Tip:
Highlight text to annotate it
X
هويّة أم عدة هويّات؟
أريد أن نأخذ دقيقة ونفكر في ما الذي يعنيه هذا لك؟
كيف تختار الطريقة التي تُعّرف بها نفسك؟
هل هو الاسم الذي تحمله؟
هل هو المكان حيث ولدت؟
هل هي صفحتك على الفيسبوك، ربما؟
أجد أنه من المثير جداً أن ترى ما الذي يحرص الناس على السؤال عنه
حينما يرغبون أن يعرفوا أكثر عنك.
الأسئلة النموذجية التي وجهت لي، كما يمكنك أن تتخيل،
في الغالب، كم يبلغ طولي؟ من أين أتيت؟
والمثير إلى حد ما، أنه بعد تبادل بضع كلمات،
ما هو "برجي الفلكي".
لذا، حقاً، أجد هذا مثيراً،
لأنه هناك طرق لا حصر لها يمكن للمرء أن يختارها ليُعّرف نفسه أو نفسها.
أليس هذا في النهاية ما نسعى له طوال حياتنا؟
مَن الذي نختار أن نكونه.
ما الهدف من الحياة التي نعيشها بينما نحن هنا؟
وإلى أين نريد أن نذهب؟
لكن، من أنا على أية حال؟
سأشارككم بعض الصور من حياتي.
أشعر حقًا بالفخر لوجودي هنا الليلة لأشارككم تلك القصة القصيرة.
وسأبدأ بعروض الأزياء،
لأن معظم الناس يعرفونني كـ "عارضة أزياء"
والتي لم تكن تجربة سهلة، إذا جاز التعبير.
أتذكر أول مرة ذهبت لأحدى أكبر الوكالات في باريس
سنة 1999، وقد كانت تجربة مروعة.
تلك السيدة رأتني ونظرت لوجهي مثل،
"أنتي طويلة ونحيفة. هذا جميل.
هذا فقط سيء جدًا حيث أنني لا أستطيع أن أفعل أي شيء معكِ
لستِ بيضاء. لستِ سوداء. أنت بين هذا وذاك.
هذا لن يجدي نفعًا".
لذا عدتُ للمنزل، كان عمري وقتها 19 سنة،
مفكرة في أن تلك المرة كانت حقًا وقحة،
وهذا كان أغرب وصف سمعته في حياتي.
لذا على أية حال، في النهاية لقد نجحت في هذا المجال
لأنه من الواضح أن بعض الأشخاص قد رأوا شيئاً مهما فيَّ
وأنا ممتنة لذلك.
وقد كانت تجربة ثرية جدًا
فإن صناعة الموضة قد تكون قاسية.
لا أنصح الجميع بها
لكني تعلمت الكثير عن العلاقات الإنسانية.
تعلمت الكثير عن الخداع.
ولقد كانت رحلة جميلة - رحلة ثرية
وبالمناسبة، لقد أختبرت أيضًا مهاراتي التمثيلية.
لذا حتى تلك السيدة التي قالت لي أنها لا تعرف حقًا ماذا تفعل معي
حسناً، هذا الفيديو تمت مشاهدة أكثر من 36 مليون مرة.
أعتقد أنني في نهاية المطاف تمكنت من القيام بشيء.
وأنا ممتنة لهذا.
الآن، أريد الانتقال إلى شكل آخر من أشكال الجمال،
وأخذكم إلى الدولة التي ولدت وترعرعت فيها والتي تُسمى "الغابون".
أنا حقًا أشعر بالسعادة لأني نشأت في أفريقيا،
لأجل القيَّم التي نشأت عليها والتي كانت العنصر الرئيسي لما أنا عليه اليوم.
وتلك القيّم يمكن تلخيصها في 5 كلمات.
أنا، ومن أكون، ولأجل من، ومن نحن.
الغابون مكان رائع كما ترى.
لكن، كما قد تكون فردوسًا لبعض الناس،
فللبعض الآخر قد تكون جحيمًا.
أريد أن نأخذ دقيقة من فضلكم ونتابع هذا الفيديو
لكي نفهم الواقع الذي يعيشه الناس في الغابون
(موسيقى)
لا أود أن أعلق كثيرًا على ذلك
لأني أعتقد أن الصور تتحدث عن نفسها.
