Tip:
Highlight text to annotate it
X
المترجم: Hichem Merouche المدقّق: Ayman Mahmoud
إليكم الخبر السار عن الأسر.
لقد شهد نصف القرن الماضي ثورة،
في ما يعنيه مفهوم الأسرة.
لدينا أسرمخلوطة، أسر متبناة،
لدينا أسر نووية تعيش في منازل منفصلة
وأسر مطلقة تعيش في نفس المنزل.
ولكن رغم كل ذلك، نمت الأسرة و صارت أقوى.
ثمانية من أصل 10، يقولون أن الأسرة التي يملكونها اليوم
هي أقوى من الأسرة التي نشأوا فيها أو تعادلها قوة
إليكم الأخبار السيئة الأن.
تقريبا، صار الجميع مغمور تماما،
بسبب فوضى الحياة الأسرية.
كل والد أعرفه، بما فيهم أنا،
صار يحسَ بأنَنا دفاعيين طيلة الوقت.
صار أطفالنا يصابون بنوبات غضب، مباشرة بعد ظهور أسنانهم.
مباشرة، عندما يصيرون في غنى عن مساعدتنا لأخذ حمام،
يصبحون بحاجة إلى مساعدتنا للتعامل مع التحرش الإلكتروني (عبر الانترنت) أو التنمر.
وهنا نأتي لأسوأ خبر على الإطلاق.
إنَ أطفالنا، يحسَون بفقداننا للسَيطرة.
سألت "إلين جالينسكي" (من معهد الأسر و العمل) ألف طفل،
"إذا تم منحك..
أمنية واحدة حول والديك، ماذا ستكون؟ "
وبالطبع، توقع الأباء أن يقول الأطفال،
"إنفاق المزيد من الوقت مع والدينا".
في الحقيقة كانوا مخطئين. الأمنية رقم واحد لدى الأطفال هي...
أن يصير أباؤهم، أقل تعباً و توتراً.
إذن، كيف يمكننا أن نغير هذه الديناميكية؟
هل هناك أشياء ملموسة يمكن أن نفعلها للحد من التوتر،
جعل أُسرنا أقرب،
وبشكل عام، إعداد أطفالنا لدخول العالم؟
لقد أمضيت السنوات القليلة الماضية محاولا الإجابة على هذا السؤال،
مسافرًا هنا و هناك، أين إجتمعت بأسر، و تحدثت إلى علماء،
و خبراء، منهم نخبة مفاوضي السلام،
مصرفيين لدى "وارِن بافيت"، و حتى أصحاب القبعات الخضراء .
كنت أحاول معرفة سرّ الأسر السعيدة
ومالذي يمكنني تعلّمه منهم لجعل عائلتي أكثر سعادة؟
أريد أن أخبركم عن أحد الأسر التي إلتقيتها،
و لماذا أؤمن بأنها توفر دلائل.
في يوم الأحد، السابعة مساءًا في "هيدن سبرينجس، إيداهو"
أين كان ستّة من أعضاء أسرة "ستارس" ، يجلسون..
لأهم حدث لديهم في الأسبوع: اجتماع الأسرة.
آل "ستارس" هم عائلة أمريكية عادية
تتقاسم مشاكل الأسرة الأميركية العادية.
"ديفيد" مهندس برمجيات. "إليانور" تعتني
بأطفالهم الأربعة، الذين تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 15سنة.
واحد من أولئك الأطفال، يدرّس رياضيات في الطرف البعيد من المدينة.
الثاني يمارس رياضة "اللاكروس" قريبا من المنزل.
أخر مصاب بمتلازمة "آسبرجر". والأخير لديه إعاقة.
"كنا نعيش في فوضى تامة"،قالت إليانور.
لكن المدهش في الامر، هو مافعلته العائلة بعد ذلك.
بدلاً من الترجي إلى الأصدقاء أو الأقارب،
قاموا بالتطلع إلى مكان عمل "ديفيد".
