Tip:
Highlight text to annotate it
X
يتحدث الفيلم عن أحداث عام 2014، وبهدف إعادة بناء الأحداث تم تصوير المشاركين الحقيقيين فيها.
وجهت دعوة لروؤساء الأجهزة الأمنية ووزارة الدفاع للحضور إلى الكرملين، وكلفتهم بمهمة خاصة وبالتحديد إنقاذ حياة رئيس جمهورية أوكرانيا.
في ليلة 22 فجر 23 من شهر شباط/فبراير لعام 2014 تم إجراء عملية ليس لها مثيل في تاريخ العالم الحديث. وبأمر من رئيس روسيا الاتحادية تم إجلاء رئيس الدولة المجاورة الملتهبة سراً.
في واقع الأمر بدأ فرع المراقبة اللاسلكية بتوجيه موكب الرئيس الأوكراني. وقتئذ أصبح من الواضح أن فيكتور يانوكوفيتش سوف يقع في كمين قريباً، ولو حدث ذلك لتم القضاء عليه حتماً.
إن طلب إنقاذ الحياة كان موجهاً بشكل مباشر من قبل الرئيس الأوكراني الشرعي إلى روسيا الاتحادية. جميع تفاصيل العملية بقيت سرية لمدة عام كامل ولم تكن معروفة إلا للرئيس فلاديمير بوتين ومن نفذ أوامره فقط.
هل أفهم من ذلك أنكم شخصياً قضيتم ليلة كاملة لتنفيذ عملية إنقاذ يانوكوفيتش؟
نعم هذا صحيح، هذه كانت ليلة 22 فجر 23، وانتهينا حوالي الساعة السابعة صباحاً. وهنا لا أخفيكم قلت لزملائي وعددهم أربعة قبل المغادرة:
إن تطورات الوضع في أوكرانيا تجعلنا مضطرين أن نبدأ العمل بشأن استعادة القرم إلى أحضان الأم روسيا، لأنه لا يمكننا ترك هذه الأرض والناس الذين يعيشون هناك تحت رحمة القوميين المتشددين.
وحددت مهام معينة وقلت ما الذي ينبغي فعله، لكني أكدت على الفور بأننا سوف نقوم بذلك فقط في حال كنا مقتنعين تماماً بأن هذه رغبة الناس الذين يعيشون في القرم. لذلك كان من الضروري منح الناس فرصة تقرير مصيرهم والتعبير عن رأيهم، هكذا كان هدفنا الرئيسي.
أقول لكم وبكل صراحة وهنا أتحدث بصراحة مطلقة. كنت أقول لنفسي: إذا كانت هذه هي رغبة الناس فليكن كذلك. إما ضمن قوام الدولة الأوكرانية على شكل حكم ذاتي أو إقليم يمنح المزيد من الحقوق، أو غير ذلك وعندها لا يمكننا تركهم حتماً.
"القرم. الطريق إلى الوطن"
بدأ الوضع يتدهور بشكل حاد وتفاقمت المواجهات في كييف يوم الثامن عشر من شهر شباط/فبراير. وفي الساعة 13:30 خرجت أول طلقة قاتلة. وبنفس الطريقة، ومن خلال الإصابة المباشرة في الرقبة لقي خمسة من عناصر القوات الداخلية حتفهم.
أما القوميون المتشددون من القطاع الأيمن فقد هاجموا مكتب "حزب المناطق" وأحرقوا الجندي وهو على قيد الحياة. وفي اليوم التالي لقي 25 حتفهم في وسط العاصمة كييف.
وفي العشرين من شباط/فبراير فتح القناصة نيرانهم على الحشد في الميدان، والنتيجة كانت وفقاً لتقديرات مختلفة مقتل ما يتراوح ما بين 75-100 شخص من كلا الجانبين.
كل شيء كان يتغير أمام أعينا وبدأ الدم يسيل وإطلاق النار أصبح يصنع في الميدان. كيف كان سلوك فيكتور يانوكوفيتش في ذلك الوقت؟ إذ أنه على الأغلب اتصل بكم وطلب لقاؤكم؟.
نعم. حسناً أولاً اتصل معي مساء الحادي والعشرين وقال لي بأنه سيذهب إلى خاركوف للمشاركة في مؤتمر إقليمي.
لا أخفيكم كنت قد عبرت عن وجهة نظري وهي أنه في مثل هذه الحالة من المفضل عدم مغادرة العاصمة.
فقال لي: "سوف أفكر في ذلك أما الآن لا أعرف، وسوف أتصل بكم لاحقاً ونتحدث".
في ذلك المساء عندما شهد ميدان كييف إطلاق نار واسع النطاق وحشد من المتظاهرين وقوات الأمن، دخل فيكتور يانوكوفيتش لقضاء ليلته الأخيرة في منزله.
اتصل بعد ذلك وقال بأنه قرر الذهاب.
الشيء الوحيد الذي قلته له: "على الأقل لا تزج بقوات أمنية إضافية" فقال لي: نعم نعم أنا أدرك ذلك تماماً". ذهب وأخرج جميع قواته حفظ النظام.
في تمام الساعة 9:17 من صباح الحادي والعشرين من شهر شباط/فبراير وقف فيكتور يانوكوفيتش لدى خروجه من مقر إقامته لمدة ثانيتين وكأنه مودعاً، ولن يعود إلى هنا مرة أخرى.
وعلى الرغم من أنه استجاب لمطالب المعارضة كلها، إلا أنه كان ما يزال ينتظر في هذه اللحظة من الميدان والوسطاء الأوروبيين حلولاً سلمية.
وبدلاً من ذلك كما تعلمون قامت المعارضة في اليوم نفسه بالاستيلاء على مقر عمل الرئيس والحكومة.
موجود في خاركوف ويريد أن يتشاور معي ولقائي للحديث عن تطور الأوضاع.
وأنا بالطبع قلت له بأنني مستعد لذلك في المكان الذي يناسبه.
في هذا اليوم وانتهاكاً للدستور الأوكراني أقدم زعماء ميدان كييف على تنصيب الكسندر تورتشينوف رئيساً للبرلمان "الرادة"، وبذلك يكون فعلياً قد أطاحوا بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش، الذي ظهر لاحقاً على الهواء من خاركوف.
أنا لا أنوي الاستقالة، لأنني رئيس منتخب. لكن كل ما يحدث اليوم هو بطبيعة الحال أعمال تخريب وعصابات وانقلاب على الحكومة.
وما أن غادر فيكتور يانوكوفيتش العاصمة كييف حتى بدأ كل من راتوسلاف سيكورسكي من بولندا وأوليفييه باي من اللجنة الأوروبية وداليا كريباوسكايتي من ليتوانيا يصرحون الواحد تلو الآخر بأن اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي سوف توقع مع الحكومة الأوكرانية الجديدة، و
ولهذا فقد بات الرئيس الحالي والشرعي يانوكوفيتش يعيق منظمي الانقلاب في العاصمة الأوكرانية.
بدا لنا من الواضح، حتى أننا تلقينا معلومات تفيد بوجود تحضيرات ليس فقط إلقاء القبض عليه ولكن تصفيته جسدياً، وهذا الخيار الأفضل بالنسبة لأولئك الذين قاموا بالانقلاب.
فكما قالت إحدى الشخصيات التاريخية الشهيرة ليس هناك إنسان إذاً ليست هناك مشكلة.
أياً كان الأمر فقد أثبتت الأحداث اللاحقة صحة ذلك. ولو أنه تم القضاء عليه لكان من الأسهل على قوى المعارضة حل المهام التي وضعوها نصب أعينهم.
غادر فيكتور يانوكوفيتش مدينة خاركوف في الثاني والعشرين من شهر شباط/فبراير واتصل بالرئيس فلاديمير بوتين من دونيتسك طالباً لقاؤه.
اقترحت قائلاً: "تعال لنلتقي في مكان ما في راستوف وذلك لكي لا تهدروا الوقت في الطيران، وأنا على استعداد للحضور". في هذه اللحظة تلقينا مكالمة أخرى، حيث أشار حراس الرئيس فيكتور: "لدينا مشاكل كبيرة إذ أنه لا يمكننا الطيران".
أنا بصراحة أدركت بأن شيئاً ما يحدث بشكل غير عادي بعيد عن الوضع الطبيعي.
لاحقاً علمنا أنه في هذا الوقت تعرض موكبه لإطلاق الرصاص، كما تعرض المدعي العام بشونكا للنيران أيضاً وأصيب أحد حراسه.
بعبارة أخرى كنا في ذلك الوقت أمام انقلاب حكومي، مصحوبة بعملية محاولة إلقاء القبض عليه أو تدميره من قبل قوى المعارضة.
تلقى رؤساء المؤسسات السيادية الأربعة أمراً من القائد العام للجيش والقوات المسلحة بإنقاذ حياة الرئيس الأوكراني.
في ذلك الوقت كان هناك عدد من أجهزة الأمن تبحث عن الرئيس يانوكوفيتش لكن لتنفيذ مهمة معاكسة تماماً.
ولكن بعد المحاولة الفاشلة لمغادرة دونيتسك جواً اختفى الرئيس الأوكراني.
وكأن موكبه اختفى تماماً في سهوب شرق أوكرانيا.
يبدو أنه تمكن الهروب من دونيتسك وذهب إلى مكان ما لا على التعيين، يبدو ...
لقد ذهب إلى شبه جزيرة القرم ولكن عندما أطلعوني على خارطة تحركاته ...
هل هذا يعني أنكم اطلعتم على مسار تحركاته؟
عندما اتصل بدأ فرع الرقابة اللاسلكية الروسية بمراقبة موكبه، وبالتالي تمكنا في كل مرة من تحديد مكان وجوده. لكن عندما أطلعوني على خارطة تحركاته تبين لي بأنه سوف يقع في كمين قريباً ...
وعلاوة على ذلك، تلقينا معلومات تفيد بأنه تم تثبيت مدفع رشاش ثقيل ليتم حسم الأمر بسرعة.
بعبارة أخرى لم يكن هناك من يريد إيقافه؟
هناك ما يدعو للاعتقاد بأنهم كانوا يريدون القضاء عليه.
حيث تلقى حراسه معلومات تؤكد عدم ضرورة التحرك أبعد من ذلك.
كل شيء كان مثيراً للاهتمام جدا، لأن الإجراءات تمت من خلال الاتصالات المفتوحة، ونحن أنفسنا استخدمناها لمعرفة مكانه.
ولكن قبل أن نتمكن من تحديد موقعه من خلال الوسائل التقنية- لم نكن نعرف أين،
لذلك كنا مستعدين لإنقاذه من دونيتسك مباشرة براً وبحراً وجواً.
هذا يعني أنكم أوعزتم إلى وحدات عسكرية مختلفة للاستعداد من أجل إنقاذ فيكتور يانوكوفيتش؟
نعم، وذلك لأنه كان قد ابتعد عن دونيتسك كثيراً، حيث استغرق وصول الزوارق فترة زمنية كافية- من خمس إلى ست ساعات إلى الشاطئ؟
هل نبهتم من الاقتراب من الشاطئ، أي أنكم حذرتم من احتمال وجود خطر على حياته؟
نعم. غيروا من مسارهم بعد ما أرسلنا لهم التعليمات ومكان وصول الموكب إلى الشاطئ.
وبعد ذلك أرسلنا مجموعة حوامات مع وحدات من القوات الخاصة.
استمر البحث مدة ساعة ونصف الساعة، ولم تؤت المراقبة الجوية لعشرات الكيلومترات من الشريط الساحلي بنتائج ايجابية-
إذ أنه لم يكن لدى الطيارين اتصال مع موكب الرئيس الأوكراني، ومعاون الرئيس الأوكراني كان يحاول يائساً الاتصال بالكرملين.
في لحظة من اللحظات بات من الواضح أنه لن يكون بإمكانهم العثور عليه، ووقود الحوامة بات على وشك الانتهاء، ولا بد من الانسحاب.
وفي اللحظة التي قرر فيها طاقم الحوامات العودة، عندها شاهد الطيارون نوراً يلمع على مسافة بعيدة- كان هذا موكب السيارات التي أشعلت الإضاءة البعيدة لتحديد مكان وجودهم.
كيف عرفوا وفرّقوا الصديق من العدو؟
بالطبع كانت هناك إشارات.
أفهم من ذلك أنكم أنتم أو أحد من زملائكم أرشدهم إلى ذلك؟
تعرف الطيارون عليهم وتمت عملية سحبهم من المنطقة.
ولكن هذه ليست نهاية القصة، لأن فيكتور فيدوروفيتش (فيكتور يانوكوفيتش) لم يرغب المجيء إلى روسيا وعلى الفور طلب إرساله إلى القرم، وتوجه إلى شبه الجزيرة.
ولذلك بقي بضعة أيام على أراضي أوكرانيا، في الوقت الذي كانت فيه البلاد تشهد عملية الانقلاب.
ومع ذلك، بعد بضعة أيام، عندما أصبح واضحا أنه لم يعد هناك شخص يمكن التفاوض معه في كييف، طلب منا مرة أخرى، وقمنا بنقله إلى الأراضي الروسية.
عندما حصلتم على تقرير حول نجاح عملية إنقاذه، ما هي المشاعر التي راودتكم حينها؟
المشاعر؟ اعتقد أننا قمنا بعمل خير ونبيل عندما تمكنا من إنقاذ حياته وحياة أفراد عائلته.
وهنا لا أريد تقديم تقييم لنشاطه وعمله.
هو قال: لم يكن بمقدوري التوقيع على قرار يقتضي باستخدام السلاح. والسؤال هل لنا أن نلومه على ذلك، لا أعرف.
ولا أعتقد بأنني أملك الحق في ذلك.
هل كان هذا السلوك جيداً أم سيئاً- الواضح هو أن العواقب كانت وخيمة بسبب عدم الاستجابة.
لقد شعر ألاف المدنيين بالنتائج.
وعندما استولى القوميون المتشددون على كييف قاموا بمطاردة جميع أولئك الذين لم يكونوا موافقين على أساليبهم وطريقة وصولهم إلى السلطة.
كان ذلك يوم العشرين من شهر شباط / فبراير، عندما كنا عائدين إلى المنزل.
كان الطريق عندها مسدوداُ، ولا أدري كيف يمكنني أن أصفهم، إنهم ليسوا من جنس البشر.
في اليوم الذي سيطر فيه القناصون على ميدان كييف عاد مواطنون من العاصمة الأوكرانية في حافلات إلى مسقط رأسهم في شبه جزيرة القرم.
وكانت وجهتهم هذه للمشاركة في مسيرة مناهضة للميدان، حاول فيها أهالي القرم المسالمين إيصال وجهة نظر شبه الجزيرة المخالفة لوجهة نظر "الأوروميدان".
في حين أن سيارات الشرطة التي رافقت الحافلات أوقعت أهالي القرم في كمين.
تم محاصرة قافلة الحافلات من كلا الطرفين، وقتئذ بدأت حالة مريبة تسود الوضع، حيث ظهر بعض الشباب المسلحين بالعصي، معظمهم كان في حالة مخمورة، والبعض الآخر تحت تأثير المخدرات...
ظهر شاب ومعه مسدس وبدأ إطلاق النار من مسافة قريبة جداً.
هنا في المقعد الأمامي، هكذا كان يجلس السائق- هكذا قاموا بقتل السائق
وفي هذه اللحظة هرع الشباب الهمجيون وقاموا بتحطيم النوافذ.
قاموا برمي الحافلات بالحجارة ومن ثم بدؤوا يصرخون:"اخرجوا، وإن لم تفعلوا، فسوف نحرقكم وأنتم على قيد الحياة".
لقد كان من الصعوبة بمكان البقاء على قيد الحياة في تلك الحالة، ومن الاستحالة أن يبقى المرء حياً في حال تم العثور على علم روسي معه أو على شعارات كالتي تقول:
"نحن لن نسلم شبه جزيرة القرم لبانديرا" أو في حالة كان هناك صور حتى ولو كانت على جهاز الهاتف خاصة فيما يتعلق بالمقاطع التي تصور الفظائع في الميدان.
قمت بسحب شريحة الذاكرة من الهاتف المحمول ومن الكاميرا، وقمت بوضعها تحت اللسان وفي الفم.
وصور عائلتي وجميع الصور التي كانت تظهر أعمال المتظاهرين في الميدان، كنت مستعداً لبلعها لكي أحمي أسرتي.
وعندما خرجنا من الحافلة، كان هناك خندق، تم رمينا على بعضنا البعض هناك، وشرعوا يضربوننا ويرموننا بالحجارة.
أما رجالنا فجميعهم قتلى على الأرض، كان هناك ستة أشخاص والسائق تم وضعهم بالقرب منهم أيضاً.
أجبروننا على غناء النشيد الوطني الأوكراني، ونصرخ المجد لأوكرانيا. في ذلك الوقت كانوا يضربوننا بالعصي ولهذا أُصبت بجرح عميق في رأسي ....
تم حشرنا في مكان واحد وأجبروا البعض منا رمي الزجاج المكسور من الحافلة، إما لوضعه في جيوبنا أو أكله.
أفهم من ذلك أجبروكم على تناول الزجاج؟
نعم أكل الزجاج. إذ أنه لم يكن هناك خيار آخر أمام الناس للبقاء على قيد الحياة.
كان هناك شاب حاول الهروب عبر السهول، وأنا رأيت بأم عيني كيف تم قنصه، فسقط ولكن لا أعلم فيما إذا كان على قيد الحياة الآن أم لا، لا أعرف.
لقد أجبر منظر الحافلات وهي تحترق، الركاب على الشعور بالخوف والرعب.
وبينما كان مناصرو الميدان ملتهين بهذا المنظر الذي صنعوه بأنفسهم شعر ركاب الحافلة بوجود فرصة للهروب إلى أي مكان،
ولكن حتى هذا لم ينقذ الجميع، إذ شرع القوميون المتشددون بملاحقتهم في الحقول والغابات كما لو أننا نشاهد فيلم رعب.
