Tip:
Highlight text to annotate it
X
عنواني: "أكثر غرابة مما يمكننا أن نتصور: غرابة العلم"
"أكثر غرابة مما يمكننا أن نتصور" أطلقها ج.ب.س. هالدين
عالم الأحياء الشهير، الذي قال، "الآن، أظن بأن
الكون ليس أكثر غرابة مما نتصور،
بل انه أكثر غرابة مما يمكننا أن نتصور.
أظن بأن هناك المزيد من الأشياء في السماء والأرض..
أكثر مما حلم به، أو يمكن أن يحلم به، في أي فلسفة"
قارن ريتشارد فينمان دقة نظريات الكم (في الفيزياء) --
التوقعات التجريبية -- في تحديد عرض أمريكا الشمالية..
بمقدار عرض شعرة واحدة من الدقة.
وهذا يعني بأن نظرية الكم الفيزيائية يجب أن تكون بقدر ما صحيحة.
رغم ذلك فإن الفرضيات التي تحتاج نظرية الكم أن تسوقها..
من أجل تحقيق تلك التوقعات غامضة جدا..
لدرجة أن فينمان نفسه قال متأثرا،
"إذا كنت تظن أنك تفهم نظرية الكم،
فأنت لا تفهم نظرية الكم."
إنها في غاية الغرابة لدرجة إن الفيزيائيون يقعون..
في تفسيرات متناقضة.
ديفيد دويتش والذي سيتحدث هنا عن بنية الحقيقة،
يتبنى تفسير "العوالم المتعددة" في نظرية الكم،
لأن أسوأ ما يمكن أن قوله عن النظرية هو..
إنها تتسم بالهدر الغير معقول.
تفترض عدد ضخم من العوالم الذي يتزايد بسرعة..
ويتواجد بشكل متوازي - ولكنه لا ينكشف أي عالم للآخر إلا من خلال..
الفتحة الضيقة لتجارب ميكانيكا الكم.
وهذا هو ريتشارد فينمان.
عالم الأحياء لويس ولبرت
يعتقد بأن غرابة الفيزياء الحديثة
ليست سوى مثالا متطرفا. العلوم في مقابل التكنولوجيا،
تسبب صدمة الحس السليم.
ويشير الى انه في كل مرة تشرب فيها كوبا من الماء..
فإن إحتمالات أنك ستشرب على الأقل جزئ واحد..
من الماء مر عبر مثانة أوليفر كرومويل. (ضحك)
انها مجرد نظرية الاحتمال الأولية.
عدد الجزيئات لكل كوب مملوء أكبر بكثير..
من عدد الأكواب المملوءة، أو المثانات المملوءة في العالم --
وبالطبع، ليس هناك ما هو مميز بشأن كرومويل..
أو المثانات. لقد تنفستم للتو ذرة نيتروجين..
التي مرت عبر الرئة اليمنى لديناصور الاجوانودون..
من على يسار شجرة سيكاد الطويلة.
"أغرب مما يمكن أن نتصور"
ما الذي يجعلنا قادرين على تصور أي شيء،
وهل يخبرنا ذلك أي شيء عما يمكننا أن نتصوره؟
هل هناك أشياء في الكون ستظل
للأبد فوق قدرتنا على الفهم، ولكنها ليست فوق قدرة فهم
ذوي ذكاء أكثر تفوقا؟ هل هناك أشياء في الكون
تكون من حيث المبدأ، بعيدا عن قدرة فهم أي عقل،
مهما كان متفوقا؟
تاريخ العلم سلسلة طويلة..
من العواصف-الفكرية العنيفة، حيث الأجيال المتعاقبة..
أدركت قدر ومدى غرابة ..
هذا الكون.
نحن الآن معتادين على فكرة أن الأرض تدور --
بدلا من فكرة أن الشمس تتحرك عبر السماء -- انه من الصعب بالنسبة لنا إدارك..
كم كان ذلك ثورة عقلية مرعبة.
أليس يبدو واضحا أن الأرض كبيرة الحجم وبلا حراك،
الشمس صغيرة الحجم ومتحركة. إلا أنه يجدر التذكير..
بملاحظات فيتجينشتاين حول هذا الموضوع.
تحدث مع صديقه متسائلا "أخبرني، لماذا يقول الناس دائما، أنه كان أمرا طبيعيا..
للإنسان أن يفترض ان الشمس تدور حول الأرض..