وانطلقوا في برنامج حديث يدعى "agile development"(التطوير الرشيق)
الذي كان ينتشر من المصانع في اليابان
إلى الشركات الجديدة في "سيليكون فالي".
في هذا البرنامج، يقسَم العمال إلى مجموعات صغيرة
و ينجزون أشياء، في فترات قصيرة جداً من الزمن.
فبدلاً من وجود مسؤولين يلقون الإعلانات،
في الواقع، يدير الفريق نفسه.
هناك ملاحظات بإستمرار. هناك دورات تحديث يومية.
مع توفر مراجعات أسبوعية. في هذه الحالة ستجد نفسك تتغير باستمرار.
قال "ديفيد" أنه عندما أحضروا هذا النظام إلى بيتهم،
الاجتماعات العائلية في حد ذاتها زادت تواصلا،
حيث قلّ التوتر، و صار الجميع
أسعد لكونه جزءًا من العائلة.
حين إعتمدت أنا و زوجتي هذه الاجتماعات العائلية وغيرها من التقنيات
في حياة ابنتينا التوأم، اللتان كانتا في الخامسة من العمر حينها،
كان ذلك أكبر تغيير قمنا به منذ ولادتهما.
و كان لهذه الاجتماعات تأثير
حين تدوم أقل من 20 دقيقة.
فما هو برنامج "Agile"، ولماذا يمكنه أن يساعد
في مجال يبدو مختلفا تماماً، مثل الأسرة؟
في عام 1983، كان "جيف سثرلاند" خبير تكنولوجيا
في شركة مالية في "نيو إنغلاند".
كان محبط للغاية بسبب الطريقة التي صُممت بها البرامج.
بالفعل، إتبعت الشركات أسلوب الشلال،
أين يصدر الرؤساء قرارات، لتنحدر
و لينفّذها المبرمجين،
و لم يستشر أحد المبرمجين من قبل.
النتيجة؟ ثلاثة وثمانون في المائة من المشاريع فشلت.
كانت متضخمة جداً أو قديمة جداً
بعد إنجازها.
أراد "سثرلاند" إنشاء نظام أين
يمكن للأفكار أن تتغلغل من الأسفل للأعلى و ليس فقط من الأعلى إلى الأسفل
وأن تعدَل هذه الأخيرة في الوقت الحقيقي.
قام بقراءة ارشيف 30 عاماً من مجلة "هارفارد بيزنس ريفيو"
قبل أن يعثر على مقال سنة 1986
تحت عنوان "جديد لعبة تنمية-المنتج الجديد."
حيث ذكر فيه، أنه تم تسريع وتيرة الأعمال
-وكان ذلك في عام 1986-
و أنّ الشركات الأكثر نجاحا كانت مرنة.
وأَبرز المقال شركتا "تويوتا" و"كانون"
مسلّطةّ الضوء على تماسك فرقهم و قابليتها على التكيّف.
كما أخبرني "سثرلاند"، وصلنا إلى تلك المادة،
وقال، "هذا كل ما في الأمر."
لا تستخدم الشركات في نظام "ساذرلاند"،
المشاريع الكبيرة والضخمة التي تستغرق عامين.
بل تنجز الأشياء على شكل قطع صغيرة.
حيث لا شيء يأخذ وقتاً أطول من أسبوعين.
فبدلاً من القول لفريقك، "إذهبوا للمستودع
و قوموا بإنجاز هاتف نقال أو شبكة اجتماعية، "
تقول لهم، "إذهبوا و قوموا بإنجاز عنصر واحد،
ثم احضروه. و دعونا نتحدث عنه. دعونا نتكيّف. "
يمكنك أن تنجح أو تفشل بسرعة.
في الوقت الحاضر، يستخدم "Agile" في مائة بلد،
مكتسحاً الأجنحة الإدارية للشركات.