الجميع شاهد كيف أن القوميين استقلوا سيارات خاصة وبدؤوا بالبحث عن أولئك الذين هربوا من الحافلة.
زحفنا في الحقول، زحفنا في الغابة، اختبأنا لكي لا نقع بين أيدي هؤلاء الشباب لأنهم بالفعل فاشيين، بالفعل سفاحين. كانت الكراهية تتطاير من عيونهم، على الرغم من أننا لم نفعل أي شيء لهم ...
أولئك الذين وقعوا بين أيديهم، تعرضوا للضرب حتى الموت، ولكن في البداية قالوا لهم، الذي يبقى على قيد الحياة منكم، عليه أن يعيش بطريقة أخرى.
هددوني، سددوا المسدس إلى رأسي...
لقد غضبوا منّا، لأن أصلنا نحن من القرم: قال لي أحدهم "تكلم باللغة الأوكرانية"، أجبته "لا أعرف". فردّ عليّ "سأذهب إلى القرم، وأذبح كل عائلتك، لأنكم تتكلمون اللغة الروسية".
لقد ضربونا، شاهدوا دماءنا تجري، شاهدوا تألمنا، وكانوا واقفين يضحكون، كان منظرنا يثير النشوة في أنفسهم. ماذا أقول؟ لقد فهمنا من هذه المأساة، أنه لا يمكن أن نبق في أوكرانيا. إنهم نازيون، حقيقةَ نازيون، حقيقةَ "بانديرا".
مذبحة كورسون –هذه التسمية أطلقها أهل القرم على هذه الجريمة فوراً - وفقا لمعطيات وزارة الداخلية الأوكرانية، أودت هذه المذبحة بحياة سبعة أشخاص.
من أصل ثمان حافلات ركاب من القرم، أحرق القوميون في منطقة تشيركاسي أربع حافلات. وما يزال أكثر من 20 شخصا في عداد المفقودين.
عندما شاهدنا اندلاع نار القومية المتطرفة، أصبح واضحا لدينا، أن الناس الذين يعيشون في شبه جزيرة القرم، سيعيشون أوقات عصيبة جدا.
وفقط بعد ذلك - أريد أن أؤكد هذا – ولدت لدينا فكرة أنه لا يمكن أن نترك الناس، وندعهم في هذه الحالة في بلواهم لوحدهم.
أعطت كييف مدينة سيمفيروبول، التي اعتبرتها بؤرة لأعداء الميدان، مهلة 10 أيام لهدم النصب التذكاري للينين.
وهذا هو، قبل مذبحة كورسون، الشيء الذي وحد السكان للاحتجاج.
وبينما بدأ في بعض المناطق الأوكرانية تقديم امتحان الولاء للقوميين، سكان القرم كانوا يشكلون وحدات الدفاع الشعبي.
كنا نتدرب كل يوم، كنا نستعد لصد الهجوم، في حال خطرت على بال أحد فكرة هدم هذا التمثال
. بالنسبة لنا، هو رمز للاستقرار، ولقدرة السلطات على السيطرة على الوضع.
عندما بدأتم بـ "ربيع القرم"، لم يكن بوسعكم معرفة أن روسيا ستقف إلى جانب سكان القرم. هل كان الأمر مخيفا؟
عزتنا وكرامتنا، ساعدتانا على التغلب على هذا الخوف.
"معا سنبني شبه جزيرتنا القرم! السلام على القرم! معا سنبني شبه جزيرتنا القرم!"
كيف ظهر أوكسيونوف؟
لا أدري. لم أكن أعرفه من قبل، لم أره من قبل، ولم أتعرف عليه قبل ذلك. لن أخفيكم سرا، أن اسمه اقترحوه علي، وقالوا لي، أن النواب وبرلمان القرم، و"رادا" القرم، يريدون هذا الشخص.
الدفاع الشعبي أصر على أن يكون زعيمهم أكسيونوف. الدفاع الشعبي أثّر على نواب البرلمان، هل هذا صحيح؟
ممكن، لا أعرف. هم في الدفاع الشعبي أهالي محليون من القرم.
طبعا، هم يعرفون أفضل. هو الذي نظمهم في وحدات الدفاع الشعبي.
أحدهم، بالأحرى، رئيس برلمان القرم عندما سألته، كيف تقيّمونه؟ أجابني " إنه تشي غيفارا. نحن بحاجة إلى مثله الآن"
إن ما يهمنا هو السلام والأمن في القرم، القرم المستقر، المتعدد القوميات، الذي يعيش فيه كل الناس حياة طبيعية.
ربيع القرم، انتصر بفضل وحدة الشعب، ووحدة وجهات النظر، والشعور الوطني الصادق عند الناس.
أصبح يوم 22 شباط/ فبراير، يوم وحدة أهالي شبه جزيرة القرم. في هذا اليوم عاد إلى مدن سيفاستوبول وسيمفيروبول مقاتلو الوحدات الخاصة "بيركوت".
في ميدان كييف أحرقوهم، أطلقوا النار عليهم، ومن ثم اتهموهم بحرب القناصين. هؤلاء المعذبون والبائسون، شاهدوا في مدنهم ما لم يروه ولم يتخيلوه في كييف.
"بيركوت! بيركوت"
في هذه الأثناء تم فتح قضايا جنائية، في كل أوكرانيا، ضد مقاتلي وقادة "بيركوت"، وبدأت ملاحقتهم. في مدينة لفوف أجبروهم على الركوع.
في مدينة روفنو، سلّموهم إلى جماعة "القطاع الأيمن" القومية. في كييف قدم اقتراح لتشكيل وحدات خاصة على أساس "بيركوت" وتسميتها باسم أبطال ميدان كييف.
في كل مكان كانوا أعداء، أما هنا في سيفاستوبول وسيمفيروبول فهم أبطال.
لقد كان هذا مثل البلسم على الجرح، مثل جرعة ماء باردة، أو شهيق هواء نقي. شعورنا بأننا أخيرا في بلدنا، هذا القرم لنا، ولن نعطيه لأحد.
يعني هذا كان مثل خط أحمر؟
لقد كان هذا خطا أحمرا. القرار هنا، تم اتخاذ القرار هنا بالذات، في ساحة لينين، من قبل الشعب، من قبل أهالي القرم.
في نفس اليوم تم نقل عشرات الجرحى إلى المستشفيات، ودفن أحد ضباط قوات "بيركوت" وعنصران من الأمن الداخلي، الذين قتلوا في ساحة ميدان كييف، وعند العودة إلى الثكنات، أدركنا، أنه يتعين علينا، لأول مرة، الحفاظ ليس على النظام العام، وإنما على الأمن والسلم في شبه جزيرة القرم.
وكانت كييف قد وعدت ببسط النظام في الجنوب وفي الشرق وفي كل مكان لا تعجب سكانه أفكار الميدان الجديدة.
أنا واثق من أن، إذا أخذنا في الاعتبار التركيبة العرقية لسكان شبه جزيرة القرم، الأوضاع هناك كانت أسوأ من ذلك، كان علينا أن نتخذ بعض الإجراءات لمنع مثل هذه التطورات السلبية.
من أجل أن لا تكون هناك مآسي مثل التي، رأيناها لاحقا في أوديسا، عندما تم حرق عشرات الأشخاص وهم أحياء، كان علينا أن لا نسمح في أي حال من الأحوال بإراقة الدماء.
"بيركوت – أبطال! بيركوت – أبطال!"
في هذه الأوقات كان سكان مدينة سيمفيروبول يحرسون ثكنة "بيركوت" في الليل والنهار من القوميين، جاؤوا بأكياس الرمل لصد هجوم القوميين القادمين من كييف. ووزع قائد الوحدة السلاح على عناصره.
كنا ندرك ما هي النهاية. لقد كسروا الأيادي بمعاول كسر الجليد. وكان أحدهم يقول: "اكسر يده اليمنى، إنه كان يلقي بها القنبلة".
لقد خيطوا عينا دامية، يقول أخر: "خيط عينه، فإنه لن يحتاجها بعد اليوم".
افتح البوابة
هنا كانت تقف مدرعة. أما نحن فقد أظهرنا للجميع، أننا مستعدون لمواجهة أي تحد، واستقبال الضيوف غير المرغوب بهم ...
يعني في حال .....
نعم – نعم. نعم.
تسديد مباشر؟
نعم، تسديد مباشر. عندما يكون الخطر محدقا، قريبا، عندما شعرنا بالتهديد، وأنهم يريدون التقدم نحونا، كنا مستعدين لأي تطور للأحداث.
أرسين أفاكوف الذي عينته الرادا العليا الأوكرانية وزيرا للداخلية، أصدر قرارا بحل "بيركوت"
اقتباس: "لأنهم أخزوا الشعب الأوكراني"
للأوامر، تعتبر مجموعة مسلحة غير شرعية.
وصلت في الصباح، وجمعت
الضباط في مكتبي، وقلت لهم: "دعونا نصوّت برفع الأيدي،لنقرر:
من منكم سيستمر إلى النهاية فليبق، أما الذي لا يستطيع الاستمرار فليخرج من هنا الآن، فليترك – سأتفهم ذلك، ونحن جميعا سوف نتفهم ذلك. علين
علينا أن نقرر إلى أين سوف نذهب من بعد - إلى الجبال أم إلى أي وحدة عسكرية روسية- أنا كقائد سوف أفكر بهذه الأمور، ولكن الآن نحن نختار مصيرنا. كل واحد منا يختار طريقه".
ورفع الجميع أيديهم، الجميع على الإطلاق، لم يتردد أحد.
واتخذتم قرار الدفاع؟
واتخذنا قرارنا، نعم، بدايةً كان علينا الدفاع عن أنفسنا، عن عائلاتنا.
بعد أحداث ميدان كييف، في برنامج تدريب وحدة "بيركوت" في القرم أدخلت عناصر تدريبية جديدة تماما.
يعمل مقاتلو القوات الخاصة الآن ليس ضمن برامجهم الخاصة فقط، ولكن أيضا يتدربون على تقنيات لمواجهة تلك الحركات التي استخدمت ضدهم في "ميدان".
هذا يعني أن الحركات التي استخدمت ضدكم، كانوا قد تدربوا عليها مسبقاً؟
دعا الأمريكيون إلى أمريكا خبراء، وضباط من الأجهزة الأمنية في أوكرانيا، لتبادل الخبرات، وتحسين المهارات.
وقالوا لهم اكتبوا كيف تتعاملون مع مثل هذه الحشود...
هذا يعني أن الحركات التي استخدمت ضدكم، كانوا قد تدربوا عليها مسبقاً؟
نعم، كتبوا التكتيك الجديد وكيف يجب أن يتعاملوا مع هكذا حشود، ضد مثيري الشغب، وضد الألتراس أو ضد حشد كبير من الناس يشارك في أعمال الشغب.
كان ذلك في عام 2006.
بعد ذلك أصدروا كتيبات "كيف التصدي لبيركوت"، مثلا كيف خلع الخوذة ...
حينها كتبوا التعليمات والكتيبات لـ "القطاع الأيمن"؟
نعم - نعم.
لعبة الوضع كانت في أن الأوروبيين هم أول من دعم المعارضة رسميا،.
رسميا،. لكننا كنا نعلم، لا نخمن، وإنما نعلم علم اليقين أن محرّكي الدمى الحقيقيين، والواقفين وراء كل هذا، هم شركاؤنا وأصدقاؤنا الأمريكيون.
هم الذين ساعدوا في إعداد القوميين، ساعدوا في إعداد المجموعات المقاتلة- جرى التدريب في غرب أوكرانيا، وفي بولندا، وجزئيا في ليتوانيا.
كيف تصرف شركاؤنا؟ ساهموا في إجراء انقلاب.
أي أنهم بدأوا يعملون من موقع قوة.
أنا لا أعتقد أن هذا هو أفضل وسيلة للتصرف على الساحة الدولية بشكل عام، وفيما يتعلق بجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة على وجه الخصوص.
لأن هذه الدول ما زالت ضعيفة حتى الآن، هشة.
هشة. ومن الضروري التعامل معهم بعناية للحفاظ على مؤسسات الدولة، والدستور، والنظام القانوني.
كل هذا تم رميه على قارعة الطريق، وتم دعسه. وكانت العواقب، كما نرى، ثقيلة.
جزء من السكان وافق على ما جرى، وجزء آخر لم يرد السكوت. وانقسمت البلد.
لقد قسموا أوكرانيا، كما بات واضحاً بعد أحداث الميدان، وفقا لتكنولوجيا، وفقا لإرشادات، حيث كان الدم أيضاً جزءاً من هذه الإرشادات.
وإليكم واحد من إرشادات الميدان تحت اسم رومانسي "كارباتسكي بوك" (زان الكربات).
أيدي الصف الأول كانت فاضية، لا تمسك شيئا.
الصف الثاني كان مزودا بالورنيش والدهان، وبدأوا ببخ الواقيات.
فلا يستطيع المقاتل الرؤية، فيضطر إلى رفع الواقية وعلى الفور يتلقى ضربة في الوجه بخشبة الزان الكرباتي.
"انتبه، أحجار!"
سيرغي مارتشينكو، قائد في الوحدات الخاصة "بيركوت جمهورية القرم"، مرت عليه وعلى مقاتليه كل أحداث الميدان الدموية،
فصار بإمكانه كتابة إرشادات بتكنولوجيا الحشد الثوري.
كان هناك ناس قد تم تدريبهم خصيصا ليجدوا ثغرات ونقاط ضعف في ترتيب وتشكيلة الوحدات الخاصة.
يعني أنهم كانوا يقذفون زجاجاتهم الحارقة بالتحديد على هذه النقاط؟
بالتحديد على الثغرات وعلى الأماكن غير المحمية.
احترق عند كل مقاتل من "بيركوت" في أحداث الميدان من 5 إلى 6 بدلات،
وكانت تنفذ عندهم حوالي عشرين إطفائية كل ساعة.
قتل من "بيركوت" القرم، ضابطا واحداً، و32 عنصرا أصيبوا بجروح نارية نتيجة قنص يوم واحد.
جروح بالأيادي التي تمسك الدرع (لكي لايستطيعون فيما بعد رفع الدروع)،
جروح الدروع، الركب. هذا يعني ببساطة أنهم ليسوا مجموعة من الناس جاءت لتدافع عن حقوقها،
حقوقها، ولا يعجبها حكم الرئيس يانوكوفيتش.
ضد مقاتلي "بيركوت" قاتل قناصون محترفون ذوي خبرة كبيرة.
وهذا كان مدبراً ومخططاً له، وجُرِّبَ هذا التكتيك في أكثر من بلد لإسقاط الحكومات الشرعية. هذا كل شيء.
قبل القيام بالأعمال التي ارتكبت في كييف في 22 شباط / فبراير، كان من الضروري،
على الناس الذين يستعملون هذه الوسائل لحل المشاكل السياسية، تحسب العواقب التي ستحل على البلد.
من السهل قلب كل شيء رأساً على عقب، ولكن يجب الأخذ في الاعتبار المصالح المشروعة للشركاء،
إذا كنا نريد معاملة بعضنا البعض باحترام.
إذا تحدثنا عن الظلم التاريخي، فإننا سمينا دائما،دائما، ونسمي سيفاستوبول
مدينة مجد البحرية العسكرية الروسية.
في التاريخ الروسي بالفعل لا توجد مدينة سالت منأجلها الدماء، مثل مدينة سيفاستوبول.
هي المدينة البطلة، المدينة القلعة، المدينة الأدميرال.
كانت دائما أساسا حتى في العهد السوفييتي عندما مُنح القرم إلى أوكرانيا،
بقيت مدينة "سيفاستوبول المجيدة" تحت إدارة الاتحاد السوفييتي.
حب روسيا هنا فقط كان جذريا، والمظاهرات التي جرت في سيفاستوبول ضد القوميين الأوكرانيين، لم تجر في أي مكان آخر من شبه جزيرة القرم.
الفاشية لن تمر! الفاشية لن تمر! الفاشية لن تمر! الفاشية لن تمر!
وربما هنا فقط، في المدينة التي هي بحكم القانون أوكرانية، انتخب الشعب في تظاهرة يوم 23 فبراير/ شباط رئيسا للبلدية - مواطناً روسياً.
منذ عام 1991، عندما خرج يلتسين، وقال إننا قررنا دفن الاتحاد السوفييتي،
بعد انقلاب بيلوفيجا، فكرت: "يا لها من كارثة!". بعد ذلك، كل عام، ويوما
بعد يوم وبهدوء، بدأت أشاهد: عملة محلية خاصة، ونظام مراقبة خاص،
وجوازات، ونظام تعليم في المدارس ورياض الأطفال... وفجأة تلفزيون
حكومي - طبعا باللغة الأوكرانية. ما هذا الهراء؟ لا يوجد أحد في مدينة
سيفاستوبول يتحدث اللغة الأوكرانية.
في سيفاستوبول، على النقيض من شبه جزيرة القرم، لم تدرس اللغة
الأوكرانية أبدا. لأن السكان هنا لهم وضع خاص. وببطء، ببطء استمر
الضغط، صدر أكثر من 40 قانونا يقيد استخدام اللغة الروسية رسميا.
وجميع الوثائق في المؤسسات ينبغي أن تكون باللغة الأوكرانية.
أرسلت كييف مسؤولين كثيرين من غرب أوكرانيا إلى هنا.
كانوا يخشون الانفصال؟
نعم. نعم، ورغم ذلك لم يستطيعوا فعل شيء.
البطارية 35 الشهيرة في سيفاستوبول، أليكسي تشالي أجرى لها أعمال التصليح، من
نفقاته ومن التبرعات. الآن يؤدي البحارة القسم هنا.
...الحفاظ على الجاهزية القتالية ومضاعفتها للسفن والقطع البحرية، من التقاليد القتالية
المجيدة لأسطول البحر الأسود.
أفدي روسيا الاتحادية
نعم!