بدلا من أن الأرض هي التي تدور؟"
أجاب صديقه: "حسنا ، من الواضح أن السبب في ذلك هو أن الأمر يبدو كما لو أن
الشمس تدور حول الأرض."
أجاب فيتجينشتاين: "حسنا ، كيف كان سيبدو
لو أن الأمر بدا كما لو ان الأرض كانت تدور؟" (ضحك)
لقد علمنا العلم ضد أي حدس،
أن الأشياء الصلبة، مثل البلورات والصخور،
في الواقع تتألف جميعها تقريبا من مساحات فارغة.
وللتوضيح تشبه نواة الذرة كالذبابة..
في منتصف استاد رياضي والذرة التالية..
في الاستاد الرياضي المجاور.
لذا فإنه يبدو أن الصخرة الأكثر قوة وصلابة وكثافة..
عبارة عن فراغ في معظم أجزائها تتخللها جسيمات صغيرة..
متباعدة على نطاق واسع حتى إنه لا ينبغي أن تاخذ في الحسبان.
لماذا إذن، تبدو الصخور صلبة المظهر والملمس وصعبة الاختراق؟
كعالم أحياء يؤمن بنظرية التطور يمكن أن أقول: ان أدمغتنا قد تطورت..
لمساعدتنا على الحياة ضمن مقدار الحجم والسرعة..
التي تعمل أجسادنا تبعا لها. لم نتطور أبدا للتنقل..
في عالم الذرات.
لو كان كذلك، فيحتمل ان تدرك أدمغتنا الصخور..
على أنها مليئة بالفراغات. تبدو الصخور صلبة وصعبة الإختراق..
بالنسبة لأيدينا بالضبط لأن الأجسام مثل الصخور والأيدي..
لا يمكنهما اختراق بعضهم البعض. لذا فإنه من المفيد..
لأدمغتنا بناء مفاهيم مثل "الصلابة" و"المناعة،"
لأن مثل هذه الأفكار تساعدنا لنقل أجسامنا خلال..
العالم-المتوسط الحجم الذي يتعين علينا أن نتنقل فيه.
بالإنتقال إلى الطرف الآخر من القياس، لم يكن يتعين على أسلافنا..
التنقل عبر الكون بسرعات تقترب من..
سرعة الضوء. لو كان عليهم فعل ذلك، فإن أدمغتنا ستكون أفضل بكثير..
في فهم آينشتاين. أريد أن اطلق اسم "العالم المتوسط"..
على البيئة الوسط التي طورنا فيها..
القدرة على العيش والفعل-- لا علاقة لها بالأرض المتوسطة.
العالم المتوسط. (ضحك)
نحن سكان متطورين من العالم الوسط، وهذا يحد..
ما نحن قادرون على تخيله. تجد أنه من السهل بديهيا..
فهم أفكار مثل، عندما يتحرك أرنب --
بسرعة متوسطة كالتي تتحرك بها الأرانب وغيرها من الأجسام في العالم الوسط،
وتصطدم بجسم آخر في العالم الوسط، كالصخرة، فإنها تسقط واقعتا على الارض.
اسمحوا لي أن أقدم لكم الجنرال ألبرت ستابلباين الثالث،
قائد الاستخبارات العسكرية في عام 1983.
لقد اخذ يحدق بحائط مكتبه في أرلينجتون، فيرجينيا، وقرر أن يفعلها.
بقدر ما كان الاحتمال مخيفا، كان سيدخل الى المكتب المجاور.
لقد نهض، وتحرك من وراء مكتبه.
وتساءل: مما تتكون الذرة في الغالب؟ من الفراغ.
وبدأ يمشي. مما أتكون أنا في الغالب؟ من ذرات.
اسرع في خطاه، وبدا يهرول الآن.
مما يتكون الحائط في الغالب؟ من ذرات.
كل ما علي فعله هو أن أدمج الفراغات.
ثم ضرب الجنرال ستابلباين أنفه بشدة على حائط..
مكتبه. ستابلباين الذي قاد 16 الف جندي،
كان متحيرا من فشله المتواصل في السير من خلال الحائط.
كان لا يراوده ادنى شك في أن هذه القدرة، يوما ما، سوف تكون أداة شائعة..
في الترسانة العسكرية. من يستطيع العبث مع جيش..