بل إن الناس بدأوا بإستعمال بعض من هذه التقنيات
وتطبيقها وسط عائلاتهم.
فانتشرت المدونات ، و كتبت بعض الكتيبات.
حتى أن عائلة "سثرلاند" قالت لي أنها
إحتفلت بعيد الشكر، على طريقة "Agile"
أين تجد مجموعة تعمل على تحضير الغذاء،
مجموعة أخرى تعد الطاولة، وأخرى تستقبل الضيوف عند الباب.
قال "سثرلاند" أن ذاك كان أفضل عيد شكر شهده.
لذلك دعونا نأخذ إحدى المشاكل التي تواجها الأسر،
و نرى كيف يمكن لبرنامج "Agile" المساعدة.
العنصر الرئيسي هو المسائلة،
فلتستعمل الفرق "مشعات المعلومات"،
تلك الجداول الكبيرة أين تُعيّن مسؤولية كل فرد .
فبقيام عائلة "ستارس"، بزرع هذا في منزلهم،
أنشأوا قائمة تفقدٍ صباحية
أين يُتوقع من كل طفل وضع علامة أمام الأعمال المنزلية المنجزة.
ففي الصباح الذي زرتهم فيه، نزلت "إليانور" للطابق السفلي،
سكبت لنفسها فنجان قهوة،
وجلست على أريكة هناك ،
وراحت برفق تحدث أطفالها
الذين كانوا ينزلون من الطابق العلوي الواحد تلو الأخر،
فحصوا القائمة، ثم أعدّوا لأنفسهم الإفطار,
فحصوا القائمة مرة أخرى، ثم وضعوا الأطباق في غسالة الصحون،
فحصوا القائمة مجددًا، و قاموا بتغذية الحيوانات ...أو أيَا كان العمل المطلوب،
فحصوا القائمة مرة أخرى، جمعوا أمتعتهم،
وشقّوا طريقهم إلى الحافلة.
كان ذلك من أكثر الديناميكيات إثارة للدهشة، وسط عائلة ما.
وعندما إعترضت قائلا أن هذا لن ينجح أبدا في منزلنا،
و أن أطفالنا بحاجة لرصد أكثر،
نظرت إليّ "إليانور" و قالت...
"هذا ما كنت أعتقد".
"كنت أقول ل"ديفيد"،' إبقي عملك خارج مطبخي '.
لكنني كنت مخطئة ".
إلتفتت أنا ل"ديفيد" و سألته: "إذن لماذا ينجح الأمر؟"
فقال "لا يمكنك أن تستخف بقوة هذا الأمر".
ثم وضع علامة.
وقال، "في مكان العمل، الكبار يحبونه.
أما مع الأطفال، فلا شيىء أسهل من ذلك. "
مباشرة في الأسبوع الذي أدرجنا فيه قائمة مرجعية صباحية في منزلنا،
إنخفظت نسبة الصراخ إللى النصف. (ضحك)
ولكن التغيير الحقيقي لم يأت إلا حين أجرينا هذه اللقاءات الأسرية.
لذا بإتباع نموذج "Agile"، نسأل الأسئلة الثلاثة التالية:
مالشيىء الذي سار بشكل جيد هذا الأسبوع،
مالذي لم يعمل بشكل جيد، ومالذي سوف نتفق على إنجازه في الأسبوع المقبل؟
كل شخص يلقي باقتراحاته
وعندها نختار اثنين و نركز عليهما.
وفجأة بدأ التوأم يبوح بأشياء المدهشة.
مالذي سار بشكل جيد هذا الأسبوع؟
التغلب على خوفنا من ركوب الدراجة. ترتيب أسرّتنا.
مالذي لم يتم بشكل جيد؟ نتائج الرياضيات،
أو تحية الزائرين عند الباب.
مثل كثير من الآباء والأمهات، أطفالنا يشبهون "مثلثات برمودا".
