احلامك
انشئ شركة, انشئ فرص عمل
و بفعل هذا سوف تكتشف شغفا اخر لديك
شغفك لتغيير العالم
انا اجعله يبدوا سهلا, ليس لانه بالشيء السهل
و لكن لأني عندما تبعت شغفي
حصلت على كميات كثيرة من الطاقة من نفسي الداخلية
و بسببها لم احس بالألم
لم احس بالجهد
و اكتشفت نفسي في طريقي
و تعلمون ماذا؟
انا سعيدة
و..
في الحقيقة
يمكنني ان اسأله السؤال الان
يمكنني ان اسأل زوجي الجالس هناك
هل انت سعيد؟
لان..
اذا كنت سعيدا فهذا شيء رائع
و لكنك لا تبدو سعيدا
تبدو متعبا
و لكن هنالك شيء لم تكن عليه ابدا
انك لم تكن مملا