يستطيع فعل ذلك؟ كان هذا من مقال في مجلة بلاي بوي،
التي كنت اقرأها ذات يوم. (ضحك)
لدي الكثير من الأسباب التي تجعلني أعتقد أن ذلك صحيحا، كنت أقرأ مجلة بلاي بوي..
لأنني شخصيا، كان لي مقال منشورا بها. (ضحك)
الحدس الانساني المقيد بظاهر نواميس العالم الوسط..
يجد صعوبة في تصديق جاليليو عندما يخبرنا..
أن الأجسام الثقيلة والخفيفة، في غياب احتكاك الهواء،
سوف تصطدم بالأرض في نفس اللحظة.
وذلك لأنه في العالم الوسط، احتكاك الهواء دائما موجود.
لو كنا تطورنا في الفراغ فإننا كنا سنتوقعها..
أن تصطدم بالأرض في وقت واحد. وإذا كنا بكتيريا،
نقاوم باستمرار من قبل الحركات الحرارية للجزيئات،
عندها سيكون الأمر مختلفا،
ولكننا ككائنات تحيا في العالم الوسط فاننا أكبر من أن نلاحظ الحركات العشوائية.
بنفس الطريقه، حياتنا تهيمن عليها الجاذبية الأرضية..
ولكننا غافلين عن قواها على كل جسم في سطح الكرة الأرضية.
قد تنعكس هذه الأولويات لدى الحشرة الصغيرة.
ستيف جراند--على اليسار،
دوجلاس ادامز على اليمين-- ستيف جراند، في كتابه،
الخلق: الحياة والقدرة على المحافظة عليها ترتبط ارتباطا وثيقا..
بمداركنا للمادة نفسها.
تفكيرنا يقودنا الى الظن بأن الاشياء الصلبة فقط..
هي المادة الحقيقية بينما حركة الامواج الكهرومغناطيسية..
في الفراغ تبدو لنا غير حقيقية.
كان الاعتقاد في عصور الملكة فكتوريا بأن حركة الامواج كانت تتم من خلال وسط مادي..
يسمى "الإثر". ولكن مداركنا تتعامل مع المادة بشكل تلقائي لإننا..
تطورنا في العالم الوسط..
حيث معرفة المادة مفيد.
تمثل الدوامة لعالم الحاسوب ستيف جراند واقع حقيقي..
كالصخرة.
في منبسطات صحاري تنزانيا، في ظل بركان..
أول دونيو لينجى هناك كثبان من الرماد البركاني.
الشيء الجميل يتحرك الكثيب ككل.
وتعرف الظاهرة علميا بالهلالية وهي عبار ة عن..
مشية الكثيب في الصحراء ككل تجاه الغرب..
بسرعة مقدارها 17 مترا في السنة.
ويحافظ الكثيب على شكله الهلالي متجها ناحية قرونه (أطرافه).
ما يحدث هو: تحرك الرياح الرمل..
تجاه المنحدر المنبسط من الجهة التالية بعدها..
وعندما تبلغ حبات الرمل قمة التل..
تتساقط الحبات داخل الهلال..
وبالتالي الكثيب الهلالي الشكل يتحرك ككل.
يشير ستيف جراند الى أنه انت وأنا، نحن،
مثل الموج أكثر من كوننا أشياء دائمة.
يدعونا، يدعو القاريء، لـ "تذكر تجربة ما..
عندما كنت طفلا.. شيئا تتذكره بكل وضوح،
شيئا يمكنك رؤيته، الاحساس به، وحتى أنك تستطيع شمه،
كأنك كنت هناك حقا.
على كل، ألم تكن هنالك في ذلك الوقت حقا؟
وإلا كيف لك أن تتذكر؟
ولكن الطامة الكبرى: لم تكن هنالك.
لم تكن هناك حتى ذرة واحدة من جسمك اليوم هناك..
عندما حدثت تلك الحادثة (التي تتذكرها). المادة تتطاير من مكان الى آخر..
وفي لحظات فقط تتشكل لتكونك.
لذا، فأي شيء أنت، فلست الاشياء..
التي تكونت منها.
اذا لم تسبب لك هذه الحقيقة قشعريرة في ظهر عنقك،
فإقرأه مرة أخرى حتى تسبب لك قشعريرة لإنها أمر مهم."
لذا لا يجب علينا إستخدام كلمة "حقا" بمنتهى الثقة.
لو كان لـ النيوترون دماغ..