قبل سنوات عديدة، ومن أموال خاصة، تم إصدار كتاب مدرسي "تاريخ
سيفاستوبول"، ليدرّس في المدارس، عوضا عن كتاب التاريخ الرسمي الذي
يمجد ستيبان بانديرا. سكان مدينة المجد الروسي، حافظوا ليس فقط على
الجين الثقافي والتاريخي الخاص بهم، ولكن قاوموا أيضا الجينات الغريبة.
لذلك، عندما يسمى "ربيع القرم" بالدفاع الثالث لمدينة سيفاستوبول، سكان
سيفاستوبول يصححون ذلك ويقولون: "في ربيع عام 2014 لم يكن هناك
دفاع، بل هجوم. لقد دافعنا على مدى 23 عاماً".
سيفاستوبول - تتمتع بالمجد الخالد، على الرغم من 23 عاما من الاحتلال ...
أنتم تسمون ذلك احتلال؟
طبعا احتلال. أنا ضابط لم أقسم القسم الأوكراني. لقد استطعنا الحفاظ على
حبنا لروسيا. سيفاستوبول – مدينة ليست سهلة، ليست سهلة على الإطلاق...
: فيكتور ميلنيكوف قائد مجموعة في السرية الثالثة عشرة الخاصة لحرس الدفاع عن
سيفاستوبول، تشكلت قوات الدفاع الشعبي هنا في ديسمبر/ كانون الأول 2013، قبل شهرين من
اندلاع الأحداث في ميدان كييف. بعد الانقلاب في كييف، عمليا، تحول جميع سكان سيفاستوبول
إلى مقاتلي دفاع شعبي.
خلال 60 عاما من عمري، لم أشاهد مثل هذا الحدث، توحدْ الناس قلباً وفكراً وكان
التفاني والصدق الذي أبداه الشعب في الدفاع عن المدينة.
صمدتم؟
صمدنا. وإذا احتاج الأمر سنصمد وندافع من جديد!
شبه جزيرة القرم مرتبطة، في ذهن المواطن والإنسان الروسي، بصفحات بطولية من تاريخنا.
هذه الفترة في الواقع هي فترة اقتناء هذه الأراضي من قبل روسيا، الدفاع البطولي، ومن ثم
السيطرة على شبه جزيرة القرم وسيفاستوبول خلال الحرب العالمية الثانية. القرم جزء من التاريخ
الروسي، والأدب الروسي، والفنون الروسية، وحتى العائلة القيصرية. بشكل عام، نسيج التاريخ
الروسي بأكمله متشابك بطريقة أو بأخرى مع شبه جزيرة القرم.
26 فبراير/ شباط 2014، مدينة سيمفيروبول. دعا المجلس الأعلى للقرم إلى جلسة غير عادية،
لتقرير مستقبل شبه الجزيرة عبر استفتاء شعبي. ولكن بأمر من كييف، مجلس تتار القرم المنحاز
إلى سلطات الميدان، أخرج إلى الشوارع عدة آلاف من الأشخاص.
سيرغي فلاديميريفيتش، هذا هو المكان الذي جرت فيه التظاهرة، بتاريخ 26 المشهور.
أنتم شاركتم فيه مشاركة فعالة ومباشرة. اليوم هل تتذكرونه؟ وكيف حدث ذلك؟
نعم أتذكر كل شيء! وكيف لا أتذكر؟ أعطت سلطات كييف تعليمات إلى قيادة مجلس تتار
القرم لتعطيل سير جميع الجلسات على أراضي جمهورية القرم. وإذا أمكن، الاستيلاء على
مبنى برلمان القرم. أكثر تتار القرم يقولون إنهم لم يريدوا هذا الصدام أبدا. اتخذت الشرطة
موقفا خاطئا، فاضطررنا أن نجمع رجالنا على الجانب الأيسر من المدخل.
في هذا المكان؟
نعم.
لقد أرسلت كييف إلى هنا، لدعم مجلس التتار، نشطاء من جماعة "القطاع الأيمن"، وكانوا
"القطاع الأيمن"، وكانوا يحملون أعلام "بانديرا".
: وهؤلاء النشطاء هم الذين بدأوا الصدام بحلول منتصف النهار.
إيغور غيورغيفسكي كان في التظاهرة، من ضمن الذين حاولوا منع اقتحام مبنى البرلمان
من قبل المتظاهرين.
نعم، لقد كان هناك علم بانديرا الأسود والأحمر.
كانت البانديرا أيضا.
ما عدا الأوكرانيين.
كانت فكرتهم - إظهار القوة. عندما حدثت المواجهة والتقى الجمعان، يتدافعان الكتف
بالكتف ثم يبتعدان لالتقاط الأنفاس، ومن ثم يتدافعان من جديد...
كانوا يمزقون الحشد كالإسفين، يتراصون ويأتون من الخلف. أنا كنت هنا مع قائد السرية
الأولى، سيرغي أناتوليفيتش تورتشانينكو. هنا أصابوني...
في هذا المكان؟
نعم. هنا، بعدها لم أستطع أن أنهض، شكرا له سحبني من تحت الأقدام.
هذه المشاهد صورها بافيل تاران، قائد فصيل في السرية الثالثة في الدفاع الشعبي، سابقا
كان محارباً في أفغانستان. 30 شخصا أصيبوا في ذلك اليوم ونقلوا إلى المستشفى.
كان الزحام خطيرا جدا. في ذاك المكان كنا نقف، سقط رجل عجوز. حاولنا أن نمسك به
لكي لا يدعسونه. قطعوه تقطيعا، لم نستطع إيقاف الحشد.
الرجل العجوز هو أحد الذين قتلوا، أليس كذلك؟
نعم، لقد توفي.
هل سيأتي الإسعاف؟ بسرعة بسرعة! يا شباب ماذا يحدث!
في لحظة من اللحظات، من الطرف الذي كانت فيه أعلام المجلس و"القطاع الأيمن"
مرفوعة، تطايرت الزجاجات المملؤة بالماء والرمل ومسحوق ما. دفع المحتشدون، سكان
القرم المصابين جانبا، واقتحموا مبنى البرلمان.
وانطلقوا، وهم يهتفون ويصرخون، باتجاه الأبواب، كان غرضهم واحد: كسر الباب
واقتحام المبنى.
أي باب من الأبواب؟
ذلك الباب الذي مقابلنا. الباب الأقصى.
: ولكن عندما اقتحم تتار القرم المبنى ووجدوا زملاءهم النواب جالسين، احتاروا، لم يكن
يعرفون ماذا عليهم أن يفعلوه بعد ذلك. رئيس المجلس، مصطفى جميلوف، توقف عن
إصدار الأوامر عبر الهاتف، أما المتطرفون من "القطاع الأيمن" الذين عندهم خبرة في
الاستيلاء على المباني في كييف، لم يستطيعوا دخول برلمان القرم.
المجد للأبطال! المجد لأوكرانيا!
: تبيّن أن قوات الدفاع الشعبي قد حاصرت الغرباء. استطاعت التعرف عليهم ضمن
المتظاهرين، رغم محاولاتهم الاندساس بين حشود الناس.
ظاهريا كانت التظاهرة تبدو وكأنها مسيرة عفوية.
لا، أندريه، أنت مخطئ. لقد كانت تظاهرة مجهزة. انظر إلى ذلك الرجل الذي يرتدي
السترة الحمراء، إنه أحد المنظمين أيضاً. هل تلاحظون؟ في السترة الحمراء، واضح
تماماً. هؤلاء كلهم منظمون، يقفون على بعد 10 أمتار بعضهم عن بعض، وهذا، على ما
يبدو، زعيمهم، كان يلبس على رأسه قلنسوة.
وخط المواجهة أرادوه أن يكون بهذا الشكل؟ من جهة السلاف، ومن جهة أخرى - التتار؟
خط المواجهة أرادوه أن يكون - من جهة السلاف، ومن جهة أخرى – التتار لكي يقتلون
بعضهم بعضا. أنا شخصيا من تتار القرم. الشعب كان مخدوعاً. لقد قالوا لنا إذا أصبحنا
في قوام روسيا، فإنه سوف يتم ترحيلنا، وسوف يعطونا إقامة في ماغادان أو في الأورال
من جديد. كل هذا هراء ...
يعني أنهم أخافوا التتار بالترحيل؟ن
نعم، جرت مثل هذه الأحاديث.
لقد رأت قوات الدفاع الشعبي، كيف تفاجأت أغلبية تتار القرم البسطاء، بالتقنيات التي
بدؤوا فجأة بتطبيقها من جهتهم أثناء التظاهرة.
الآن سأريكم مشهدا واحدا. هل ترون؟ الجميع بدأوا يغطون وجوههم. حتى أن البعض
كان عنده أجهزة للتنفس.
: بالإضافة إلى الغاز المشل للأعصاب استخدموا مادة جديدة- زجاج مصابيح الفلورسنت
طحنوه ومزجوه مع الطحين. كل واحد وقع في مثل هذه السحابة من الغبار، بقي عدة أيام
لا يستطيع أن يفتح عينيه.
الحرقة والنخزات في العيون، أعمت الناس.
سيرغي فاليريفيتش أوكسيونوف في تلك اللحظة، أنا أذكر ذلك، خرج من المدخل
الرئيسي بوجه مكدَّم، حصل على نصيبه أيضا...
نعم. هو أيضا كان يفصل بين الناس.
كان يفصل بين المتصادمين
أيها القوزاق تعالوا إلى هنا! يا شباب قفوا على جانبي الأيسر.
حاولت بكل استطاعتي أن أفرق بينهم. رغم أن العديد من زملائي اقترحوا حمل السلاح
... ولكن مقاومة كييف، و"القطاع الأيمن"، هذا شيء، وأن نقوم نحن أهالي القرم، رغم
قومياتنا المختلفة، بحل مشاكلنا بقوة السلاح فهذا شيء آخر .
أهالي القرم ينتظرون جميع الناس من كل القوميات للاستجمام والصداقة والعمل.
جزء من تتار القرم، كان تحت تأثير قاداته. بعضهم مدافعون محترفون، وأريد أن أؤكد
على هذا، مناضلون من أجل حقوق تتار القرم، حقوق الإنسان. بالنسبة للبعض منهم، هذا
الوضع ليس مريحا جدا، لأنهم يشعرون أنه لم يعد أحد بحاجة لهم.
تتار القرم - ليسوا كتلة واحدة متجانسة، هناك ناس مختلفة. الدفاع الشعبي المحلي
تصرف بنشاط، وحصل على الدعم من جزء من تتار القرم. ودعا الدفاع الشعبي تتار
القرم للعمل معا. من بين مقاتلي الدفاع الشعبي الكثير من تتار القرم.
: حاول زعماء مجلس التتار، إقناع الشعب البسيط أن إعادة توحيد شبه جزيرة القرم مع
روسيا سيغير حياة تتار القرم بشكل كبير نحو الأسوأ. قائد السرية التتارية رقم 15 في
قوات الدفاع الشعبي أنور كورتاميتوف بسهولة أقنع أبناء قوميته بعكس ذلك: حياة تتار
القرم لن تتغير نحو الأسوأ، لأن أسوأ من هذا الوضع لا يوجد.
لم نر من أوكرانيا أي شيء جيد خلال كل هذه السنوات. لا شيء جيد. كان راتب الناس
الرسمي مع أوكرانيا 1200 هريفين. كيف يمكنك بهذا المبلغ إطعام عائلتك؟ كيف؟ الناس
- كما ترى، لا يستطيعون بناء بيوت لهم.
: هذه قرية ماموت- سلطان. واحدة من القرى الكثيرة المنتشرة في الأراضي التاريخية
لتتار القرم منذ القرون 14-17. هؤلاء الناس الذين عادوا إلى هنا، قبل 30 عاما من
آسيا الوسطى، مرة أخرى رجعوا إلى العصور الوسطى: لا ماء ولا مجاري، لا تدفئة ولا
حتى كهرباء.
تفضلوا، ادخلوا، لا داعي لخلع الأحذية، تفضلوا.
: تفضلوا إلى هنا.
تفضلوا. هذه أسرّة ننام عليها. نحن نعيش هنا، ثلاثة أشخاص. لدي ولد يعمل هنا.
هذه رفوف لأمتعتنا.
بشكل عام نحن خمسة أشخاص وواحد ...
في هذا البيت الصغير؟
نعم، نعم
أنا مثلا لا يوجد لدي بيت أسكن فيه، وعندي أربعة أطفال.
لم تعطنا الدولة بيوت سكن
لا ماء، ولا كهرباء، ولا طرق معبدة. شتاءً نمشي والطين للركب
كييف كانت دائماً تعدنا، ولكن هل كانت تنفذ وعودها؟
عمليا لا لم تنفذ وعودها، بل يتلاعبون بنا، يستغلونا، يستخدمونا كوسيلة للضغط. هذا
كل شيء.
أنور كورتاميتوف كان موجوداً في كييف، عندما بدأ القوميون، بعد نصرهم في ميدان
كييف، بملاحقة أهالي القرم الذين يتكلمون اللغة الروسية. استطاع أنور أن ينقذ 360
شخصا. أما في القرم فقام بتشكيل سرية متعددة القوميات للوقوف بوجه القوميين.
لقد كنا نحرس في الليل والنهار، كنا أحياناً لا ننام الليل، ليس فقط سريتنا، وإنما كل قوات الدفاع الشعبي.
: ذات يوم انتسبت فتاة رقيقة إلى الفصيلة الطبية في سريته. أما بالنسبة لأنور فقد أصبحت هذه الفتاة ربيع حبه
كان عرسنا بعد سبعة أيام من تعارفنا.
أندريه كوندراشوف: هل هو الحب من أول نظرة، طالما كان العرس بعد سبعة أيام من التعارف؟
نعم. لقد امتلكتني من أول لحظ
كثيرا ما يقولون في كييف إن روسيا ستفشل في القرم، لأن الروس لن يستطيعوا التفاهم مع تتار القرم.
فما رأيك مارينا؟
أنا شخصيا وجدت لغة تفاهم مع تتار القرم.
: هنا قبب الكنائس ومآذن المساجد كانت دائما على مدى العصور جنبا إلى جنب،
سواء في مدينة ألوشتا أم في سيمفيروبول، في سوداك أو كيرتش.
باختشيساراي – العاصمة السابقة لخانية القرم. ولكن لا يوجد من تغنى بجمالها
أفضل من بوشكين؟ يوجد في القرم أكثر من 150 قومية وجنسية، والأهم من
ذلك كان أهل القرم منذ بداية البيريسترويكا: يخشون تصدير الصراعات العرقية إليهم.
نحن لا نعتزم إيذاء أحد: لا تتار القرم، ولا الألمان الذين يعيشون هناك، ولا اليونانيين،
ولا الأرمن، ولا الأوكرانيين ولا الروس. نحن نرغب بأن يكونوا عائلة واحدة.
وإذا أخذنا بعين الاعتبار المشاكل التاريخية التي يعيشها شعب تتار القرم، نحن نعتقد أنه
من واجبنا حل هذه المشاكل سوية مع جميع الشعوب التي تعيش هناك. نحن لا نقسم
الناس على أساس عرقي، إنهم جميعا، اليوم مواطنو روسيا الاتحادية.
لقد كانت مفاجأة سارة لي في هذه الأيام عندما تحدثت مع أهالي القرم، وعندما سألتهم:
"كم عدد الأوكرانيين عندكم"، فاستغربوا، وقالوا لي: "لا تفرقة بيننا، بل إننا أسرة واحدة ".
: نهضة الشعب ووحدته، التي سميت فيما بعد بـ "ربيع القرم"، جرت خلال أيام معدودة، خلال سبعة أيام.
22 فبراير/ شباط أدت فرقة الوحدات الخاصة "بيركوت"، بعد أحداث الميدان في كييف، القسم لشبه جزيرة القرم.
23 فبراير/ شباط ضمت مدينة سيفاستوبول، خلال تظاهرة شعبية الآلاف ضد الفاشية الأوكرانية، وانتخب محافظا جديدا شعبيا وهو أليكسي تشالوف.
في نفس الوقت يجري في مدينة سيمفيروبول التطوع في قوات الدفاع الشعبي عن القرم وتشكيلها.
24 فبراير/ شباط، في مدن كيرتش، وفيودوسيا ويالطا وسيفاستوبول وسيمفيروبول – جرت مسيرات وتظاهرات، مطالبة بالإنضمام إلى روسيا.
25 فبراير/ شباط، أثناء مظاهرة في سيمفيروبول يتخذ قرار: عدم انصياع القرم للسلطات الجديدة في أوكرانيا.
27 فبراير/ شباط، يتوجه من كييف إلى القرم ما يسمى "قطار الصداقة". لقد نظمه إيغور مويسيتشوك، أحد
زعماء جماعة "القطاع الأيمن"، الذي صرح "إن الانفصاليين في شبه جزيرة القرم، سيتحملون المسؤولية".
لقد حانت ساعة الصفر بالنسبة للمدافعين عن القرم.
في الساعة 20:15 كان من المقرر وصول القطار، وبدء العملية العقابية في سيمفيروبول. اتجه الدفاع الشعبي
إلى محطة القطارات للقاء الفاشيين قطاع الرؤوس الذين ذاقوا طعم الدم في ميدان كييف.
لقد جلبوا معهم كل شيء من العصي، والقضبان الحديدية وقنابل المولوتوف، وحتى الأسلحة النارية، التي
حصلوا عليها بعد نهب وحدات عسكرية في مقاطعة لفوف. أهالي شبه جزيرة القرم كانوا يعرفون كل هذه التفاصيل.
لقد تلاحمنا لكي لا تدخل الفاشية إلى أرضنا. لقد شاهدنا ما فعلوه في ساحة كييف المركزية.
وما الذي بقي منها، من أنقاض ورماد. توحدنا للدفاع عن وطننا، عن عائلاتنا، عن بيوتنا.