كثير من الأفكارتدخل عقولهم، ولكن لا شيء يسطع منها نحو الخارج،
أو على الأقل تلك التي تستحق الكشف عنها.
وهذا أوصلنا فجأة إلى أعمق أفكارهم.
ولكن الجزء الأكثر إثارة للدهشة أتى عندما تحولنا إلى،
ما سنفعله في الأسبوع المقبل؟
أتعلمون، الفكرة الرئيسية لنموذج "Agile"
هو أنّ الفِرق تدير نفسها أساسًا،
وذلك صالح في مجال البرمجيات، وتبين أنه صالح كذلك مع الأطفال.
أطفالنا يحبون هذه العملية.
إذن سوف يأتون بجميع هذه الأفكار.
كما تعلمون، استقبال خمسة زوارٍ عند الباب هذا الأسبوع،
يعني الحصول على عشر دقائق إضافية للقراءة قبل النوم.
ركل شخص ما، الحرمان من الحلويات لمدة شهر.
وتبين، بالمناسبة، أن الصغيرتان صعبتا المنال بعض الشيىء.
فكان علينا تذكيرهما باستمرار .
الآن، بطبيعة الحال هناك فجوة بين
سلوكهم في هذه الاجتماعات وسلوكهم بقية أيام الأسبوع،
ولكن الحقيقة أن ذلك لم يزعجنا.
شعرنا و كأننا نزرع نوع من هذه الكابلات تحت الأرض
التي لن تضيء بهم العالم لسنوات عديدة قادمة.
ثلاث سنوات بعدها -- البنتان في الثمانية من العمر تقريبا الآن--
مازلنا نعقد هذه الاجتماعات.
زوجتي تعدها من بين أثمن اللحظات لديها كأم.
إذاً ماذا تعلمنا؟
دخلت كلمة "Agile" (رشيق) المعجم في عام 2001
عندما اجتمع "جيف سثرلاند" ومجموعة من المصممين
في ولاية "يوتا"، وكتبوا بيان من 12 نقطة.
أعتقد أنه قاد حان الوقت ل "بيان الأسرة الرشيقة".
لقد اخذت بعض الأفكار من عائلة "ستارس" وغيرها من الأُسر التي التقيتها.
وها أنا اقترح ثلاثة ألواح.
اللوح رقم واحد: تكيف طيلة الوقت.
عندما أصبحت والدًا، اعتقدت أن طريقة العمل كالتالي
سوف نعيّن بعض القواعد وسنتبعها بالحرف.
و هكذا، يمكننا كآباء وأمهات، أن نتوقع كل مشكلة سوف تنشأ.
بكل بساطة... لا نستطيع. الأمر الرائع في نموذج "agile" ؟
هو إمكانية بناء نظام تغيير
حتى يتسنى لكم التعامل مع ما يحدث، لحظة وقوعه.
كما يقولون في عالم الإنترنت:
إذا كنت اليوم تفعل الشيء نفسه الذي كنت تفعله قبل ستة أشهر،
فأنت تفعل شيئا خاطئا.
يمكن للآباء تعلم الكثير من ذلك.
ولكن بالنسبة لي، "التكيف طيلة الوقت" يعني شيئا أعمق، أيضا.
علينا أن ننزع الأفكار الخاطئة من عقول الآباء التي تقول
أن الأفكار الوحيدة التي يمكننا تجربتها في المنزل
هي تلك التي تأتي من الأخصائيين أو المساعدين
أو خبراء آخرين في مجال الأسرة.
الحقيقة أن أفكارهم بالية،
و أنه توجد أفكار جديدة في عدة مجالات اخرى
تجعل المجموعات والفرق تعمل بفعالية.
لنأخذ بعض الأمثلة.
لنأخذ أكبر مسألة على الإطلاق: العشاء مع العائلة.
الجميع يعلم أن تناول العشاء مع الأسرة
امر جيد للأطفال.
