Tip:
Highlight text to annotate it
X
قد لا تُدرك هذا الأمر، ولكن دماغك يُعالج المعلومات بطريقتين
مختلفتين جدّا. عندما تنظر مثلا إلى هذه الصورة، تعلم فورا أنّها شقراء
وتبدو غاضبة وقد تنطق بكلام ساخط. لقد قمتَ بدون أيّ جهد
بـ"التفكير السريع"، ولكن إذا نظرتَ إلى العمليّة التالية، يحدث
شيء مختلف. بالطبع علمت على الفور أنّه جداء وأنّك قادر على
.حسابه إن لم تكن متعبا، ولكن لم تقم بذلك
إذا قمت بالعمليّة، ستتوتّر عضلاتك وسيتّسع بؤبؤاك
."وستزداد سرعة قلبك، وستكون قد قمتَ بـ"التفكير البطيئ
نظاما التفكير هذان يحدّدان بشكل كبير إدراكنا الحسيّ
.وردود أفعالنا في الحياة
لنعتبر هذه الخطوط التي تبدو من الواضح مختلفة في الطول، ولكن
إذا قمتَ بقياسها، ستجد أنها متساوية. حتّى بمعرفتك هذا
يظلّ النظام الأوّل (التفكير السريع) يرى الخدعة البصريّة لأنّه
يعمل تلقائيّا. نلاحظ هنا تأثيرا مماثلا. أي الظّلال أطول؟
إنها أيضا متقايسة. لكن إيحاء المنظور والعمق
تدفع بالنظام الأوّل إلى تفسير الصورة كأنّها ثلاثيّة الأبعاد
.مع أنّها على سطح مستوٍ ثنائيّ الأبعاد
يقوم النظام الأوّل بعمليّات سريعة بالمعلومات المتاحة، وهكذا
يجب على النظام الثاني (التفكير البطيء) التعويض لذلك، فيختار عدم
تصديق حدسك أو غريزتك. هل تريد أن ترى نظامك الثاني يعمل؟ سأظهر لك
سلسلة من أربعة أرقام، عليك أن تقرأها بصوت مرتفع ثم تضيف واحدا إلى كلّ من الأرقام
.الأصليّة
.إذا حملت البطاقة الأرقام 3795، فإنّ الإجابة الصحيحة هي 4806
سننتقل بعدها إلى البطاقة الموالية، وستفوم بنفس العمليّة
وهكذا.
!مستعدّ؟ هيّا
يمكن للقليل المواصلة مع أكثر من أربعة أرقام، وما هو أكثر صعوبة هو إضافة ثلاثة.
الأمر المثير للاهتمام هو أنّه مع اتساع بؤبؤاك، تصبح في كثير من الأحيان
.أعمى بالفعل عند تشغيل النظام الثاني بشكل كامل
هل لاحظت تغيّر لون النص؟
أو أنّ الأرقام تغيّرت تماما عندما وضعتها على الجانب؟
.استمع إلى اللغز التالي: ثمن مضرب وكرة دولار واحد وعشر سِنتات
.ثمن المضرب أغلى من ثمن الكرة بدولار واحد
كم ثمن الكرة؟
من المرجّح أن نظامك الأوّل أخطر لك بـ"عشر سنتات"، لكنّنا نعلم
."أنّ هذه الإجابة خاطئة. في الواقع، الجواب الصحيح هو "خمسة سِنتات
.حتّى لو كنت توصّلت إلى الإجابة الصحيحة، من المحتمل أن "عشر سِنتات" خطرت في ذهنك
،يحاول النظام الأوّل التوصّل إلى إجابة في أسرع وقت وبأسهل طريقة ممكنين
وهذا مفيد للغاية في الحياة اليوميّة. إذا تطلّب كلّ نشاط
مجهودا عقليّا كاملا، سيكون الأمر مرهقا. ولكن معرفة هذا يتيح لنا
.أن ندرك أنّ انطباعاتنا الأولى ليست كلّها صحيحة
كم أخذ موسى من أنواع الحيوانات في السفينة؟ عدد قليل من الناس
يتمكّنون من اكتشاف الخطأ في هذه المسألة التي أُطلق عليها اسم
."خُدعة موسى"
في الواقع، لم يأخذ موسى أي حيوان، بل نوح قام بذلك. يستثمر دماغنا أقلّ ما يمكن من الموارد
لتسير الأمور بسرعة وبسهولة. بما أنّ موسى غير غريب عن
السياق الدينيّ، يكتشف النظام الأوّل دون وعي رابطا
.بين موسى والسفينة، ويقبل بسرعة هذا السؤال
بطريقة مماثلة، يوّلد النظام الأول السياق بدون علمك. قراءة كلّ من
"نظرت ليلى إلى العين"، "12 13 14" ،"ABC" :الجمل الآتية قد تبدو سهلة
.ولكن في الواقع، فسّر دماغك هذه البيانات الغامضة بدون علمك
،"14 B 12" أو "A 13 C" :كان بإمكانك قراءة
لكن دماغك اعتبر السياق دون وعي. على الأرجح أيضا أنّك تصوّرت
امرأة تنظر إلى عيني شخص آخر، لكن إذا أضيف
قبل الجملة: "جلسَت إلى جانب الينبوع"، سيتغيّر المشهد
.بأكمله لأن "العين" لم تعد مرتبطة بعضو البصر
بدون وجود سياق واضح، يولّد النظام الأول بسرعة سياقا بناء على
،التجربة السابقة. في هذه الحالة، صادفت "العين" في معنى أكثر من المعنى الآخر
."ومنه يتّم تحديد السياق. لهذا علاقة بمفهوم يسمى "التجهيز
على سبيل المثال، إذا قلت "شرب"، كيف ستُكمل كلمة "الما-"؟
ستقول على الأرجح "الماء"، ولكن إن أظهرت لك كلمة "صرف"، فمن الأرجح
."أن ترى "المال
بهذه الطريقة، كلّ من "شرب" و"صرف"
يجهّزان أفكارك. مع أنّ النظام الثاني يعتقد أنه المسؤول وأنه يعلم
ما يحدث، الحقيقة أنّه ثُبت أنّ آثار "التجهيز" تُؤثّر على
.السلوك وتغيّره. تنشأ هذه الآثار في النظام الأوّل وليس لك ولوج واع إليها
،إذا كنت ترغب في معرفة المزيد عن أنظمة التفكير في الدماغ
حيث يعالج ،"Daniel Kahneman" اطّلع على كتاب "التفكيرين السريع والبطيء" بقلم
.الموضوع بتفصيل. سأضع رابطا في صندوق المعلومات أسفله
.هل لديك سؤال ملحّ ترغب في معرفة إجابته؟ اكتب تعليقًا أدناه أو اسأل على صفحتنا في فيسبوك أو تويتر
.واشترك في القناة لتحصل على المزيد من مقاطع الفيديو العلميّة بشكل اسبوعيّ