: من هم أؤلائك الناس الذين انضموا إلى فوجكم الكبير؟
أناس مختلفون، منهم رجال الأعمال الذين أتوا بسيارات فارهة، ووقفوا في الصف كمقاتلين
عاديين، منهم عمال بناء عاديين، ومنهم العمال، وغيرهم من شباب يمتهنون مهن مختلفة. كان
لدينا سرية من الحدادين، الذين صنعوا لنا الدروع.
كنا نعمل ليل نهار. كنا نصنع حوالي 40 درعا في اليوم. هنا نمنا، وهنا كنا نأكل.
لقد درسنا تجربة الميدان، لقد أزلنا فتحات التفتيش في الجزء السفلي من الدرع،
تحسبا لقنابل المولوتوف.
: حتى الدروع المصنوعة من الألمنيوم لقوات الوحدات الخاصة اعتبرها الحدادون غير صالحة
هذه الدروع أقوى بكثير وهي مصنوعة من الفولاذ ...
هل ستصد الطلقة؟
الطلقة! لا أظن. ولكن هذه الدروع تحمي من طلقة مسدس طائشة.
: من غير المحتمل أن تحمي هذه الدروع التي ارتداها الحدادون من طلقات الرشاش، حين ذهبوا للقاء القوميين المدججين بالسلاح.
ذهبوا بإيمان لا يتزعزع وبدروع رسم عليها العلم الروسي.
"يعيش القرم! تعيش روسيا!"
كنا نشجع بعضنا البعض. قرأت في عيونهم الخوف. كنا نعي إلى أين ذاهبون.
كنا نعي أنهم جاؤوا إلينا ليسوا فارغي الأيدي، كنا نعي لماذا جاؤوا إلى هنا، ولكن تجاوزنا ضعف نفوسنا، وآمنا بأننا نستطيع إيقاف هذا القطار.
: مرت ثلاث ساعات من الانتظار العصيب، قبل أن يتلقى قائد الدفاع الشعبي خبر أنهم قادمون..
: تلاصقت الدروع على رصيف السكة، ومن جديد انتظار...
بعد ساعتين وصل القطار. خيم الرعب على الرصيف، وكأنه قطار أشباح
بماذا فكرتم ؟ ماذا قال الناس في تلك اللحظة؟
لن يمروا، سنقاتل حتى الموت!
لقد توحد كل الناس على الإطلاق، الناس من جميع القوميات والمعتقدات.
لقد توحدنا حول علم واحد، علم شبه جزيرة القرم.
: توقف القطار أمام قوات الدفاع الشعبي. نوافذ العربات كانت مفتوحة، وفي الداخل المصابيح مضيئة. فقط الآن تبين أن "قطار الصداقة" فارغ.
أعتقد أنه وصلتهم معلومات عبر مخبيريهم. بدون شك وصلت معلومات أن المحطة مليئة بالناس، وأن
أهل القرم لن يدعوهم يمرون. فأخذ الخوف منهم مأخذه، وأوقفوا القطار وهربوا.
: كما اتضح فيما بعد: قبل الوصول إلى القرم، أوقف أعضاء مجموعة بانديرا القطار، وخلال ثلاث ساعات أنزلوا منه الأسلحة والذخيرة.
لقد أخبرت قوات الأمن الأوكرانية، قادة "القطاع الأيمن" أنه في سيمفيروبول ينتظركم 1500 مقاتل من الدفاع الشعبي. ولم يكونوا مستعدين لمثل هذا اللقاء.
أنا أقول الحمد لله أن الأمر انتهى بهذا الشكل. نحن في واقع الحال ناس مسالمون. ولا نريد إراقة الدماء، ولا الصدام.
نحن نريد فقط أن نعيش بأمن وسلام ووضع مادي جيد، وهذا ما وحدنا.
لأن عند كل واحد منا، بالإضافة إلى حماية الأرض والوطن بشكل عام، هناك شيء خاص- حماية عائلاتنا التي تعتبر القاعدة الأساسية.
كيف تقيمون دور الدفاع الشعبي في الربيع الروسي الذي مر على القرم؟
دور كبير وضخم. وأنا أعتقد أنه واحد من أهم الأدوار.
لأنه، وأكرر، ما ذكرته في البداية، عندما افترقنا في الساعة السابعة صباحا، قلت لزملائي أننا سوف نفعل كل هذا، فقط في حال رأينا أن الناس يريدون ذلك.
وبالطبع، نحن بحاجة إلى مساعدة السكان المحليين. أحيطكم علما، أنه في مرحلة من المراحل، اضطررنا إلى تهدئتهم.
لكن في واقع الحال كانوا جميعهم تقريبا دائما في الأمام.
سامفيل مارتويان – أحد أشهر قادة الدفاع الشعبي.
هذا وطننا. نحن وإياك علينا أن ندافع عن وطننا، أليس كذلك؟
نعم
يتحث عن نفسه باختصار: أنا ضابط سوفييتي، من أهل القرم. في فبراير/ شباط 2014 شكلت سرية مسلحة بالـ " عُصِيٌّ "
وفي 27 فبراير/ شباط تلقت سريته رقم 4 أول مهمة عسكرية من سيرغي أوكسيونوف
كنا واقفين، عندما خرج إلينا سيرغي فاليرييفيتش قائلا: "علينا السيطرة على المطار". فأجبته: " حسنا. لا يوجد مشكلة.
هل يوجد الأدوات اللازمة لذلك؟" فقال " عُصِيٌّ فقط".
مطار سيمفيروبول، هو الأكبر في شبه جزيرة القرم، وأصبح يشكل يوم 27 فبراير/ شباط الخطر الرئيسي.
في حالة من الغضب والاستياء من قرارات نواب القرم، قررت كييف إرسال قوة من المظليين إلى سيمفيروبول.
وقتها لم يكن الدفاع الشعبي يعرف كيفية إغلاق المطار أمام الطائرات العسكرية.
أضف إلى ذلك أن الشرطة اعترضت طريقهم إلى أرض المطار.
لو أرادت الشرطة لقتلتنا رميا بالرصاص.
لقد كانوا وبكل صدق ضمنيا متعاطفين معنا
الشرطة التي كانت أيضا مكونة من أهالي القرم، كانت ضمنيا متضامنة مع الدفاع الشعبي، لذلك لم تمنعهم من التصرف.
تغامزنا بأعينينا إشارة إلى البدء، وشرعنا بهدم السور الحديدي
صوت من وراء الكادر: خطة سامفيل مارتويان كانت بسيطة ولكنها صحيحة- اشعال براميل نفط
على طول مدرج المطار، لكي يرى الطيارون الأوكرانيون أنه لايمكن الهبوط على أرض المطار.
وزعنا البراميل على طول مدرج المطار، كنا جاهزين لاضرام النار.
أشعلنا المشاعل، واتصلت بأكسيونوف وقلت له: "سيرغي فاليرييفيتش، أنا على المدرج وجاهز لإضرام النار".
جاء جوابه "انتظر سامفيل، انتظر الأمر
". بعد 30 ثانية تقريبا جاءني أمر منه: "سامفيل، لقد قمتم بواجبكم، ونفذتوا مهمتكم، علمت كييف أن المدرج تحت السيطرة، لذلك لن تهبط الطائرات".
كان من المبكر أن تفرح قوات الدفاع الشعبي، استنفرت قوات الأمن الأوكرانية، التي كان من ضمنها الكثيرون المؤيدون لسلطات ميدان كييف
جاءت قوات الأمن الأوكرانية وبأيديها الرشاشات، وأحاطت بنا، خرجنا إلى الساحة أمام مبنى المطار ووقفنا
من أنتم؟
نحن الدفاع الشعبي في القرم، أنا قائد السرية سامفيل مارتويان
لماذا هدمتم السور؟
لأنهم لم يفتحوا البوابات
من يدعمكم؟
أهالي القرم
لأي هدف هدمتم السور يا أهل القرم؟
نحن هدمناه، ونحن سنصلحه، سيكون كل شيء على ما يرام
أنتم محليون؟
نعم محليون
اسمعوني جيدا أيها المحليون، أنتم موجودون على أرض مؤسسة حكومية عسكرية، اقتحامكم لها يقيم كعمل إرهابي
لا ترفع صوتك أيها القائد، سأشرح لك.....
لغموا الرشاشات!
انتظر
أعطيكم مهلة دقيقتين لتلقوا أسلحتكم
لا يوجد عندنا أسلحة
بدأ العد
أين السلاح؟
ما هذا؟
ستطلقون النار على ناس عزل؟
وفي هذه اللحظة سمع صوت شاحنات
ابقوا واقفين يا شباب
كانت هذه لحظة الصفر
بماذا فكرتم في هذه اللحظة؟
بصدق؟ ظننت أنهم جاؤوا ليأخذونا، وسيطلقون النار علينا. كان من ورائنا عناصر شرطة بأسلحتهم، وأمامهم 4 شاحنات
قلت: "جهزوا أنفسكم للقتال!" ولكن بماذا سندافع؟ فقط بالعصي.
وقفنا وقفة موت، لم ينهزم أحد من رجالي، ولم يتراجع أحد
اقتربت الشاحنات، وبدأ يقفز منها الجنود.
بعد قليل فهمنا أن هؤلاء كانوا من جانبنا، جنود روس. لقد ترورقت الدموع في أعيننا، بدأنا نصفق لهم.
خرجوا من شاحناتهم مروا من جانبنا بهدوء، بصمت.
هتفنا لهم أننا كنا ننتظركم منذ زمان، هتفنا "روسيا إلى الأمام".
هؤلاء كانوا هم ذاتهم الناس المهذبون؟
سامفيل مارتويان: نعم، هم ذاتهم، الناس المهذبون ذو البدلات الخضر.
: رجال الدفاع الشعبي لم يلاحظوا فورا، كيف اختفى ضباط وعناصر قوات الأمن الأوكرانية، لقد كان كل اهتمامهم متجه نحو الشباب الروس في حلاتهم الخضراء الجميلة، الذين أتوا فجأة لمساعدتهم.
"روسيا روسيا!"
: جاءت الوحدات الخاصة من مشاة البحرية الروسية لأسطول البحر الأسود من سيفاستوبول.
في غضون بضع دقائق سيطروا على كل المواقع الاستراتيجية، وكان مطار سيمفيروبول الدولي تحت السيطرة أيضا.
والأكثر دهشة - لا ركاب ولا موظفي المطار لاحظوا شيء. واستمر المطار بعمله بشكل طبيعي.
لقد جاؤوا في الوقت المناسب. وإلا لكانت مجزرة أسوأ مما جرى في دونباس.
: سامفيل مارتويان دائما يتذكر دونباس. منذ بدء العمليات العسكرية توجه فورا إلى هناك متطوعا.
من مدينة غورلوفكا المقصوفة كان يقول لأهالي القرم: "إنكم لا تتخيلون، ماذا جنبتنا روسيا بعملية ربيع القرم".
بابا انظر طائرة
أرى، جميلة، صحيح؟
صحيح. أنت أيضا كنت تقود الطائرات ؟
نعم. هل حدثتك عن ذلك؟
أي.
: فقدت سلطات ميدان كييف السيطرة على مطار سيمفيروبول نهائيا، عندما صعد رجال الدفاع الشعبي
بدون أسلحة إلى مركز قيادة الحركة الجوية في كل القرم، وسوية مع مديري الحركة الجوية على مدى 4
أيام كانوا يردون الطائرات الأوكرانية إلى حيث أتت، وكييف فقدت آخر أمل في حل عسكري من الجو.
كم هو رائع أننا من ضمن روسيا، وانتهى كل شيء.
كم هو رائع أن هذه الأرض ستتنفس الصعداء.
هذا الهواء، وهذه الأرض لا يدعان الناس ينسون...
لقد روى جدي هذه الأرض بدمائه.
ولدي سيمشي على هذه الأرض ويفتخر أننا بقينا كما كنا سابقا.
لم نفكر أبدا باسترجاع شبه جزيرة القرم من أوكرانيا، أبدا.
ولكن عندما بدأت الأحداث وانتهت بالانقلاب، والاستيلاء المسلح وغير الدستوري على السلطة،
وهؤلاء الناس أصبحوا في خطر أن يسخر منهم القوميين - عندها، طبعا، فكرنا، أنا، على أقل تقدير، فكرت في ذلك فورا.
وأول شيء فعلته - أوعزت إلى الإدارة الرئاسية بإجراء استطلاع غيرعلني للرأي، لمعرفة المزاج العام في شبه جزيرة القرم، حول مسألة احتمال الانضمام إلى روسيا.
واتضح أن الذين يرغبون في الانضمام إلى روسيا 75٪ من عدد السكان الإجمالي. سبق أن قلت أن هذه الأرض تاريخيا لنا، يعيش هناك شعب روسي، وهو في خطر ونحن لا يمكن أن نتركه في محنته.
أكرر: لم يكن الهدف النهائي السيطرة على شبه جزيرة القرم، وضمها. كان الهدف النهائي إعطاء الناس فرصة التعبير عن الرأي بشأن كيف يريدون العيش لاحقا.
كانت جميع تعليماتي بأن نتصرف بعناية، واعتماداً (وأنا قلت ذلك منذ البداية!) على أولئك الناس الذين نستطيع
تسميتهم اليوم وطنيي روسيا، الاعتماد عليهم، وعلى نشاطهم، ولكن يجب تقديم المساعدة لهم، إذ توجد وراءهم قوات
ووسائل أكبر من ذلك بكثير- أنا أعني أنه يوجد في شبه جزيرة القرم أكثر من 20 ألف جندي أوكراني بكامل أسلحتهم.
أريد أن أحيطكم علماً، بأنه لم يتطلب الأمر استخدام موافقة مجلس الاتحاد على إدخال قواتنا إلى أوكرانيا، صدقاً.
لأنه بموجب المعاهدة الدولية ذات الصلة، يحق لنا أن نحتفظ في قاعدتنا العسكرية في شبه جزيرة القرم بـ 20 ألف جندي بل وأكثر قليلا.
ونحن على الرغم من الكمية التي أضفناها – لم نصل إلى 20 ألف.
وبما أننا لم نتجاوز عدد الجنود في قاعدتنا في شبه جزيرة القرم، أي، بالمعنى الدقيق للكلمة، نحن لم ننتهك أي شيء، وقوات إضافية لم نرسل إلى هناك.
: المباني الحكومية الرئيسية، التي يرتبط بعملها الاستقرار والشرعية في شبه جزيرة القرم، وضعت تحت الحماية.
استغرقت القوات الخاصة فقط 30 دقيقة لتنفيذ هذه العملية ليلة 27 فبراير/ شباط.
هل كنتم تعلمون بذلك؟
لا. لقد علمت بذلك صباحا.
اتصلوا بي في الساعة الخامسة والنصف صباحا وقالوا لي أن كلا المبنيين- مجلس الوزراء والمجلس الأعلى لجمهورية القرم، تحت سيطرة رجال مسلحين،
كنا بحاجة إلى ضمان استمرارية عمل الهيئة التمثيلية للسلطة - برلمان القرم.
لكي يستطيع هذا البرلمان أن يجتمع ويتخذ الإجراءات القانونية، من الضروري أن يشعر الناس بالأمان.
أريد أن ألفت انتباهكم إلى أن برلمان القرم - كان هيئة تمثيلية، شرعية تماما، كاملة الصلاحيات في القرم، انتخبت قبل وقت طويل من الأحداث المأساوية .
هؤلاء الناس اجتمعوا وصوتوا وانتخبوا رئيسا جديدا لحكومة القرم هو سيرغي فاليريفيتش أوكسيونوف، وقد صادق وأقر الرئيس الأوكراني الشرعي حينها يانوكوفيتش انتخاب أوكسيونوف.
لقد جرى كل شيء وفقا للقانون الأوكراني تماما.
بطبيعة الحال، يمكن الثرثرة وتفسير هذه الأحداث كيفما كان. ولكن إذا نظرنا من ناحية مراعاة القوانين الأوكرانية، فلا يوجد أي ثغرة
من أجل تهيئة الظروف للناس، لكي لا يخشون على أنفسهم ولا على أسرهم، كان علينا ضمان سلامتهم وأمنهم. ولقد فعلنا ذلك.
: بعد أن تعطلت دورة برلمان القرم بسبب ما فعله مجلس تتار القرم، كان النواب فعلا بحاجة إلى ضمانات أمنية.
وفقط عندما رؤوا "الناس المهذبين" في المبنى وحوله، أصبحوا قادرين على مواصلة العمل.
هذ القاعة التاريخية، قاعة جلسات المجلس الأعلى لجمهورية شبه جزيرة القرم ذات الحكم الذاتي. في هذا المبنى جرت تلك الأحداث التي تسمى الآن ربيع القرم.
كان التصويت على الاستفتاء في القرم. التصويت التاريخي. "نعم" – 61 صوتا.
من أصل 64 نائبا، 61 صوتوا بـ "نعم"، لأن ثلاثة لم يصوتوا
نعم
هل حقا كان وجود ناس عسكريون في الأماكن الرئيسية في هذا المبنى 27 الشهر، عامل أمان؟
نعم، طبعا عامل الأمان كان مهم جدا
حدثونا عن أحداث ليلة 26-27 فبراير/ شباط، عندما تمت السيطرة على جميع المباني الرئيسية في سيمفيروبول، كيف جرى ذلك؟
هذا التدبير كان اضطراريا. لأنه ظهرت أعداد كبيرة من المحرضين، والمروجين، الذين حاولوا بث الفتنة بين الديانات والقوميات المختلفة. لذلك اتخذ هذا القرار.
في تلك الأيام بالذات ظهرت في شبه جزيرة القرم عبارة "الناس المهذبون" كيف حدث ذلك؟ وهل كان ذلك صدفة؟
كما يقال في مثل هذه الحالات: لا شيء يحدث صدفة.
لم نكن نريد الحرب، كنا نريد حماية الناس ومنع الفتنة، لذلك شرحنا للشباب بأن يكونوا جدا مهذبين ونزيهين - لأننا لم نأت إلى هنا للاحتلال وإنما للدفاع عن الناس.