ولكن للكثير منا، هذا أمر لا يحدث في حياتنا.
التقيت طاه شهير في "نيو أورليانز" قال:
"لا توجد مشكلة، سوف أؤجل العشاء مع العائلة.
لست في البيت، لا يمكني تناول العشاء مع العائلة؟
إذن سنأخذ الإفطار سوية. او سنجتمع لتناول وجبة خفيفة قبل النوم.
و سوف نجعل وجبات الأحد أكثر أهمية. "
والحقيقة أن الأبحاث الأخيرة تدعم ما قال.
اتّضح أن هناك فقط 10 دقائق مفيدة
في أي وجبة أسرية.
كل الوقت الباقي عبارة عن ملاحظات... "إتزع مرفقيك عن الطاولة" أو "مرّر الصلصة".
يمكنكم أخذ هذه الـ10 دقائق ونقلها
إلى أي جزء من اليوم وستأتي بنفس الفائدة.
إذن تأجيل عشاء الأسرة، عبارة عن قدرة على التكيف.
قالت لي عالمة نفس بيئية،
"إذا كنت جالساً على كرسي خشن أو سطح صلب،
ستكون أكثر تشدداً.
إذا كنت جالساً على كرسي مريح، ستكون أكثر انفتاحاً. "
وقالت لي، "عندما تخاطب أطفالك،
إجلس على كرسي مريح مع سطح ليّن.
سوف تجري المحادثة بصفة أفضل. "
في الحقيقة قمنا أنا وزوجتي بتغيير مكان إجراء المحادثات الصعبة
لأني كنت جالساً أعلاه في موقف السلطة.
فغيّر مكان جلوسك. ذلك قدرة على التكيف.
ما في الأمر هو وجود جميع هذه الأفكار الجديدة هناك.
و علينا وصلها بالآباء والأمهات.
إذن اللوح رقم واحد: تكيف طيلة الوقت.
كن مرن، كن متفتح، اسمح لأفضل الأفكار بالفوز.
اللوح رقم اثنين: تمكين و تقوية أطفالكم.
لدينا غريزة كوالدين وهي تنظيم محيط أطفالنا.
ذلك أسهل، وصراحة، نحن عادة على حق.
هناك سبب جعل بعض الأنظمة تعمل كالشلال
اكثر من الأسرة على مر الزمن.
ولكن أكبر درس تعلمناه
هو عكس الشلال إلى أقصى حد ممكن.
تجنيد الأطفال في تربيتهم انفسهم.
بالأمس فقط، قضينا اجتماعنا العائلي،
وقد صوّتنا للعمل فيما يخّص مسألة المبالغة.
لذا قلنا، "حسنًا، اقترحوا لنا مكافأة واعطونا عقوبة. متفقون؟ "
فقالت إحدى البنات ، الحصول على خمس دقائق من المبالغة في رد الفعل طيلة أسبوع.
فأحببنا ذلك نوعا ما.
ولكن حينها بدأت شقيقتها تُشَغِل النظام.
وقالت، "يمكنني الحصول على واحد الى خمس دقائق من المبالغة
أو على 10 الى 30 ثانية؟ "
أحببت ذلك. قضاء ذلك الوقت كما تريد.
الآن قدّموا لنا عقوبة. حسنا.
إذا حصلنا على 15 دقيقة من البالغة فذاك هو الحد.
فإن زدنا دقيقة فوق ذلك، يتعين علينا القبام بتمرين رياضي.
كما ترون الامر ينجح. الأن أنصتوا، هذا النظام لا يعني التراخي.
هناك الكثير من السلطة الأبوية .
ولكن نحن ندربهم ليصبحوا مستقلين،
و الذي بطبيعة الحال هو هدفنا الرئيسي.
فقط، قبل مجيئي إلى هنا هذه الليلة،
بدأت إحدى بناتي بالصراخ.