ولأني أصبح غاضبة جدًا حينما أنظر لتلك الصور.
وهؤلاء الطلاب الذين يطلبون من الحكومة
أن تتوسط لهم عند المعلمين لكي يسمحو لهم بالعودة للفصل.
يجعلني هذا أفكر، إذا كان هذا يحدث للأطفال
حينما يطلبون فقط أن يعودو للمدرسة،
فماذا سيحدث لو قالوا بعض التعليقات ضد الحكومة؟
لو تحدثوا عن الفساد؟
لو تحدثوا عن كل الإعتقالات التعسفية
التي يتعرض لنا الناس؟
لو تحدثوا عن كل الصحفيين الذين يواجهون التهديدات؟
وأنا لن أخوض في هذا.
أنا ممتنة للغاية لحصولي على الفرصة
لمقابلة السيد "جين شارب" في الولايات المتحدة الأمريكية.
في الوقت الذي كنت منضمة فيه لمنظمة "الملائكة الحُراس".
وقد أخبرني حينها عن ذلك القتال،
أنه لا يمكنني أن أذهب بهذه المشاعر.
بل يجب أن أكون عقلانية.
يجب أن تكون لدي إستراتيجية.
لأن الأشخاص الذين أحاربهم بالتأكيد لديها إستراتيجية،
ويمتلكون كل الوسائل التي قد يتخذوها لقمع كل شخص
قد يكون فقط ضد إرادتهم.
وأنا حقًا ممتنة للحصول على الفرصة لمقابلة هذا الرجل
واكتشاف العمل المذهل الذي قام به.
لقد قام بكتابة كتب مُبسطة مذهلة
مثل"من الديكتاتورية للديموقراطية"
وهو الكتاب -بالمناسبة- الذي أشعر حقًا بالفخر لحملهُ
حينما أدركت أن بعض الأشخاص في دول أخرى
يتم سجنهم فقط لأنهم يحملون ذلك الكتاب.
فقط لكي أخبركم كم قوة هذا الكتاب.
وهو يقول فقط بعض الأشياء التي نستطيع أنت وأنا فهمها لو قرأناه.
إنه كتاب سهل القراءة جدًا.
وهو شيء آخر يمكنك أن تمارسه.
لذا على أية حال، لأن تجربتي وانضمامي
لمنظمة "الملائكة الحُراس" كانت قوية جدًا،
قررت أن أوجه غضبي، وطاقتي لأنشطة أخرى،
في بعض المنظمات غير الحكومية المختلفة وعلى رأسها " شبكة الشباب الأفريقي الُمشتت في أوروبا" الجيل الثاني،
والتي بالمناسبة كانت شيء آخر صادم.
كنت حقًا مصدومة كمواطنة يونانية -وأنا يونانية وأنا أحب بلدي-
حينما اكتشفت أن الأطفال الصغار،
من الجيل الثاني ذي خلفية مهاجرة
لم يحصلوا على الجنسية اليونانية بالرغم أنهم وُلدوا ونشأوا هنا.
وأنا... (تصفيق)
ليس فقط أن هؤلاء الأطفال رُفِض إعطائهم الجنسية اليونانية
لكن هذا يعني أنهم لا يمكنهم حتى الإستفادة
من الجنسية الأوروبية أيضًا.
لا يمكنهم الإستفادة، لا يمكنهم السفر.
لا يمكنهم الدخول في نظام التعليم إلى حد ما
أو الإنضمام لإتحاد العُمال أو الإلتحاق بسوق الشغل
وصراحة، أجد أن هذا سخيفا، لأني حقًا لا أعرف
كيف ستستمر الحكومة في هذا.
أنا حقًا لا أستطيع أن أفهم،
كيف سيكون لهؤلاء الأشخاص إحتمالية أن يطوروا حياتهم
مع كل النوايا الحسنة التي قد تكون لديهم،
إذا كنت فقط ستستمر في فعل هذا؟
ماذا يمكن أن يحدث بعد ذلك، أتعرف؟
على أية حال، هذه بعض الأفكار لمن يهتم.