: في تلك الأيام عندما كان العالم كله يتابع ما يجري في القرم، واحد من أكثر الفديوهات شعبية على الإنترنت، أصبح
الفيديو الذي تظهر فيه فتاة صغيرة من أهالي القرم وهي تعانق جنديا روسيا. لقد وجدنا ذلك الشخص الذي التقط هذا الفيديو.
هنا بالذات التقطت هذا المقطع. الجندي كان واقفا هنا.
: هذا الفيديو، أعتقد حينها الكثيرون على أنه صور عمداً، أما الحقيقة فهي غير ذلك، لأن الطفلة عرفت الجندي، الذي كان قد أعطاها قبل يوم شوكولاته.
لقد لاحظت أن هذا الجندي أعطى أطفال كثيرين قطعا من الحلوى، ولذلك أطفال القرم أحبوه
: وكم مثل هذه اللقطات لم يصورها أحد؟ على سبيل المثال، في سيمفيروبول مرت امرأة شابة مع عربة أطفال بالقرب من صف الجنود، فأوقفها جندي بلباقة...
وقال لها "أريني" فقالت له "ماذا أريك؟" "أريني إياها". فأخرجت طفلا من العربة وقالت له "انظر" فدمعت عينا الجندي وقال لها "عندي ولد مثله ...عمره أربعة أشهر ينتظرني في البيت".
: أما هذه القصة فقد تداولها الجنود الأوكرانيون.
في إحدى الوحدات العسكرية في شبه جزيرة القرم دخل جنود الوحدات الخاصة من هيئة الأمن الفيديرالية الروسية، وكان الأوكرانيين قد تحصنوا.
حطم جنود الوحدات الخاصة الباب، ودخلوا وتحدثوا مع زملائهم، ومن ثم هرعوا إلى أحد المخازن، اشتروا بابا جديدا ووضعوه بدلا من المحطم
ومنذ ذلك الحين، أصبحوا ينفذون بعض المهام سوية.
لقد كانوا فعلا ناس مهذبين. لم يشتموا، لم يظهروا أي عدوانية. إنهم حقا ساعدونا.
هل تعلمون أين كانت أفضليتنا؟ لأنني أنا شخصيا تابعت الأمور.
ليس لأنه أنا راقبت كل شيء. ولكن عندما يتابع الأشخاص الأوائل في الدولة التنفيذ على الواقع، يصبح على المنفذين العمل سهل، لأنهم يشعرون ويفهوم ويعرفون أنهم ينفذون قرارات، وليس أوامر تعسفية.
وعندما تكون مؤسسات الدولة منهارة أو في حالة متردية، القرارات إما أنها لا تتخذ، أو لا تصل إلى المنفذين، أو يشك في شرعيتها.
: لكي نمنع وصول القوميين إلى مدن شبه جزيرة القرم، كان من الضروري السيطرة على حدود القرم مع أوكرانيا.
أرسلت إلى المعابر الحدودية وحدات "بيركوت" الخاصة، التي يعرف مقاتلوها حق المعرفة من هم البنديرا. في القرم لم يعرقلهم أحد في اتخاذ جميع التدابيرلاستقبال معارفهم القدماء من ميدان كييف.
من ناحية العقبات الهندسة، فعلنا كل شيء بشكل صحيح وجميل: ألغام إشارة، أنواع مختلفة من ألغام الأسلاك، وحقول ألغام لكي لا يعبر أحد.
: كانت هناك مشكلة واحدة: كان مقاتلو "بيركوت" من سيفاستوبول قليلين جدا.
فقط 24 شخصا على جميع المعابر، بما فيهم القائد سيرغي كولبين. في الجهة المقابلة، من الجانب الأوكراني، "القطاع الأيمن" شكل قبضت من بضع مئات من المقاتلين.
صرح القوميون " إما أن يكون القرم لنا، أو لن يكون لأحد. كل الذين لا يوافقون لن نأخذ ونعطي معهم، بل سنمحوهم".
: جاءنا اتصال من ضباط زملاء، من مقاطعة خيرسون، "يا شباب، البنديرا سيهجمون عليكم اليوم أو غدا".
مقاتلو "بيركوت" استعدوا للأسوأ.
شبابنا اتخذوا قرارهم: "الأفضل أن نموت واقفين، من أن نعيش راكعين".
وفجأة، وصلت بشكل غير متوقع قافلات من الحافلات، التي نزل منها بنشاط
رجال أقوياء. أنهم قوزاقيون من قوات القوزاق في كوبان.
وصلوا ومع أكورديون، ومطبخ ميداني...
عندما وصلنا في ليلة 27-28 فبراير/ شباط إلى معبر"توريتسكي فال" كان
هناك 11 مقاتلا من "بيركوت"، في معبر " بيريكوب" - ستة مقاتلين. أما هنا، في "تشونغارا" فقط سبعة رجال من "بيركوت"
لو كان هناك هجوم على المعبر، أو أي هجوم من قبل مسلحين،
لكانوا قد سحقوهم. ليس لأنهم ليسوا شجعان، بل لأن عددهم قليل جدا.
وعندما وصلنا، هذا الكم من القوزاق، الطرف المعادي خمد.
في البداية ظن الطرف المعادي، أن هذه التعزيزات القوية هي قوات روسية نظامية، إلى أن أخرج القوزاق، ذات مساء، الأكرديون وبدأوا العزف عليه
شعب ذو صدور رحبة،
يحبون أن يعملوا ويقاتلوا ويرتاحوا بشكل جميل.
عملوا بانتظام وتنسيق وبشعور بالمسؤولية.
تعاونوا مع الشباب والرجال والمجموعات والمحلية والدفاع الشعبي طبعا.
كالأسرة الواحدة،
لقد لبوا نداء القلب والروح.
بعد أحداث ميدان كييف، جاءت آلاف الطلبات من قوزاق شبه جزيرة القرم،
ومن السكان الذي يتكلمون الروسية، تخوفا من دخول البنديرا من جهة أوكرانيا.
تداول القوزاق في تجمعاتهم هذا الموضوع، وقرروا التوجه بطلب إلى قائد القوات للتحرك إلى هنا.
قائد قوات القوزاق في كوبان، نيقولاي دولودا، قرر التحرك فورا.
27 فبراير/ شباط وصل المتطوعون إلى كيرتش.
هنا أصبح واضحا أن سلطات كييف
فعلت كل شيء لكي يبقى القوزاق بدون سكن ووسائل نقل،
تحت مطر شهر شباط، فاتجه القوزاق إلى كنيسة القديس أندرو للصلاة.
والمثير للدهشة، أنهم وجدوا هناك ملجأ لهم.
كانوا متعبين للغاية، كان يجب أن يرتاحو قليلا.
أرض المعبد دافئة،بنعمة الله فكرنا بهذا الشيء.
ناموا واستراحو هنا...
لتتوحد جميع الشعوب التي تسكن هذه الأرض، في عائلة واحدة ...
ومن معبد أندرو توجه مئات قوزاق كوبان للدفاع عن حدود شبه جزيرة القرم...
هؤلاء أول الناس الذين تمكنوا من العبور، واتخذوا مواقعهم هنا، حيث نقف الآن؟
في البداية وصل 450 رجلا إلى الواجهة على الحدود بين جمهورية القرم وأوكرانيا،
وجهزوا الخنادق هندسيا، ومن 1 مارس/ آذار وحتى 18 مارس نفذوا مهمة منع تغلغل وعبور
مقاتلي "القطاع الأيمن" إلى أراضي جمهورية القرم.
نصب القوزاق على جميع المعابر الحدودية معسكرات.
ولم يكونوا بحاجة إلى الإمدادات الغذائية، لأن المواد الغذائية كانت كثيرة في المطابخ الميدانية
كان الامتنان البشري لا حدود له.
الجدات يركعن على ركبهن ويرجوننا أن لا نرحل.
أن لهذا قيمة كبيرة! كن يجلبن الحساء ويطعمن القوزاق ...
في هذا الوقت، القوميون، الذين رأوا تعزيزات القوزاق، لم يخترقوا الحدود مع شبه جزيرة القرم، وتخلوا عن خططهم.
لقد طلبوا تعزيزات من كييف لأنفسهم، وأرسلت كييف الجيش.
اقتربت قافلة كبيرة من المركبات المدرعة والقوات الخاصة الأوكرانية.
كان هناك بطارية "غراد" ومدافع هاون عيار 80 ملم.
من جهة أوكرانيا اقتربت صواريخ "غراد"، كان لديكم مثل هذه المعلومات؟
نعم، لقد ثبت ذلك عبر وسائل الاستطلاع الجوي.
لقد أرسلوا إلى هناك راجمات الصواريخ.
اضطررنا، في المقابل، إلى وضع منظوماتنا، التي في حال أي عمل من جانبهم ...
كنا سنقوم بتدميرهم.
"الجيش الروسي دائما يسبقنا بخطوة" هكذا شكا قادة الجيش الأوكراني في البرلمان الأوكراني.
في الواقع، فور إرسال كييف إلى الحدود مع شبه جزيرة القرم المعدات الثقيلة، ظهرت وراء "بيركوت" وقوات القوزاق، معدات عسكرية روسية وكانت كثيرة جدا
أندريه كوندراشوف: قل لنا سيادة الوزير، هل أحاق الخطر بشبه جزيرة القرم بمعنى حدوث استفزاز عسكري حقيقي - من النوع الذي شاهدناه في عام 2008 في أوسيتيا الجنوبية؟
نعم. فور تحرك الوحدات العسكرية الأوكرانية الأولى،
فورا توجهت وحدات "بيركوت" إلى المعابر
وصلت، وأغلقت الحدود و بدأت تراقب كل شيء.
ولكن الشيء الأكثر أهمية هو أن الجانب الآخر استدعاء قوات إلى الحدود، التي، على ما يبدو كان عليها، أن تتغلغل وتبدأ ما بدأته في شرق أوكرانيا.
سبقناهم، بالضبط، بفترة 6-8 ساعات.
نعم، سبقنا أولئك الناس الذين كان عليهم شغل المعابر الحدودية مع القرم.
الفشل الثاني أجبر القوميين الأوكرانيين على تغيير التكتيك. قرروا تفجير القرم من الداخل.
من كييف بدأوا بشكل منتظم بإرسال كل شيء ممكن أن يحول القرم إلى ميدان ثان: المضارب والسكاكين والدروع والخوذ وطبعا الأسلحة.
إحدى المرات اضطررنا إلى إيقاف شاحنة برشقات من الرشاش. صوبنا على العجلات. لماذا ؟
لأنها اقتحمت الحواجز، عندما توقفت،
عندما توقفت، كان في داخلها ثلاثة قاذفات قنابل،
وحوالي 24 قنبلة يدوية و12 صندوق ذخيرة.
يوم 10 مارس/ آذار اقتحمت شاحنة عسكرية أوكرانية من طراز "أورال" الحواجز على معبر "توريتسكي فال" متجهة نحو القرم
في هذا الوقت أوليغ كان يتفقد المواقع المناوبة.
بدون أي تردد قفز إلى سيارته ووضعها بعرض الطريق أمام الشاحنة الأوكرانية
في الشاحنة الأوكرانية وجدوا أسلحة وذخيرة. رُشحَ أوليغ غورشكوف، من محاربي أفغانستان القدامى، للحصول على ميدالية.
خبرته لعبت دورا هاما، لماذا؟ لأنه في مثل هذه اللحظات الحرجة كل ثانية لها قيمة، لقد قدر أوليغ أن عليه إيقاف الشاحنة بأي ثمن كان.
لبطولته في معركة قندهار، في أفغانستان، أوليغ غورشكوف حصل على وسام النجمة الحمراء،
من أول يوم جاء إلى "توريتسكي فال" ليساعد "بيركوت" والقوزاق.
ولدي حبيبي...
ميدالية عن عودة القرم، استلمتها والدة أوليغ غورشكوف،
عندما اعترض أوليغ بسيارته الشاحنة الأوكرانية، بقي حيا بإعجوبة ، ولكن فيما بعد لم يتحمل قلبه فتوقف...
أردنا أن نساعد، وساعدنا أهالي القرم، ليحل هنا النظام والهدوء والاستقرار، لأن القرم – هو روسيا.
شبه جزيرة القرم - ليست إقليم غامض بالنسبة لنا. شبه جزيرة القرم - هي روسية تاريخيا، أراضي روسية حيث غالبية الناس روس.
ونحن اضطررنا للتصرف بهذه الطريقة لأنهم وضعونا في مثل هذا الوضع، في مثل هذه الظروف.
هم، في الواقع، لم يتركوا لنا خيار – كان علينا حماية هؤلاء الناس.
كان الزمن عاملا بالغ الأهمية.
لتجنب إراقة الدماء، كان لابد أن نكون دائما بمقدار خطوة واحدة في الأمام.
عندما كانت كييف تعطي أوامرها القاسية والملخبطة إلى قواتها،
كانت تتلقى الجواب: "فات الآوان. عن طريق الجو لا يمكن اختراق شبه جزيرة القرم. والحدود البرية مغلقة ".
وفجأة في شهر مارس/ آذار تغير الوضع بشكل كبير في البحر، ولكن الآمر هنا ليس كييف.
لقد أعلنت دول حلف شمال الأطلسي عن مناورات في البحر الأسود : إلى شواطئ رومانيا تقترب المدمرة الأمريكية،
في البحر الأبيض المتوسط – مجموعة حاملة طائرات، وإلى شبه جزيرة القرم – تتجه حاملة الصواريخ الأمريكية "دونالد كوك" المزودة بصواريخ كروز.
لم يكن أحد يعرف أن روسيا نقلت إلى ساحل شبه جزيرة القرم على البحر الأسود في وقت سابق، منظومات الصواريخ الساحلية "باستيون".
هذا القرار أيضا كان قراركم؟
نعم. لا يمكن اتخاذ مثل هذا القرار إلا من قبل القائد العام للجيش والقوات المسلحة.
"باستيون" - منظومة دفاعية، تحمي السواحل، وتحمي البر
هي لا تهاجم أحد.
منظومة فعالة وحديثة، وسلاح على درجة عالية من الدقة.
لا أحد يمتلك مثلها.
اليوم هي أفضل منظومة ساحلية في العالم.
نعم، في مرحلة من المراحل، كان علينا أن نوضح للعالم أن شبه جزيرة القرم محمية بشكل جدي، فنقلنا إلى هناك هذه المنظومة الساحلية "باستيون"
وعمدا قمنا بنشرها، بحيث يمكن رؤيتها من الفضاء.
أندريه كوندراشوف: حاليا من الفضاء كل شيء مرئي؟
ربما.
دعهم يرون ويعلمون أي سلاح نمتلك، سلاح لا نظير له في العالم.
أندريه كوندراشوف: ماذا تستطيع هذه المنظومة؟
ميزة المنظومة هي، قبل كل شيء أنها مزودة بصواريخ حديثة أسرع من الصوت. لا تؤثر عليها أي وسيلة للدفاع الصاروخي، وعمليا لا يراها أي رادار.
الصاروخ يستطيع فعل الكثير، مثلا، تغيير زوايا الدوران، حتى، على سبيل المثال، إذا كان الهدف مخبأ وراء حاجز طبيعي
– خلف جبل أو كومة شيء ما – فإن الصاروخ قادر على التعرف على الهدف وضربه وإصابته بدقة عالية .
بطارية، استنفار! جاهزية قتالية رقم واحد
الطاقم استنفار
تهيأة ضربة صاروخية. الهدف- فردي
الهدف - فردي
في ذلك الوقت، كان عندنا الطراد "موسكو"،
والذي كان مسلحا بصواريخ ذات مدى أقل من مدى "باستيون".
تلك صواريخ صممت في السبعينيات، أما "باستيون" - أحدث تصميم، صاروخ فريد من نوعه لم يكن موجود في شبه جزيرة القرم.
على شاشات رادار الطراد "موسكو" السفينة الرائدة في أسطول البحر الأسود،
كان باديا بشكل واضح كيف تتجه المدمرة الأمريكية بثقة نحو شواطئ شبه جزيرة القرم
وتغطي سواحل القرم بمدى مجموعة واسعة من صواريخها "توماهوك".
وفجأة في سيفاستوبول اشغلت محطة الرادار "مونوليت" في منظومة "باستيون".
مصدر المعلومات "مونوليت"
طبيعة الهدف - طراد
تحديد الهدف - غريب
غريب
أندريه كوندراشوف: عندما شعرت المدمرة "دونالد كوك" بالموجات الصادرة عن صواريخنا كيف تصرفت؟
انعطفت بشكل سريع وحاد نحو الجنوب، وبسرعة قصوى اتجهت نحو مضيق البوسفور.
الإشارة أخبرتهم أنهم في مرمى صواريخنا؟
نعم. في المرمى، وفي أي لحظة نستطيع تدميرهم.
وفقا لقائد الأسطول ألكسندر فيتكو، المسار المتعرج
رسمته المدمرة الأمريكية "دونالد كوك"، خارجة من مرمى "باستيون" لم يشاهد مثله في البحر الأسود من قبل.
في المحادثات مع القادة الغربيين، هل كان واضحا لكم أنهم لن يتدخلوا عسكريا في هذا الموضوع؟
لا، طبعا. لم يكن هذا واضحا على الفور.
لذلك أنا فورا، وفي المرحلة الأولى من العمل، اضطررت إلى توجيه قواتنا المسلحة،
وليس فقط توجيه، بل إعطاء أوامر مباشرة، حول سلوك روسيا وقواتنا المسلحة الممكن، وفقا لأي سيناريو.
هل ما تقولونه الآن، يعني أنكم وضعتم قواتنا النووية في حالة الجاهزية القتالية؟
كنا على استعداد للقيام بذلك.
لقد تحدثت مع الزملاء وقال لهم بصراحة، كما أقول الآن لكم بصراحة تامة، أن هذه المنطقة تاريخيا لنا، يعيش هناك شعب روسي،
وأصبح هذا الشعب في خطر، نحن لا يمكننا التخلي عنه.