قالت لها شقيقتها، "مبالغة! مبالغة! "
وبدأت تعّد، وخلال 10 ثوان انتهى الأمر.
بالنسبة لي هذه معجزة مصادق عليها .
(ضحك) (تصفيق)
و بالمناسبة، البحوث تدعم هذا أيضًا.
الأطفال الذين يخططون لأهدافهم الخاصة، يقومون بتعيين الجداول الأسبوعية،
و تقييم أعمالهم الخاصة
واتخاذ المزيد من السيطرة على حياتهم.
ما علينا فعله، هو السماح لأطفالنا بالنجاح بشروطهم الخاصة،
ونعم، في بعض الأحيان، الفشل بشروطهم الخاصة.
كنت أتحدث إلى مصرفي "وارن بافت"،
وكانوا يؤنّبنني لعدم السماح للأطفالي
بإرتكاب أخطاء بمصروفهم اليومي.
وقلت، "لكن ماذا لو رموا بأنفسهم في حفرة؟"
فقال، "إنه من الأفضل بكثير أن يرموا بأنفسهم في حفرة
بـ6 دولارات، على أن يفعلوا ذلك براتب سنوي بقيمة 60,000 دولار
أو ميراث بـ6 مليون دولار ".
فصلب الموضوع، هو تمكين الأطفال و إعطائهم سلطة أكثر.
اللوح رقم ثلاثة: احكوا قصتكم.
القدرة على التكيف شيىء جيّد، ولكن نحن أيضا بحاجة إلى انتقادات.
قال لي "جيم كولينز"، مؤلف " Good To Great"(من جيّد الى عضيم)
أن المنظّمات الإنسانية الناجحة من أي نوع
تشترك في شيئين:
فهي تحافظ على الجوهر، و تحفز التقدم.
إذن برنامج "Agile" رائع لتحفيز التقدم،
ولكن ظللت أسمع مقولة، "تحتاج إلى الحفاظ على جوهر".
فكيف يمكنك أن تفعل ذلك؟
"كولينز" درّبنا على القيام بشيء
تقوم به الأعمال التجارية، و هو تحديد مهمتنا
و تحديد القيم الأساسية الخاصة بنا.
حتى أنه أدّى بنا من خلال العملية لإنشاء بيان مهمة الأسرة.
لقد فعلنا ما يشبه تراجع الشركات العائلية.
أقمنا حفلا صغيرًا.
قمت بتحظير الفشار. في الواقع، أحرقته المرة الأولى، فأعددته مرة أخرى.
اشترت زوجتي سبورة.
و دارت بيننا محادثة رائعة ، حول، ما هو مهم بالنسبة لنا؟
ما القيم التي نتمسك بها أكثر؟
وانتهى بنا المطاف بـ 10 بيانات .
نحن مسافرون، لسنا سيّاح.
نحن لا نحّب المعضلات. نحن نحّب الحلول.
مرة أخرى، تبيّن الأبحاث أن الآباء ينبغي أن ينفقوا وقتاً أقل
في القلق غلى الأخطاء التي قاموا بها
و التركيز أكثر على ما فعلوه من صواب،
تقليل القلق حول الأوقات السيّئة وبناء الأوقات الجيّدة.
بيان مهمة الأسرة هذا، وسيلة رائعة لتحديد
الصواب الذي تفعلونه.
بعد بضعة أسابيع، تلقينا مكالمة من المدرسة.
احدى بناتنا قامت بشجار.
وفجأة كنا قلقين، أيُعقل أنّ لدينا فتاة لئيمة؟
واحترنا في ما يجب القيام به،
لذا دعوناها إلى مكتبي.
وكان بيان مهمة الأسرة على الجدار،
وقالت زوجتي، "لنرى، أي شيء هناك يبدو قيد تطبق؟"
ونظرَت أسفل القائمة، وقالت:
"جمع الشمل بين الناس؟"
فجأة، كانت المحادثة تسير بشكل جيّد.