تطور من حجم أسلافه النيوترونات،
كان سيقول بأن الصخور تتألف حقا من فضاء غير مأهول (فراغ).
لدينا أدمغة تطورت من أحجام أسلافنا في العالم-الوسط..
لم تكن بمقدورها المشي من خلال الصخور.
"حقا"،بالنسبة للحيوان، ما يحتاجه دماغه أن يكون..
لمساعدته على البقاء حيا..
ولإن مختلف الكائنات تعيش في عوالم مختلفة..
ستكون هناك "حقائق" مختلفة على الرغم من عدم استحساننا لذلك.
ما نراه من العالم الحقيقي قد يكون على غير حقيقة ما نراه..
قد يكون مجرد نموذج لعالم يخضع لنواميس كيفتها أحاسيسنا..
وأعادت بنائها حتى نستطيع التعامل مع العالم الحقيقي.
طبيعة النموذج تعتمد على نوع نوع الحيوان الذي نحن.
حيوان طائر يحتاج الى نموذج مختلف..
من حيوان يمشي، يتسلق، أو حيوان يسبح.
من المؤكد يمتلك دماغ القرد برنامج يستطيع من خلاله تخيل..
عالم من الأغصان والسيقان ثلاثية الابعاد.
برنامج لبناء نموذج من عالم حيوان الخلد..
سيكون مهيئاً للعمل تحت الارض.
دماغ الكائن الذي يخطو على الماء لا يحتاج الى برنامج ثلاثي الابعاد إطلاقا،..
لإنه يعيش على سطح مستنقع..
في العالم-المسطح للكاتب إدوين أبوت.
أتوقع بأن الخفافييش ترى الألوان بأذانها.
النموذج الذي يحتاجه الخفاش للطيران..
من خلال العالم الثلاثي الابعاد لإصطياد الحشرات..
لا بد وان يكون شبيه بنموذج عالم أي طائر يطير.
الطائر الذي يطير في أوقات النهار مثل السنونو يحتاج الى مهارات..
مهارات مشابهة.
حقيقة، أن الخفاش يستخدم الصدى في أوج الظلام..
لتغذية نموذجه من العالم (من البيانات)..
بينما يقوم طائر السنونو باستخدام نور النهار، مجرد صدفة.
اتوقع بأن الخفافيش تستخدم أشكال متصورة للألوان كالاحمر والازرق..
كتسميات، تسميات داخلية، لبعض جوانب الاستخدامات المفيدة في الصدى..
ربما الأشكال الصوتية للاسطح، كالسطح المكسو بالفراء أو الأملس ونحو ذلك..
بنفس طريقة عمل السنونو أو حتى نحن في ..
تصورنا لأشكال (لون).. الحمرة أو الزرقة ..الخ..
لتسمية الأمواج الطويلة والقصيرة للنور.
في الواقع ليس هناك من أمر لازم حتى يكون نور الامواج الطويلة المنعكسة لون أحمر.
والنقطة الاساسية هنا هي: طبيعة النموذج تحكمها..
عوامل متعلقة بالاستخدام وليس بالكيفية الحسية المتعلقة بها.
جي.بي.إس. هالدين نفسه كان له رأي في الحيوانات..
التي تستخدم (تهيمن) الروائح في حياتها.
تستطيع الكلاب التمييز بين نوعين متشابهين من الاحماض المشبعة المخففة:..
حامض الكبريليك وحامض الكبرويك.
الفرق الوحيد بين الزوجين، كما ترى، احدهما يزيد على الآخر ..
بذرة كربون واحدة في السلسلة.
يتوقع هالدين بأن الكلاب ربما تستطيع صف الاحماض..
بأوزانها الجزيئية عن طريق استخدام الروائح..
مثلما يستطيع الانسان صف أوتار البيانو..
عن طريق طول سجعها (طول النوته).
حسنا، هناك حامض مشبع آخر وهو حامض الكبريك..
وهو مثل الحمضين الآخرين..
ولكنه يزيد عليها بذرتي كربون.
كلب لم يسبق له وأن شم حامض الكبريك يستطيع ربما..
وبدون صعوبة تخيل رائحته على غرارنا لن نجد صعوبة..
في تخيل بوق، على سبيل المثال، يصدر سجع (نوته) آخر أعلى درجة...
من السجع الذي سمعناه سابقاً.
ربما حيوانات مثل الكلاب وفرس الانهار والحيوانات الآخرى التي تعتمد على حاسة الشم...