ليس نحن الذين قمنا بالانقلاب،
فعل هذا القوميون وناس ذوي معتقدات متطرفة. أنتم ساندتموهم.
ولكن أين موجودون أنتم؟
على بعد آلاف الأميال؟ أما نحن فهنا، وهذه أرضنا.
من أجل ماذا أنتم تريدون القتال هناك؟ لا تعرفون؟
أما نحن فنعرف، ونحن مستعدون
لذلك. هذا موقف علني، صادق.
هذا هو الواقع. ولهذا فإنني لا أعتقد أن أحداً ما كان يرغب بتحويل كل هذا، إلى صراع عالمي.
إننا لم نكن نبحث عن المتاعب. أجبرونا على القيام بذلك.
وأكرر مرة أخرى، كنا مستعدين لأسوأ الاحتمالات.
لكنني انطلقت من أن هذا لن يحدث. وتصعيد غير ضروري للوضع، ليس جيدا.
في وقت لاحق، قالوا لنا في وزارة الدفاع، في تلك الأيام، اقترح بعض الخبراء العسكريين على فلاديمير بوتين باعتباره القائد العام للجيش،
استخدام كل الوسائل المتاحة لإظهار استعداد روسيا للدفاع عن مصالحها الوطنية.
فقال لهم الرئيس: "على الرغم من التعقيد والدراما في الوضع، الحرب الباردة قد انتهت،
ونحن لسنا بحاجة لأزمات دولية مثل الأزمة الكاريبية."
وعلاوة على ذلك، إن الوضع لا يستدعي الحاجة لمثل هذا العمل، وسيكون مخالفا لمصالحنا الخاصة.
"أما بالنسبة لقواتنا النووية الرادعة - أضاف الرئيس - فهي دائما في حالة جاهزية قتالية".
في الوقت نفسه، في البحر الأسود، قدم أكثر من اثني عشر بحارا أمريكيا من المدمرة "دونالد كوك" طلبات للتسريح من
الجيش، حسب ما ذكرته وسائل الإعلام. وفقا للإدعاء كان سبب ذلك طائرتنا سو-24، التي حلقت على مسافة خطيرة ومنخفضة فوق السفينة،
لتزيد رعب البحارة الذين كانوا في الأساس خائفين من الصواريخ الروسية "باستيون".
كان علينا أن نقوم بإجراءات لاستعراض القوة،
وإظهار عزمنا على استعمالها من
أجل إخماد حماس القوات الأمريكية. ولعرض الإجراءات استعملنا الطائرات الهجومية البحرية، التي حلقت على مسافة استخدام الأسلحة.
أندريه كوندراشوف: هل التحليق المنخفض فوق الطراد كان قراركم؟
لا، لا، ليس قراري. هم عملوا رجوليات لوحدهم، حتى أنهم لم يخبروني عن هذا.
في الواقع، لقد جعلتم من شبه جزيرة القرم قلعة.
نعم، جعلنا من شبه جزيرة القرم قلعة: من البر والبحر.
بالوقت الذي أصبحت فيه شبه جزيرة القرم محمية من الخارج، بقيت مهمة ضمان الأمن الداخلي.
في شبه الجزيرة كانت مرابطة 193 وحدة عسكرية أوكرانية.
هذه الكمية الهائلة من القوة لم تكن لدى البلد في أي مكان آخر،
كما لو كانت كييف طوال 23 عاما تستعد للحرب في شبه جزيرة القرم.
كان من الواضح أن هناك درجة عالية من عسكرة جمهورية القرم، أكثر من 20 ألف شخص مسلح،
43، على ما أعتقد، بطارية S-300، 18 أو 20 بطارية "بوك" وغيرها من الأسلحة الثقيلة الأخرى، بما في ذلك المركبات المدرعة.
هذه مجموعة خطيرة جدا.
أكرر وأقول بصراحة، أننا لم ندبر أي خطة، لما وقع.
حدث كل هذا تقريبا من الصفر. لقد تصرفنا على أساس الوضع الذي كان في ذلك وقت.
كيف أعطيتم الأوامر والتعليمات لاحقا، عن كيفية تصرف قواتنا في شبه جزيرة القرم؟
من أجل ضمان إمكانية التعبير الطبيعي عن إرادة المواطنين الذين يعيشون في شبه جزيرة القرم،
كان من الضروري، وهنا لا بد من القول صراحة، لتجنب سفك الدماء
وعدم السماح للقوات المسلحة والجماعات المسلحة التابعة للجيش الأوكراني، الموجودة في شبه جزيرة القرم، وقوى الأمن الداخلي، بمنع الناس من التعبير عن إرادتهم.
كان علينا أن ننزع سلاح القوات العسكرية من الجيش الأوكراني وقوى الأمن والشرطة،
أو إقناعهم على عدم إعاقة الناس من التعبير عن آرائهم، والمشاركة في هذا العمل بالانضمام إلينا.
أندريه كوندراشوف: هل كنتم واثقين، منذ البداية، أن النتيجة ستكون إيجابية؟
بوتين: لم أكن أشك في ذلك.
: إن الذي سهل نجاح العمل هو أن الشعب خرج إلى الخط الأمامي، رغبة منه في تجنب إراقة الدماء.
في كل مكان عند الوحدات العسكرية، كان أهالي القرم يعتصمون ويحاولون اقناع الجيش الأوكراني بالانضمام إلى روسيا.
" روسيا! روسيا!"
: عندما بدأت كييف في تلقي التقارير الأولى بشأن انتقال قوات شبه جزيرة القرم على جانب روسيا، صرحت
سلطات الميدان غاضبة: إلى جميع الوحدات في حال التعرض لأي ضغط من القوات الموالية لروسيا يجب اطلاق
النار دون إنذار. ولكن التصريح من منصة الرادا شيء، وإيصال الأوامر إلى القادة على الأرض، شيء آخر.
الجيش لا ينفذ الأوامر من التلفزيون. وهنا كييف تباطأت.
لم يتجرأ القادة على إرسال أوامر سفك الدماء، بدون تشفير، بالقنوات المفتوحة، أما الخطوط المحمية في ذلك الوقت كانت قد قطعت.
علينا أن نقول بصدق، إننا قد فعلنا كل شيء لقطع خطوط الاتصال المحمية. للقيام بذلك، توجد لدينا وحدة خاصة، تعلم جيدا ما يجب القيام به وكيفية القيام بذلك.
لذلك هم استخدموا القنوات المفتوحة، ولا أخفيكم سرا، أننا كنا نتنصت ونراقب هذه المكالمات، وكنا نعرف الحالة المعنوية للجنود على أرض الواقع، وقادتهم في العاصمة.
لقد حاول الجميع الابتعاد عن تحمل المسؤولية الشخصية.
: في منتجع يالطا كانت المسيرات بلا نهاية. جنود الوحدة العسكرية الأوكرانية الوحيدة، وحدة حرس الحدود، دعاها المواطنون المحليون إلى الانتقال إلى جانب روسيا.
ولدت في أوكرانيا الوسطى، منطقة دنيبروبتروفسك، مدينة دنيبرودرجينسك. أنا من أوكرانيا، ولكني قلبي روسيا.
فيتالي بونكو، رئيس فرع يالطا لنادي الدراجات النارية "ذئاب الليل"، لقد كان أحد منظمي المظاهرة في يالطا.
ف. بونكو: (رئيس فرع يالطا لنادي الدراجات النارية "ذئاب الليل"): بين أوكرانيا وروسيا كانت دائما علاقات أخوية.
بين الروس والأوكرانيين؟
نعم – نعم. لكن الأمريكيون أفسدوا كل شيء كما في كل الأماكن الأخرى. في شبه جزيرة القرم، بفضل الرفيق بوتين والناس الذين مثلنا، تجنبنا الحرب.
: الحرب كان يمكن أن تبدأ يوم 5 مارس/ آذار، من كييف إلى يالطا توجه مدير إدارة العمل مع عناصر حرس الحدود، الفريق أول ميخائيل كوفال.
كان يحمل في حقيبته ذلك الأمر - إطلاق النار بدون إنذار
لقد علمنا أنه سوف يأتي.
لماذا ؟
لإعطاء الأمر إلى حرس الحدود وإقناعهم البقاء إلى جانب أوكرانيا
وهل، في ذلك الحين، لم يعد هناك تواصل بين الوحدات العسكرية، وبين كييف والوحدة هذه؟
نعم، لم يعد هناك اتصالات. كان عليه شخصيا أن يحضر.
نحن نادي "ذئاب الليل" وضعنا خطة.
جزء من مجموعة كان عليه صرف انتباه الذين يرافقون كوفال، المجموعة الأخرى عليها أن تأسره، والمجموعة الثالثة، نحن، علينا أن نخرجه.
: "مرسيدس" الجنرال الأوكراني اقتربت برفقة سيارة أخرى فيها قادة عسكريون.
من نوافذ الثكنة، في صمت، كان حرس الحدود يراقبون المشهد. بمجرد أن دخل موكب الجنرال حشد المتظاهرين بدأت العملية.
: الأوامر الدموية في الحقيبة، والجنرال نفسه أركبوه بسرعة في السيارة التي كانت في الانتظار.
لتجنب الوقوع في أيدي رجال أمن أوكرانيا، توجه فيتالي بونكو إلى يالطا القديمة – لإخفاء الآثار في الشوارع الضيقة.
هل كانت قوى الأمن الأوكرانية مؤسسة قوية في ذلك الوقت؟
طبعا، عندما أركبنا الجنرال في سيارتي، تقريبا بعد عشرين دقيقة اتصلوا بي من النيابة العامة في كييف.
: بحثْ قوى الأمن الأوكرانية لم يأت بنتيجة. إما بسبب الارتباك العام، أو لأن الكاميرات تعطلت ولم تعد تسجل السيارات – أهالي القرم أصبحوا يلصقون العلم الروسي على نمر سياراتهم.
وهل لديك أيضا علم ملصق على النمرة؟
نعم نعم نعم، إنه يغطي العلم الأوكراني. لنظهر أننا أصبحنا جزءا من روسيا ولو بهذه الطريقة
: الجنرال كوفال وصل بأمان إلى سيمفيروبول.
مبعوث كييف كل الوقت كان يطلب إطلاق سراحه. وعندما وعدوه بذلك، شتم ميدان كييف في إشارة امتنان.
يعني أن الجنرال كوفال، كان في هذه السيارة، على المقعد الخلفي، صحيح؟
نعم نعم نعم
هنا الآن مقعد للأطفال، لمن هذا المقعد؟
لأبنتي بالينا.
عندما انتصرنا أخيرا ، عزمنا على طفل آخر. لدي ولدان. وهكذا ولدت لنا بنت، سميناها بولينا. على الرغم من أن اسم "بوبيدا" (النصر) يليق أكثر. اس"بوبيدا" (النصر) يليق أكثر.
: واحتفل أيضا بعيد النصر جنود حرس الحدود في يالطا
: بعد أن فشل الجنرال كوفال بتوصيل أمر إطلاق النار وسفك الدماء في بلدهم، شبه جزيرة القرم، كل فصيلة حرس الحدود كاملة انتقلت إلى خدمة روسيا.
كيف كانت ردة فعل حرس الحدود، عندما رأوا أن كوفال جاءهم ؟
عندما دفعنا بالجنرال كوفال إلى السيارة، صفقوا واقفين. وقفوا.
روسيا! روسيا! روسيا!
تخيل القائد في مكانه.
هو رجل عسكري، ينفذ أوامر الضباط الأعلى منه رتبة، وليس هيئة متخلفة، غريبة، غير متبلورة، والتي لا تتحمل أية مسؤولية عن كل ما تفعله.
ولذلك، كانت القوات الأوكرانية في شبه جزيرة القرم في موقف صعب للغاية.
أنهم لا يريدون سفك الدماء، لا يريدون خدمة القوميين، الانقلابيين. في الواقع، ساعدونا أيضا.
أكرر، أنهم ليسوا عملاء لنا. عموما لا نعرفهم، أناس تصرفوا بناء على ما أملاه عليهم ضميرهم وروحهم.
: بعد الفشل في شبه جزيرة القرم، نفذ الجنرال كوفال المهمة الدموية في وقت لاحق. فقد اندلعت الحرب في دونباس بأوامره.
عندما عينه تورتشينوف وزيرا للدفاع على ضوء بطولته في يالطا، حيث، كما ادعا كوفال أنه قاتل بمفرده القوات الخاصة الروسية.
في الأيام الأولى من شهر مارس/ آذار، في شبه جزيرة القرم، انتقلت إلى جانب روسيا مباشرة حوالي 20 وحدات عسكرية أوكرانية.
ولكن بعد ذلك بدأت كييف باتخاذ إجراءات جنائية ضد القادة كوسيلة للتخويف، واتهمت الضباط بمساعدة العدو.
قادة الميدان الجدد يطالبون الجنود بالحفاظ على الأسلحة جاهزة ووعدوا أن يعطوا الأمر بالقتال في يوم الاستفتاء المقرر في شبه جزيرة القرم.
أصبح واضحا أنه بقوى الناشطين الاجتماعيين سيكون من الصعب حل القضية.
لتطويق ونزع سلاح 20 ألف جندي مسلحين جيدا، تحتاج إلى مجموعة معينة من العناصر - وليس فقط كميا ولكن أيضا نوعيا.
لذلك أنا أعطيت الأوامر والتعليمات إلى وزارة الدفاع ...
، ولن أخفي سرا: تحت ذريعة تعزيز حماية منشآتنا العسكرية في شبه جزيرة القرم نقل إلى هناك مجموعة خاصة من هيئة الاستخبارات المركزية وقوة من مشاة البحرية، والمظليين.
: على أرض مطارات كاتشا ودجانكوي نقلت 14 طائرة هليكوبتر، كانت 5 طائرات نقل
IL-76 تتنقل باستمرار بين روسيا وشبه جزيرة القرم، في غضون أيام قليلة تم نقل الآلاف من الضباط والجنود من وحدات مختلفة إلى القرم
إلى الحد المعين في المعاهدة الدولية لأفراد الجيش الروسي في شبه جزيرة القرم بقي احتياط 3500 جندي، ولكن لضمان حماية تقريبا كل المؤسسات الحيوية، كان ذلك كافيا.
لم تكن مهمة سهلة، لأنه لايجوز في أي حال من الأحوال إراقة الدماء، كان من الضروري تهيأة الظروف للناس، كما قلت، وإعطاءهم فرصة للتعبير عن إرادتهم.
: واصل دفاع سيفاستوبول، والدفاع الشعبي في شبه جزيرة القرم، والقوزاق، والناس، وهم يشعرون الآن بالسند وراءهم، تحييد الوحدات
العسكرية الأوكرانية، التي منعتها كييف من الاختيار: إما البقاء في شبه جزيرة القرم تحت العلم الروسي، أو التقاعد، أو المغادرة إلى أوكرانيا.
في 19 مارس/ آذار أنتهت المواجهة الطويلة عند مقر قيادة القوات البحرية الأوكرانية في سيفاستوبول. تمكنت
كييف من تغيير القادة هنا، وكانت تشكو من كل واحد منهم لأنهم بدأوا يتعاطفون مع روسيا. إنه لأمر مدهش حقا،
ولكن في كل مرة كان البحارة الروس يجدون لغة مشتركة مع الأوكرانيين، ربما بسبب المكان الذي كانوا يختارونه للقاء.
خيرسون تافريتشسكي، في المخطوطات السلافية - كورسون. هنا عمد الأمير فلاديمير.
ومن هنا عام 988، بدأت الأرثوذكسية تنشر في جميع أنحاء روسيا.
هل من المصادفة أن هذا المكان، الأرثوذكسية المقدسة تم اختيارها، للاتصالات مع الجانب الأوكراني خلال ربيع القرم؟
حدث هذا بشكل حدسي. ربما، الفريق الأوكراني، وأنا قصدنا الحقيقة، الأمن، نعم. لعلها محاولة لقول الحقيقة.
يرسلون قائد أسطول، ثم آخر، ثم ثالث.
أحد القادة رفض رفضا قاطعا الانتقال إلى جانب سلطات القرم،.
فرجوت أن يتكلم معه المحاربين القدامى. هم ...
أنتم رجوتم شخصيا؟
أنا رجوت.
هل اقترحوا عليكم خلاف ذلك؟
اقترحوا حل الموضوع بالقوة.
أنا قلت لضباطنا، أرسلوا لعنده "المحاربين القدامى".
ولكن يجب أن أنوه أنهم تلقوا اقتراحي بشكوك، وقالوا: "أوه، الأجداد، بلا فائدة؟".
وجاء هؤلاء الأجداد وحتى الساعة 7:00 صباحا تحدثوا معه. في النتيجة، في 7 صباحا، أخذ ورقة وقلم وكتب طلبا للتقاعد.
لقد عرض مجلس المحاربين القدامى المساعدة.
وشاءت الأقدار أن تلقينا إيعاز بالاستفادة من إمكانياتهم وقدراتهم.
وقتئذ كثفنا نشاطنا وعملنا كل يوم تقريباً في جميع الوحدات، وأنا أعتقد أننا جنينا مكاسب كبيرة من هذا النشاط.
ومع ذلك كيف تمكنتم التعامل في نهاية الأمر مع الأسطول البحري الأوكراني؟.
لقد جاء القرار بشكل ارتجالي، إذ أن السؤال الذي طرح نفسه، ما الذي يمكن فعله مع السفن دون أن تقع ضحايا
ودون أن نضطر لاستخدام الأسلحة؟ حينها قررنا فعل كل شيء حتى لا تتمكن هذه السفن من الإبحار وعدم الخروج من خليج أختيار.
تذكرنا قصة جرت أيام الحرب العالمية الثانية عندما تم استخدام السلاسل من الحواجز العائمة لأغراض شبيهة، علماً أنه تم الحفاظ على هذه الحواجز والسلاسل في المستودعات، وبفضلهم قطع الطريق في خليج أختيار.