على أية حال، مشروعي الجديد مع "نيكو سافاريز"
والذي أريد أن أشكره جدًا،
لأنه المعلم الذين ساعدني على تحقيق حلمي الكبير،
والذي هو إنشاء مدرسة تهدف إلى تعزيز التعليم العالمي.
وما نقوم به هو تنظيم ورش عمل مع المعلمين
لأننا نهتم بمضمون التعليم.
ليس فقط ببناء المدارس ولكن ما بداخلها أيضًا.
ما الذي نُعلمهُ لأطفالنا بالمدارس؟
نحن نؤمن أن حقوق الإنسان في التعليم
بنفس أهمية 1+1=2.
هذا هو مقدار ما يجب على الأطفال أن يعرفوا عنه.
الشيء الآخر الذي لا يعرفه بعض الناس عني
هو أنني مصابة بمرض مزمن يُدعى "ابيضاض الدم النقوي المزمن"
وسبب أني أشارككم هذا هنا
هو لأنني أعتقد أن مؤتمرات TEDx هي المكان المناسب للقيام بذلك.
وخاصة لأنني أريد أن نفكر في كيف نختار أن نُعرِّف أنفسنا.
ويمكني أن أختار تعريف نفسي كمريضة أو كشخص ما مُصاب
لكني لن أفعل ذلك.
وهذه إحدى صوري المفضلة.
إنه اليوم الذي خرجت فيه من المستشفى.
وكل مرة أنظر لهذه الصورة،
تذكرني أن الحياة هي مجرد مسألة إدراك
وهذا ما أخترته لكيما فقط أستمر في حياتي.
(تصفيق)
الآن، أيمكنكم أن تتوقفوا هنا قليلًا؟
هذه الصورة قوية بالنسبة لي.
لماذا؟ لأني أؤمن أننا نعيش في غابة.
الظروف صعبة للغاية في الخارج.
وصراحة، أعتقد أن الحيوانات تظهر احترام أكثر لبعضها البعض
مما نقوم به كبشر لبعضنا البعض.
وأعتقد حقًا إنه يمكننا أن نعمل على أنفسنا، ونعيد تعريف أنفسنا.
والخبر السار المتعلق بهذا هو أنه، كل ثانية تمر
هي فرصة لكل واحد منا لكي يفعل الأشياء بشكل مختلف.
لذا يمكنك الإختيار أن تكون لؤلؤة محيط لأصدقائك، أو لعائلتك.
يمكنك اختيار أن تكون ماسة لحبيبك.
للأشخاص الذين يزعجونك، يمكنك اختيار أن تطلق النار التي بداخلك.
فقط في الضرورة.
أنا اخترت أن أظل شابة، جريئة وأحرّر روحي.
وأدعو كل شخص أن يأخذ رحلة، ويتعمق.
حاول وانظر لنفسك.
توقف عن إلقاء اللوم على الآخرين.
حاول أن ترى، ما دوري هو في هذا؟ وهل أنا غير مسؤول عن ذلك؟
أتعرف؟ ما الذي نسمح به؟
ما الذي لا نسمح به؟
هذا ليس طريقًا سهلًا لنسلكه، لكني أؤمن أنه يجب علينا ذلك.
لأننا كبشر علينا تحديد العالم الذي نريد أن نعيش فيه.
إنه تحدّ.
لكني أؤمن أنها مسؤوليتنا تجاه أطفالنا.
لنقل هذا ببساطة.
أنا لا أرى المغزى من إنجاب الأطفال
وتعليمهم أي شيء عن العالم الجميل الذي نعيش فيه
إذا كنا لا نبذل جهدنا لتحسين حياتنا،
لتحسين الظروف التي نعيش فيها.
لذا فإن كل شخص لديه فرص متكافئة لتطوير
ولإطلاق العنان حقًا وبالكامل لإمكانياته.
لأني أؤمن أن هناك الكثير الذي نشترك فيه كبشر.
هناك أكثر من ذلك بكثير مما نشترك فيه كبشر
وهذا هو ما يميزنا عن بعض
على الرغم من أن ذلك التفرد هو ما يجعل كل واحد منا مميز جدًا.
أنا ببساطة أدعوك لأن تتجرأ وتدير المفتاح
وتُعرِّف نفسك بالطريقة التي تريد أن تكونها.
(تصفيق)