تشم عن طريق الالوان. على غرار الحجة التي سقناها..
في كيفية شم الخفافيش للألوان.
العالم الوسط.. مدى الحجم والسرعة..
التي تأقلمنا لنشعر فيها بكل راحة ..
تشبه الى حد ما المدى الضيق لـ السلسلة الكهرومغناطيسية..
التي نراها كألوان مختلفة.
لا نرى كل الترددات الاخرى التي خارج السلسلة...
إلا إذا استخدمنا أجهزة لمساعدتنا.
العالم الوسط هو المدى الضيق للحقائق..
الذي من خلاله نحكم على الامور الطبيعية مقابل الامور الغريبة (الشاذة)..
لما هو صغير جدا، كبير جدا، و سريع جدا.
نستطيع عمل مقايس مماثلة من المستبعدات:..
لا مستحيل تماما.
المعجزات هي مجرد أحداث غير محتملة.
يستطيع تمثال من الرخام التلويح بيده لنا: الذرات التي تكون..
هيكله البلوري تتذبذب كلها يمنة ويسرة كل مكان.
لانه هناك الكثير منها..
ولإنه لا توجد اتفاقية بينها (بين الذرات)..
عن اتجاه حركتها المفضلة، الرخام..
كما نراه في العالم الوسط يظل (يبقى) ثابتا كالحجر.
ولكن ذرات اليد كلها قد يحدث أنها تتحرك ..
باتجاه واحد في نفس الوقت، مرة ومرة أخرى.
في هذه الحالة، قد تتحرك اليد وسنراها تلوح بإتجاهنا..
في العالم الوسط. إحتمالات خلاف ذلك متناهية..
لدرجة أنك اذا حسبتها بوضع أصفار عشرية منذ بداية..
الخليقة لم تزال لم..
تكتب أصفر كافيه حتى هذا اليوم.
التطور في العالم الوسط لم يؤهلنا للتعامل..
بالاحداث الغير محتملة. لا نعمر مدة كافية.
في ضخامة الفضاء الفلكي والاوقات الجيولوجية..
الذي يبدو مستحيلا في العالم الوسط..
قد يبدو بأنه حتمي.
أحد طرق فهم ذلك عن طريق حساب الكواكب.
لا نعرف عدد الكواكب في الكون..
ولكن يقدر العدد في حدود عشرة أو 20 أو 100 مليار مليار.
وهذا يعطينا دلالة جيدة لتقدير..
عدم احتمالية الحياة.
أستطيع وضع بعض النقاط الرئيسية..
على طول سلسلة اللاإحتمالية والتي ستبدو كـ..
سلسلة الامواج الكهرومغناطيسية التي رأيناها قبيلا.
لو أن الحياة نشأت مرة واحدة فقط في أي..
لو..لو إستطاعت الحياة..، أقصد، لو أن الحياة أستطاعت أن تنشاء مرة في كل كوكب..
قد تكون شائعة جدا، أو تنشأ مرة في كل نجم..
أو مرة في كل مجرة أو مرة واحدة فقط في كل الكون..
وفي هذه الحالة ستكون هنا. وهناك في مكان ما ..
قد يكون هناك إحتمال أن يتحول الضفدع الى أمير..
وأشياء سحرية مماثلة.
لو نشأت الحياة في كوكب واحد فقط في كل الكون..
ذلك الكوكب سيكون كوكبنا، لإنه ها نحن هنا نحدث عن ذلك.
وهذا يعني إذا أردنا ان نستفيد من هذا الامر..
يحق لنا إفتراض أحداث كميائية عن أصل الحياة..
لا تزيد إحتمالاتها عن واحد لكل 100 مليار مليار.
لا أعتقد بأنه يمكننا الاستفادة من ذلك..
لإنني أتوقع بأن الحياة شائعة الى حد ما في الكون.
وعندما أقول شائعة الى حد ما فإنه قد يعني بأن الحياة تظل نادرة..
لدرجة بأن لا يلتقي أحياء جزيرة ما بأحياء جزيرة أخرى..
مما يبعث هذا على الأسف.
كيف نفسر "أكثر غرابة مما نتصور"؟
أكثر غرابة، من حيث المبدأ، مما نتصور..
أو مجرد أكثر غرابة مما يمكن أن نتصور، آخذين في الاعتبار حدود..