لكي يدرك الأوكرانيون أننا جديون ولا مزاح معنا قمنا بوضع قاطرات بحرية بحيث يصبح بإمكاننا، إذا قرروا تحريك السفن، جرها إلى مكان ضحل.
هل اضطررتم بعد ذلك لإغراق السفينة؟
لهذا الغرض في البداية أخذنا السفينة تدعى "أوتشاكوف" وهي قديمة خرجت من الخدمة، بالإضافة إلى اثنين من قوارب الغوص الذين تم إغراقهم جنباً إلى جنب. قمنا بتفجيرهم وأغرقنا سفينة أوتشاكوف لكي يستحيل سحبها.
أفهم من ذلك أنكم قمتم بإغراق السفينة أمام حركة السفن الأوكرانية؟
نعم قمنا بإغراقها بالقرب من قناة دونوزلاف مباشرة وهو مكان مرسى "سلافوتيتشا" و"تيرنوبول".
نتيجة لذلك اتضح بأن السفن الأوكرانية ليس فقط لا تستطيع رفع المرساة، حتى أنها كانت غير قادرة على التحرك ..
أي أنها وجدت نفسها ببساطة في فخ؟
نعم لقد وقعت في الفخ وحوصرت تماماً
توجه ألكسندر فيتكو لمقابلة الجنود البحارة الأوكرانيين لوحدهم ومن دون سلاح.
لقد جرت المباحثات على متن السفن واستغرقت لأيام دون راحة، وعندما أعرب بعض الجنود عن رغبتهم الانتقال لخدمة روسيا، تم منحهم ضمان الحفاظ على الرتب العسكرية والأوسمة وفترة الخدمة.
هل تعلمون الحقيقة بأن الشباب تصرفوا بجدارة، أقصد هنا الجنود الأوكرانيين.
فهم حاولوا أن يبقوا أوفياء لليمين الذي أقسموا عليه، لكن من غير الواضح لمن قاموا بأداء القسم، إذ أنه لم تعد هناك دولة أوكرانية بعدما تم الإطاحة بالرئيس.
والأخير في ذلك الوقت بقي القائد الأعلى الشرعي للقوات المسلحة. والسؤال من كان يعطي الأوامر؟ أليسوا ثلة من الذين استولوا على السلطة ممن لا شرعية لهم على الإطلاق؟
أما السفن الأخيرة التي لم يرتفع على متنها علم القديس أندراوس، بقي فيها مناصرو الميدان الذين هددوا القيام بعمليات انتقامية بحق القوات الأوكرانية والروسية، ولذلك كان لا بد من القيام بعمليات خاصة
من المؤكد أنكم تلقيتم باستمرار اتصالات في ذلك الوقت من الزعماء الغربيين. كيف تواصلتم معهم؟
بالطبع لقد كان هناك العديد من الاتصالات.
وزملاؤنا الأمريكيون عندما تحدثوا إلينا قالوا لنا بأننا نحن نحاصر الوحدات العسكرية الأوكرانية.
فأجبتهم لم يعد هناك وحدات عسكرية. هناك مجموعة من الجنود لكنهم من دون أسلحة، وليس هناك ما يهدد حياتهم، ونحن سوف نفعل كل شيء لأن لا تكون هناك حوادث يستخدم فيها السلاح.
ولكن أؤكد بأن الحديث لم يعد يدور حول وجود قوات مسلحة.
إن الرومانسية التي تأصلت في أحداث ربيع القرم قطعت الطريق أمام المغرضين ومحاولتهم إضفاء صورة سيئة على روسيا.
فالجنود كانوا مهذبين وسكان القرم مرحين، حتى أن المدعي العام كان شخصية فريدة لم تكن من قبل.
لا نرى من بين مجموعة الصور لوحة لسيدة. هذا يعني أنتِ الأولى في تاريخ منصب المدعي العام بشبه جزيرة القرم. كيف تجدين نفسك في هذا المنصب؟
نعم لقد كان منصب المدعي العام للرجال. ومع ذلك كان لا بد عاجلاً أم آجلاً أن تظهر سيدة من بين هذه الشخصيات التي تستحق الاحترام، أليس كذلك؟ آمل ألا أخيب الآمال.
عملت ناتاليا بوكلونسكايا في النيابة العامة الأوكرانية 12 عاما، وتابعت قضايا كبيرة في كييف حتى أن شخصية هذه القضايا كانت معروفة.
في ما يتعلق بـ كليتشكو (حالياً أصبح من المنسيات)، هو نفسه فيتالي كليتشكو الذي كان يصرخ في الميدان.
بالمناسبة كان يقضي الأمسيات مع المدير السابق لأمن الدولة الأوكرانية، والنتيجة كانت هناك جثة أندريه نيتشيبورينكو.
لقد تحدثت سابقاً عن هذه القضية لكنني لم أتمكن من إنهاء التحقيق فيها.
بسبب أحداث الميدان وبسبب الوضع السياسي المضطرب تم إغلاق القضايا وأفواه المدعين.
وفي يوم من الأيام جاءت بوكلونسكايا إلى العمل، ولكن بدلاً من الشرطة الذين يتفقدون بطاقات العاملين كان هناك عناصر من "القطاع الأيمن" المتطرف.
عندها وضعت ناتاليا شريط غيورغي وكتبت استقالتها وذهبت إلى منزلها في شبه جزيرة القرم.
كنت جالسة في المطبخ نحتسي الشاي، وكان معنا زوج أختي أندريه.
وبدأ يمزح قائلاً: "حسناً لا تقلقي يا ناتاشا سوف أساعدك لبناء حظيرة، ولكي تربين الدجاج وتساعدين في تنمية الاقتصاد الوطني".
أنتم تعلمون بأنني عملت حوالي 12 سنة القضاء العام، ولهذا بعد الكلمات التي سمعتها عن تربية الدواجن، قلت: "فليكن سوف أعمل في مجال تربية الدواجن، المهم ألا يصل النازيون إلى هنا".
في الحقيقة لم أكن أعرف ما الذي يجب فعله.
وفي الثامن من شهر آذار/ مارس ذهبت لمقابلة السيد سيرغي أكسيونوف. حينها لم يكن يعرفني، وأنا لم أكن أعرفه إلا من خلال التلفاز عندما كنت أتعاطف مع الأحداث آنذاك.
وكنت أفكر وأدعو الله عز وجل لكي ينجح الرفاق. وكنت أقول أحسنتم أيها الرجال، ها أخيراً، ظهر زعيم هنا في شبه جزيرة القرم القادر على مواجهة هذه الفوضى
وصلت لعنده ودخلت وعرفت عن نفسي وقلت له يا سيد سيرغي فاليريفيتش أريد أن أقدم المساعدة في أي شيء.
قلت لها يا ناتاليا هل بمقدورك العمل في منصب المدعي العام؟
فقالت أنا جاهزة. فهي لم تخف من شغل هذا المنصب، علماً أن بعض الرجال أداروا ظهورهم.
تقول ناتاليا بوكلونسكايا لقد علمت بأن هذا ما سيحدث، لذلك تمنيت أمنية في رأس السنة الجديدة 2014 تغضب مناصري الميدان.
بعد ذلك أعيد ضم القرم إلى روسيا.
الحمد لله! أعتقد بأن هذه كانت رغبة جميع الناس، وليست مجرد رغبتي لوحدها. فالكل كانوا يتمنون أن يحدث ذلك منذ سنين عديدة، ولهذا تحقق هذا الحلم.
أصبحت حياة ناتاليا بكلونسكايا معقدة جداً، لكن هناك كانت عدة محاولات اغتيال لمدعي عام القرم.
كانت هناك معدات عديدة منها متفجرات ورسائل.
كانت تراودنا مشاعر مختلفة، ولكن لم أكن لا أنا ولا رفاقي يشعرون بالخوف على الإطلاق.
ومن يهابهم؟ نحن لا نهابهم، فليشعروا هم بالخوف.
نحن أصحاب حق! والله معنا وهو يساعدنا.
بالطبع أنا أشعر بالفخر كوني أشغل منصب المدعي العام للقرم ضمن قوام روسيا الاتحادية، وعلى وجه العموم أفتخر أن أعمل في النيابة
العامة الروسية، لأنني أعمل ضمن دولة عظمى. والكل يعلم ذلك، ولهذا نحن نواجه هجمات شرسة.
في لحظة من اللحظات كانت موسكو مضطرة لإرسال وحدة عسكرية فريدة من نوعها إلى القرم وذلك لأن التهديدات قد ازدادت.
تسربت معلومات عن احتمال القيام بعمليات إرهابية، وأن بعض القادة الأوكرانيين من ذوي المزاج الراديكالي بمن فيهم الذين يشغلون مناصب في الوزارات السيادية، أعربوا عن
استعدادهم القيام بعمليات تؤدي بالنتيجة إلى سقوط عدد كبير من الأرواح البشرية.
قامت وحدات روسية خاصة بتفكيك المتفجرات التي وضعت تحت سد لتخزين المياه. وقد أصبحت المياه عامل ضغط في القرم وذلك للحاجة الماسة التي تعاني منها.
وعلى الرغم من هذه المحاولة الفاشلة إلا أن المخربين واصلوا أعمالهم.
هذا هو خزان مياه سيمفيروبول الذي يغذي المدينة بأكملها ويمدها بالمال. حتى أنه يعرف بين عامة الناس ببحر سيمفيروبول.
سيرغي تورتشانينكو وهو من المحاربين القدامى الذين شاركوا في حرب أفغانستان.
وقد انضم إلى ميليشيات الدفاع الوطني في القرم منذ الأيام الأولى.
وقد انضم إلى ميليشيات الدفاع الوطني في القرم منذ الأيام الأولى.
تم القبض على أشخاص تابعين لما يسمى بالقطاع الأيمن، وهم عبارة عن مجموعة تخريبية مزودة بجميع أنواع المواد الكيماوية السامة
والموضوعة داخل أنابيب اختبار وداخل عبوات خاصة تم مصادرتها كلها.
ماذا كانوا يريدون فعله؟
تم إثبات بشكل قطعي أنهم كانوا يريدون تلويث خزان مياه القرم، الذي يغذي ويمد الناس بالمياه. ولو تمكنوا من ذلك لمات الناس بشكل جماعي.
كلما اقترب موعد الاستفتاء كلما ازداد نشاط المتطرفين الذين يتلقون الأوامر من خارج القرم.
تعرضت لجنة الانتخابات المركزية في سيمفيروبول مرتين لهجوم- حيث صد القوزاقيون هجوم عشرات المجهولين الذين حاولوا سرقة البطاقات الانتخابية.
واستقل مسلحو ميدان كييف القطارات تحت قناع السياح، لكن تم القبض عليهم مع أسلحتهم.
ولكن مع أولئك الذين اختفوا في مدن القرم، تم مواجهتهم من قبل سكان الجزيرة فقط.
والشخصيات هذه نفسها كانت تظهر بشكل سريع في مناطق النزاعات. يبدو أنهم كانوا يتنقلون عبر الدراجات النارية.
يا ساشا لقد بدأ ربيع القرم بالنسبة لكم قبل ربيع عام 2014 بكثير.
كيف بدأت الأحداث؟ وكيف ظهرت دراجات "الذئاب الليلية" النارية في سيفاستوبول وسيمفيروبول وفي يالطا وفي شبه جزيرة القرم بشكل عام؟.
كنا سنوياً نجري عرضاً للدراجات النارية.
وعندما رأينا بأنه هناك محاولات لاستبدال سيفاستوبول كمدينة قدّم فيها الروس العديد من الضحايا من أجلها، إلى مدينة لتمجيد بانديرا،
قرر النادي إجراء عرض للدراجات النارية بهدف تذكير الجميع بأن سيفاستوبول هي مدينة المجد الروسي.
لقد أصبح نادي الدراجات النارية "الذئاب الليلية" منذ زمن بعيد الحدث الأهم في عالم الدراجات النارية ليس فقط في روسيا وإنما خارجها أيضاً.
فقد وحّد النادي أصحاب الأفكار المشتركة من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق ومن البلدان الأوروبية.
ففي مدينة سيفاستوبول، وجدت فكرة حب الوطن تربة خصبة، ولهذا أظهرت مدينة المجد الروسي أرقاما قياسية في هذا الإطار.
وفي هذا السياق حضر عشرات الآلاف من راكبي الدراجات النارية إلى المقالع الرملية القديمة الموجودة بالقرب من جبل غازفورت، ووصل عدد المتفرجين إلى نحو 100 ألف
شخص، علماَ أن فكرة وحدة الروس لم تكن تتعارض مع أوكرانيا، والأعلام كانت دائماً جنباً إلى جنب.
عاشت أوكرانيا! عاشت روسيا ولتحيا الدراجات النارية.
ميدفيديف: بمجرد وصولنا إلى سيفاستوبول قمنا برفع العلم الروسي على الفور. كانت هناك محاولات لمنعنا واعتقالنا بتهمة الانفصالية.
حتى أنه كانت هناك محاولة لسرقة العلم الروسي، لذلك اضطررنا وضع حراسة له
ومع ذلك فقد قرر ألكسندر زالدوستانوف المعروف "بالجراح"، والذي أسس هذا النادي في عهد الاتحاد السوفيتتي، جنباً إلى جنب مع رئيس قسم النادي في
القرم ألكسندر ميدفيديف وجميع زملائهم المضي قدماً حتى النهاية، وقاموا بكل شيء كان يريده سكان القرم.
ومنذ اللحظة الأولى عندما سفكت أول قطرة دم في كييف، شارك أعضاء نادي "الذئاب الليلية" في القرم في المظاهرات والمسيرات، كانوا أول من وضع حواجز أمنية هناك.
ومن أهمية حماية القرم من الضيوف غير المرغوبين بهم لم يكن بالإمكان النوم إلا لمدة ساعتين في اليوم.
وقليل من الناس يعلم أن ألكسندر ميدفيديف طيلة هذا الوقت كان يسير على قدم واحدة، لأنه فقد قدمه الأخرى قبل فترة وجيزة من الأحداث.
والقدم الاصطناعية كانت مؤقتة، حتى أن الأطباء منعوه من الحركة المتزايدة.
لكنه رغماً عن ألمه وقف لحماية القرم الذي أصبح وطنه الأم.
لم يكن لدينا الوقت للراحة، لذلك فكرت: "سيكون لدينا حيزا من الوقت لاحقاً لنعالج الجروح"، ولكن عندما انتهى كل شيء وأصبح من الممكن معالجة القدم كان الأوان قد فات وأصبحت تحتاج إلى عملية.
لم يكن بالإمكان علاج الجرح بعد قيامه بهذا النشاط الصعب، واضطر الأطباء لقطع 10 سم من قدم ألكسندر.
لكن هذا لم يكن الشيء الرئيسي.
المهم هو أن القرم أصبحت ضمن روسيا والمهم أنه حق الحق، وأن شبه الجزيرة سوف تحمل الهوية الروسية إلى الأبد، هذا هو الشيء الرئيسي.
كانت هناك واحدة من العمليات التي قام بها أعضاء نادي "الذئاب الليلية" والتي أنقذت حياة العشرات من الأشخاص.
إذ أبلغت مجموعة من راكبي الدراجات النارية الذين انخرطوا سراً ضمن القطاع الأيمن المتطرف بأنهم في كييف يرسلون عبر البريد حمولة مجهولة الهوية إلى القرم ويخزنونها في جبال أي- بيتري، ولكن لم يكن أحد يعلم مكان التخزين بالضبط.
وهنا جاءت المساعدة من أحد راكبي الدراجات النارية الملقب بالمسمار- والذي كان يعمل حارسا في محمية تقع في أجمل جبل على كتف ساحل البحر، وتذكر أنه في عهد الرئيس
يوشينكو بأن بعض المبعوثين من غرب أوكرانيا أبدوا اهتماماً كبيراً بإحدى الكهوف المخفية في الغابات. وعلى أثر ذلك توجه أعضاء "الذئاب الليلية" للبحث عن هذا الكهف.
وبالفعل تم العثور على هذا الكهف من بين الأشجار الغابرة والسنديان والصنوبر المعمر منذ قرون. لقد كان مخبأً مثالياً صالحاً لجميع الأحوال
الجوية، فهناك شرخ طبيعي كان يستخدم كمدخنة للموقد، وتم تخزين المواد الغذائية والمتفجرات والأسلحة والذخيرة في الأكوام من الحجر الجيري.
كان هنا ناس قاموا بجلب كل شيء. وهنا بالذات تم القيام بعمليات حفر.
من غير المعلوم كم عدد الأعمال التخريبية ضد شبه جزيرة القرم التي تم إحباطها، لكن المعلوم هو أن سلطات كييف الجديدة بدأت تطالب برؤوس أعضاء "الذئاب الليلية"
في أحد أيام شهر آذار/ مارس، قبل الاستفتاء، وعندما كان ألكسندر ميدفيديف عائداً ليلاً إلى منزله بعد قيامه بجولة على المراكز الانتخابية، لاحظ وجود أشخاص في فناء منزله والذين بدؤوا بارتداء الأقنعة على عجل.الأقنعة على عجل.
هم من هاجموا أولاً؟ كيف كان ذلك؟
نعم لكن تمكنت من الاستدارة
واستطعت التغلب على اثنين من أولئك الذين كانوا يركضون من الخلف.
في هذه اللحظة، فإن أولئك الذين يرتدون الأقنعة والذين كانوا يقفون في زاوية قريبة، حاول أحدهم طعني بالسكين من الخلف.
وأين أصابك؟
من الخلف، هنا.
هنا بالتحديد؟.
نعم، ضربوني في منطقة القلب ومن الخلف.
في المكان الذي كتب عليه كلمة "روسيا"؟.
نعم لقد تلقيت ضرباً مبرحاً هناك أيضاً!