طريقة رائعة إخرى لتخبر قصتك
هو أن تطلع أطفالك عن المكان الذي جاءوا منه.
أجرى الباحثون في "إموري" للأطفال
اختبار "ماذا تعرف".
هل تعرف أين ولد أجدادك ؟
هل تعرف إلى أي مدرسة ثانوية ذهب والداك؟
هل تعرف أي شخص في عائلتك
كان في وضعٍ صعبٍ، أو مرض، و تغلب عليه؟
الأطفال الذين سجلوا أعلى النّسب في هذا الإمتحان
كان لديهم احترام ذات أعلى من البقية و شعورٌ أفضل بقدرتهم على السيطرة على حياتهم.
اختبار "هل تعرف" كان أكبر متنبئ.
للصحّة النفسية والسعادة.
و كما قال لي مدير الدراسة :
الأطفال الذين لديهم شعور--أنهم ينتمون لشيئ كبير
لديهم أكثر ثقة في النفس.
إذن لوحي النهائي، إروا قصتكم.
إقضوا وقتكم في رواية أكثر لحظات عائلتكم إيجابيةً
وكيف تغلبتم على السلبيات.
إذا أعطيتم الأطفال هذه الروايات السعيدة،
فانتم في الواقع تمنحونهم الأدوات اللازمة لجعل أنفسهم أكثر سعادة.
كنت في سّن المراهقة عندما قرأت لأول مرة "أنّا كارنينا"
و جملتها الافتتاحية الشهيرة،
"جميع الأسر السعيدة تتشابه.
و كل أسرة غير سعيدة، هي كذلك بطريقتها الخاصة. "
عندما قرأت ذلك لأول مرة ، قلت في نفسي، " هذه الجملة تافهة.
فجميع الأسر السعيدة ليست على حد سواء. "
ولكن حين بدأت العمل على هذا المشروع،
بدأت في تغيير رأيي.
المنح الدراسية الأخيرة قد سمحت لنا، للمرة الأولى،
بتحديد أسس البناء
التي تمتلكها الأسر الناجحة.
لقد ذكرت ثلاثة فقط اليوم:
تكيفوا طوال الوقت، مَكّنوا الأطفال، احكوا قصتكم.
هل من الممكن القول، بعد كل هذه السنوات أنّ "تولستوي" كان على حق؟
أعتقد، أن الجواب، هو "نعم".
عندما كان "ليو تولستوي" في الخامسة من العمر،
آتاه شقيقه "نيكولاي"
وقال أنه قد نقش سرّ السعادة العالمي
على عصا خضراء صغيرة، و أخفاها
في واد ضيق في ملكية الأسرة في روسيا.
لو تمّ العثور على العصا، لكانت البشرية جمعاء سعيدة.
أصبح "تولستوي" مهوّسا بتلك العصا، ولكن لم يجدها ابدأ.
في الواقع، طلب أن يُدفن في ذاك الوادي أين اعتقد أنها كانت مخفية.
لا يزال يرقد هناك اليوم، مغطى بطبقة من العشب الأخضر.
ترسم تلك القصة بالنسبة لي
الدرس الأخير الذي تعلمته:
السعادة ليست شيئا نجده،
بل هو أمر نصعنه.
أي شخص نظر بعمق إلى المنظمات الناجحة
قد أتى إلى حد كبير لنفس النتيجة.
العظمة ليست مسألة ظروف.
إنها مسألة اختيار.
لا تحتاجون لخطة كبيرة. لا تحتاجون لشلال.
انتم فقط بحاجة إلى اتخاذ خطوات صغيرة،
جمع انتصارت صغيرة،
فلنواصل البحث عن العصا الخضراء.
وفي النهاية، قد يكون هذا أكبر درس نتعلمه.
ما هو السّر لأسرة سعيدة؟ أن نحاول.
(تصفيق)