أعطيني كفك! حسناً فعلت يا حبيبي. ولأمك أيضاً؟
بابا بابا
لقد تقلص خطر نشوب نزاع واسع النطاق في شبه جزيرة القرم مع انشقاق الجنود الأوكرانيين وانتقالهم إلى الجانب الروسي.
وفي نهاية المطاف رفعت أعلام القديس أندراوس على متن 75 سفينة وباخرة حربية بحرية للقوات الأوكرانية، وأصبحت 193 وحدة عسكرية أوكرانية متمركزة براً من ملاك القوات الروسية.
كانت هناك حالات عندما توجه القادة الأوكرانيون المحاصرون في الوحدات الأوكرانية بطلب إلى زملائهم الروس، قائلين: "دعوا عناصركم المحترمة تدخل إلينا.
إلى كييف بأنه تم اعتقالنا، وقتئذ نحن سوف نرفع العلم الروسي بأيدينا".
إحصائيات: هناك 2500 جندي أوكراني من أصل 20 ألف عادوا إلى أوكرانيا، فيما بقي 18 ألف جندي وضابط في شبه جزيرة القرم، وذلك لأداء الخدمة في صفوف الجيش الروسي الجديد.
العالم كله في حالة صدمة: فالجيش أصبح له وجه آخر.
حسناً، هذه نتيجة عمل مضن وجاد.
تعالوا لنتذكر نهاية عام 1990 بداية عام 2000. آنذاك كانت هناك أحداث دامية في شمال القوقاز، والجيش في حالة يرثى لها.
أما الآن فالوضع تغير تماماً، حيث قمنا خلال هذه السنوات بالأعمال الكثيرة- من وجهة نظر إعادة التسليح والتدريب،
والأهم من ذلك هي ثقة الجنود بأنهم يقومون بعمل مهم ومفيد وفريد لدولتهم. وفي هذه الحالة لم يعودوا خائفين من وضع كل شيء في سبيل الوطن بما في ذلك أغلى ما لديهم وهي حياتهم.
هناك عملية بقيت أكثر من عام واحد تصنف على أنها سرية.
والحديث يدور عن الكتيبة الأولى من قوات المشاة البحرية الأوكرانية في فيودوسيا، والتي اضطرت القوات الروسية اجتياحها للسيطرة عليها، وذلك لأنها في الواقع لم تكن وحدة عسكرية أوكرانية.
هذه كانت وحدة عسكرية معدة على شاكلة قوات حلف شمال الأطلسي.
وبالتالي كنا نتوقع حدوث شيء واحد وهو وقوع نزاع مسلح، علماً أن المهمة الأساسية كانت هي عدم السماح للوصول إلى مثل هذا الوضع.
في خضم أحداث ميدان كييف أي في الثامن من شهر كانون الثاني/ يناير وضعت هذه الوحدة العسكرية في فيودوسيا في حالة تأهب رسمياً من ضمن قوات الردع التابعة لحلف الناتو. إليكم بعض المعلومات التي تدل على أهداف الشركاء.
تحت كود تابع للحلف L0318 يعمل الموجهون لسلاح الجو.
وما علينا إلا أن نتوقع الأهداف التي أراد الضباط الأوكرانيون توجيه طائرات حلف الناتو لضربها في القرم. في حين أن الكود L0001 فهو تابع للعمليات البرية.
لم يكن أمامهم مهمة أخرى غير التعبير عن إرادة الحكومة المجاورة، بدلا من التعبير عن إرادة حكومتهم، لقد وجدوا أنفسهم في هكذا وضع.
مع من واصلوا الاتصال؟
حافظوا على الاتصال مع ممثلي قنصلية الولايات المتحدة الأمريكية في كييف، الذين كانوا يصدرون الأوامر بشكل مباشر، بالإضافة إلى السفارة بهدف استخدام قوة معينة ضد المدنيين وضد سكان فيودوسيا.
: استمرت المحادثات وحصار الوحدات لمدة 3 أسابيع.
تم اعتراض معلومات عن استعداد مشاة البحرية الأوكرانية لهجوم مسلح على فيودوسيا.
وحولت المبالغ الكبيرة الموعودة من قبل قنصلية الولايات المتحدة على البطاقات المصرفية العائدة للقادة.
اضطررنا إلى اتخاذ تدابير القوة الناعمة من أجل إزالة التوترات التي ظهرت في فيودوسيا.
: بدأ الهجوم يوم 24 آذار/مارس قبل 3 ساعات من شروق الشمس.
وأقبلت القوات الروسية الخاصة على مواجهة أكثر الوحدات الأوكرانية جاهزية للقتال، إنهم مشاة البحرية الذي اجتازوا 22 برنامجا تدريبيا في 8 بلدان تابعة للناتو في أفضل القواعد، مثل لاكليند وفورت بينينغ في الولايات المتحدة الأمريكية.
استعملوا الذخيرة الحية فقط على مستودع الأسلحة، لكي لا يستطيع شركاء حلف الناتو على تسليح أنفسهم، بعدها استخدموا الطلقات الخلبية.
في هذه الكتيبة لم يقبلوا شباب شبه جزيرة القرم للخدمة العسكرية. كان أغلبية الذين يخدمون فيها من غرب أوكرانيا، يتحدثون باللغة الإنجليزية، ويحملون شهادات من الناتو.
نصف العسكريين، قبل الاقتحام انتقلوا إلى جانب روسيا. أثناء العملية البارعة، لم يصب أحد من الجنود المتبقين.
هؤلاء الجنود، الذين اضطررنا نتيجة العملية لاعتقالهم، أرسلناهم لاحقا إلى أوكرانيا. أنا أعلم أن هؤلاء الجنود كانوا ضالعين مباشرة في العمليات العسكرية ضد جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك.
: هذا ما تركوه وراءهم في غورلوفكا. في نوفوروسيا (روسيا الجديدة) مشاة البحرية، خريجي مدرسة الناتو، تميزوا بقساوة شديدة كما لو أنهم درسوا هذا بالذات. في فيودوسيا أطلقوا اسم "غاليتشنا" على كتيبتهم. كانت شارتهم "ابتسامة الذئب".
الغيظ – هو تأكيد على أن هذه الشارات تحملها تلك الوحدات التي تقتل الآن الناس المدنيين.
: في الواقع، على غرار ناب الذئب.
نعم في الواقع، على غرار ناب الذئب، الذي يحمله الآن القوميون الأوكرانيون.
كشخص عاش الكثير، وشاهد الكثير، أنا أشكر روسيا كثيرا لعودة القرم إلى الوطن.
لأننا نرى مأساة دونيتسك، ولوغانسك، لكن صدقوني، هنا في شبه جزيرة القرم، لكانت المأساة أقسى بكثير.
لأن كراهية بانديرا لأهالي القرم، خاصة لأهالي القرم ... لقد كانوا يعتبروننا دائما جزءا من روسيا، ونحن أيضا دائما كنا نعتبر أنفسنا جزءا من روسيا.
الحمد لله.
لو لم يكن هناك حمقى في قيادة أوكرانيا، ربما لم نكن الآن جزءا من روسيا.
لقد كان الاقبال جنونيا خلال الاستفتاء، لم يكن أحد يتوقع ذلك. بدأت الطوابير من الساعة 10 صباحا.
في جميع المراكز كانت طوابير ضخمة.
: كان الحضور قياسيا، لانضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا صوت 96.7٪ من أهالي القرم، و95.6٪ في سيفاستوبول.
الاستفتاء الذي جرى يوم 16 مارس/ آذار في جميع أنحاء شبه جزيرة القرم، تحول إلى عيد.
بقي شيء واحد غيرواضح: وماذا بعد؟ هل روسيا مستعدة الآن لاستقبال شبه جزيرة القرم؟
هذا ما حاول علماء الاجتماع معرفته. يوم 14 مارس/ آذار بدأت مراكز استطلاع الرأي العام العمل في 83 مقاطعة روسية وسؤال أكثر من 50 ألف مواطن روسي.
16 مارس/ آذار أعلنت النتائج.
هل ينبغي أو لا ينبغي على روسيا حماية مصالح الروس وممثلي القوميات الأخرى الذين يعيشون في شبه جزيرة القرم؟ "نعم" - 94٪.
هل ينبغي على روسيا أن تفعل ذلك، حتى لو أدى هذا إلى تعقيد العلاقات مع الدول الأخرى؟ نعم - 83٪.
هل تتفق مع الرأي القائل بأن شبه جزيرة القرم – هي روسية؟ "نعم" - 86٪.
وأخيرا، هل توافق على ضم شبه جزيرة القرم لبلادنا كجزء من روسيا الاتحادية؟ "نعم" - 91٪.
في الواقع، كل شيء تطابق مع رأي أهالي القرم، الذي أعربوا عنه في الاستفتاء. فقط رأي واشنطن وبروكسل كان عكس هذا تماما.
بالمناسبة، موقف الغرب من الاستفتاء - هو، أيضا، كان غير ثابت، أليس كذلك؟
في البداية اعتقدوا أننا لن نتجرأ على إجرائه.
بعدها عندما أدركوا أننا لن نتوقف، بدأوا يقترحون مجموعة متنوعة من الخيارات.
أي بذلوا كل جهودهم، بكل وسيلة وبكل شكل، لمنع عودة شبه جزيرة القرم إلى روسيا.
كان لديهم رغبة على ما يبدو في دفع روسيا مرة أخرى بعيدا عن مصالحها.
من الصعب فعل ذلك. وإذا قلنا بصدق - أنه من المستحيل.
هل تعتقدون أنه جرى كل شيء بسلاسة؟
بشكل عام - نعم.
ربما باستثناء حادثة صغيرة، عند نقل الجزء الأول من الوحدات، ترددوا قليلا، ربما لم يفهوا كل شيء، أعادوا وسائل النقل. عندما علمت، أثرت انتباههم إلى ذلك.
انتباه الوزير؟
الوزير. فأجاب: "أنا أرجعتهن". فسألته: "من سمح لك؟". فجاوبني على الفور: "أرسلتهن مرة أخرى". في نفس اللحظة!
ليس لدي أي انتقادات أو أسئلة على هذا، لأنه بعد أن أعطيت التعليمات، حوالي 20 ساعة، على الأرجح، لم أتصل بوزارة الدفاع، لأنني كنت أتابع مسائل أخرى - قانونية، وسياسية،
ودولية. لذلك قد يتبين للمرء، ينشأ عنده انطباع أنه ربما غيرت رأيي، وأخذ مثل هذه المسؤولية على العاتق – حمل ثقيل.
ولكن لم يحدث أي خلل، أي خلل، أريد أن أؤكد، لم يرتكب أي خلل.
هذه ليست مهمة سهلة، آخذين في الاعتبار حجمها، واستخدام القوات والموارد المختلفة، وهناك، أكرر، في المرحلة
الأولى كانت- الوحدات الخاصة من مديرية المخابرات الرئيسية، قوات الانزال الجوي، ومشاة البحرية، ومن ثم - وحدات أخرى.
ليس ذلك فحسب، لقد عملت وزارة الدفاع في غاية من المهنية العالية، والتنسيق، وجميع الخدمات الأخرى: وزارة الخارجية، والخدمات القانونية، وأولئك الذين يمارسون السياسة
الداخلية – كل هذا كان منسقا بشكل واضح جدا، وصلب، وفي الوقت المناسب، حتى أنني تسألت:
. كل شيء سار كما كان يجب أن يسير.
نحن نعرف نتائج الاستفتاء، وفعلنا ما كان يجب علينا فعله.
أصبح يوم 18 مارس/ آذار 2014 ذلك اليوم الذي قرأ فيه فلاديمير بوتين لأول مرة في التاريخ، كلمة طارئة غير مجدولة، إلى الجمعية الاتحادية.
كل الذين كانوا في قاعة سانت جورج في الكرملين، بطبيعة الحال، افترضوا أن الحديث سيكون حول شبه جزيرة القرم وسيفاستوبول، ولكن لم يكن أحد يعرف حتى آخر لحظة، أي قرار اتخذه الرئيس وسوف يطلب الموافقة عليه.
ببساطة كان من المستحيل تصور أن أوكرانيا وروسيا ليستا مع بعض، وأن تكونا دولتين مختلفتين. ولكن حدث ما حدث.
انهار الاتحاد السوفييتي، وعندها أصبحت شبه جزيرة القرم فجأة في بلد آخر، وحينها شعرت روسيا بالفعل أنهم ليس فقط سرقوها، بل ونهبوها.
هل عبارة "نهبوا روسيا" عبارتكم؟
إنها عبارتي الشخصية.
وقد كتبتها من القلب. مساءً جمعت الزملاء الخطاب وأمللت عليهم العبارات النهائية، وبالذات: "أقدم للجمعية الاتحادية قانون عن انضمام شبه جزيرة القرم وسيفاستوبول، وأرجو الموافقة عليه".
اليوم، واستناداً إلى نتائج الاستفتاء، الذي جرى في شبه جزيرة القرم، واستناداً إلى إرادة الشعب، أقدم إلى الجمعية الاتحادية قانون دستوري، أرجو النظر
فيه واعتماده، عن قبول كيانين جديدين ضمن روسيا الاتحادية هما: جمهورية القرم ومدينة سيفاستوبول.
كنتم تعون في تلك اللحظة، أن هذا تاريخ؟
هل تعلمون أود أن أقول لكم شيئاً ما. إذا كنا طيلة الوقت نفكر بأننا نصنع التاريخ وأننا أشخاصا مهمين، فإن العمل المثمر سوف ينتهي بسرعة كبيرة.
في حين أنه إذا كان لديك ثقة داخلية بأنك تفعل الشيء الصحيح وأن أعمالك تصب في صالح البلاد وتهدف لحماية مصالح الشعب الروسي، فإنك سوف تحصل على نتائج مرجوة.
هل هذا هو سبب النجاح في شبه جزيرة القرم؟
نعم
روسيا! روسيا!
في حال تكرر كل ذلك هل ستفعلون الشيء نفسه مع القرم؟
بالطبع وكيف لا وكيف يمكن لنا أن نفعل غير ذلك؟
لما أقدمت على فعل ذلك لو أنني كنت غير متأكد بأنه علينا القيام بهذا العمل.
وعندما يقولون عن العقوبات، بالطبع فإن العقوبات أمر سيء.
لكن يجب أن تفرض بحق أولئك الذين قاموا بالانقلاب على السلطة الشرعية وبحق من ساعدهم في ذلك.
أما نحن فقد تصرفنا ما هو في مصلحة الشعب الروسي والبلاد برمتها. من غير المقبول تماماً استبدال ما حدث بالمال، أو استبدال الناس بمكاسب معينة أو بإبرام
عقود مربحة أو بتحويل مستندات مصرفية. وفي حال سمحنا لأنفسنا أن نتصرف ضمن هذا المنطق، فإننا سوف نفقد كل شيء وسنفقد البلاد كلها.
هذا لا يعني أننا لا ينبغي أن نحترم على سبيل المثال القانون الدولي ومصالح شركائنا، ولكن هذا يعني في المقابل أنه على شركائنا احترام روسيا ومصالحها.
قمنا بتسجيل المقابلة مع فلاديمير بوتين خصيصاً لهذا الفيلم حتى لا تغيب عنا التفاصيل.
أنقل لكم تحية جماعية كبيرة من سكان القرم، من أبناء الوطن.
شكراً.
وها نحن نلتقي بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لأحداث القرم.
سيادة الرئيس! نحن عندما التقينا معكم المرة الأخيرة، بالكاد كان بإمكاننا أن نتخيل حجم التغيرات التي حدثت خلال وقت قصير.
لماذا كان من غير الممكن أن نتصور ما سيحدث؟ على العكس تماماً كنا نتوقع ماذا سيحدث.
وعندما تصرفنا بقوة وحزم وبشكل منهجي في القرم، فإنني انطلقت من احتمال وقوع أحداث مأساوية شبيهة بالتي تشهدها اليوم منطقة دونباس.
ولهذا السبب بالتحديد ومن أجل منع حدوث مثل هذا التطور للأحداث، اضطررنا إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لتأمين وضمان حرية التعبير لسكان القرم.
ولهذا السبب كان علينا أن نعزز من وحداتنا العسكرية في القرم، بحيث تتمكن قواتنا من تهيئة الظروف لعقد الاستفتاء السلمي البحت.
أنا واثق من أنه لو أننا لم نفعل ذلك فإن الأحداث في القرم كانت لتسلك سيناريو شبيه بالسيناريو الذي نراه اليوم في دونباس، وربما سيناريو أكثر فظاعة، على الرغم من أنه لا يمكننا أن نتخيل أحداث أكثر فظاعة ومأساوية من التي تجري حالياً في لوغانسك ودونيتسك.
القرم أصبح مع روسيا كيف ترون مستقبل شبه الجزيرة؟.
أول ما يجب القيام به حل مشاكل التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
أهمها هي مسائل ذات طابع هيكلي تخص البنية التحتية. علينا بناء الجسر الذي سيربط القرم مع القوقاز ومع كامل الأراضي الروسية.
هذا ما ينبغي أن يتم في أقرب وقت ممكن.
علينا تهيئة الظروف المناسبة لتطوير مجال الطاقة، وأنا أتحدث هنا عن الطاقة الخاصة بالقرم.
كما أنه من الضروري إحياء القاعدة الترفيهية للقرم والحفاظ على روعتها ورونقها، حتى يتمكن المواطنون الروس الاستجمام والاستمتاع بجمال طبيعة شبه الجزيرة، والأهم من ذلك
برأي من الضروري إحياء المكون الإنساني للقرم كجزء لا يتجزأ من ثقافتنا وتراثنا الثقافي. وعندما نستكمل جميع هذه المواضيع سيكون من الممكن القول بأننا قمنا لسنا فقط بتسوية مسألة
إعادة ضم شبه الجزيرة، وإنما القول بأننا فعلنا ما هو مطلوب منا تلبية لحاجة المواطنين الروس بمن فيهم من سكان القرم.
ما هي تمنياتكم لسكان القرم اليوم؟
السعادة