مدة تطور أدمغتنا وتعلمها في العالم الوسط؟
هل نستطيع بالتدريب والممارسة أن نحرر أنفسنا..
من العالم الوسط ونحقق نوع من الحدس (الإحساس)..
والفهم الحسابي لما هو في متناهي الصغر..
وما هو في متناهي الكبر؟ بكل إخلاص لست أدري.
أتسائل هل نستطيع مساعدة أنفسنا عن طريق فهم، لنقل،
النظرية الكمية الفيزيائية إذا ربينا الاطفال على العاب الحاسوب..
منذ الصغر لإنها، أي الألعاب، تلهم ..
التصديق بوجود عالم من الكرات تتحرك من خلال شقي شاشة..
عالم لغرائب أحداث ميكانيكا الكمية..
يضخم بأجهزة الحاسوب الملهمة للتصديق،
حتى تصبح (النظرية الكمبة) مفهمومة بمقاييس ومعايير العالم-الوسط.
وبالمثل ألعاب حاسوب التي ..
يمكن من خلالها محاكاة تقلص الاجسام (Lorentz Contraction)، وغيرها..
لتمكننا من التفكير في طرق..
حث الاطفال على التفكير في هذه المسائل العلمية (المعقدة).
أرغب في أنهاء (محاضرتي) بتطبيق فكرة العالم الوسط..
بكيف يفهم (يدرك) كل منا الآخر.
يوئيد معظم علماء اليوم "الرؤية المادية لعمل الدماغ":
نحن على ما نحن عليه لإن بنية شرايين ادمغتنا على ما هي عليه:
تفاعلاتنا الكميائية (الهرمونات) هي على ما هي عليه.
لكنا مختلفين، ومشاربنا (طباعنا) ستكون مختلفة..
لو كانت أجهزتنا العصبية ووظائفنا الكيميائية مختلفة.
ولكنا نحن العلماء متناقضين. لو كنا غير متناقضين..
سيكون رد فعلنا لمن يسوء التصرف مثل قاتل الاطفال..
يجب أن يكون على النحو التالي، مكونات هذه الوحدة تعمل بشكل مختل..
تحتاج الى الاصلاح. ولكن ليس ذلك ما نقول.
ما نقول.. وهذا يشمل أكثر العلماء تشددا في القناعة بالعمل المادي للدماغ..
وربما يكون ذلك الشخص هو أنا..
ما نقول هو "وحش حقير، تستحق ما هو أسوأ من السجن."
ربما أكثر من ذلك، ننشد الثأر، وفي أكثر الأحيان سيؤدي ذلك..
الى إثارة أدوار أخرى من الثأر المقابل..
والذي نراه، طبعا، في جميع أنحاءالعالم.
بإختصار، عندما نفكر كأكاديميين..
نعتبر الناس كألآت بالغة التعقيد..
مثل أجهزة الحاسوب أو السيارات، ولكننا عندما نرد لنكون بشر..
نتصرف مثل الممثل باسل فولتي والذي نتذكر..
بأنه قام بسحق سيارته ليعلمها درسا لإنها رفضت أن تعمل..
في الليلة التي كان سيتذوق فيها الطعام. (ضحك)
السبب في تأنيسنا لاشياء مثل السيارات وأجهزة الحاسوب..
هو مثل ما تعيش القرود في عالم الاشجار..
وحيوانات الخلد تحت الأرض..
(المشيات) الحيوانات التي تعيش على أسطح الماء المتوترة..
نعيش في عالم إجتماعي. نسبح في بحر من البشر..
نسخة إجتماعية معدلة من العالم الوسط.
تطورنا لنتمكن من جزم تصرفات الآخرين..
فأصبحنا علماء نفس ذوي حدس بارع.
معاملة الناس كألآت..
قد يكون فلسفيا وعلميا أمر دقيق..
ولكنه مضيعة للوقت والجهد..
أذا أردت الجزم بما هو الشيء التالي الذي سيقوم به هذا الانسان.
الطريقة الاقتصادية المفيدة لوضع نموذج لإنسان ما ..
هي معاملته كعميل بهدف ومغزى..
ذا ملذات، الآم ، رغبات، ونوايا..
ندم، ولوم.
تأنيس ولوم الهدف المقصود..
طريقة تتسم بمنتهى البراعة لنمذجة البشر..
لذا ليس من الغريب أنه نفس نموذج البرنامج..
يتحكم غالبا عندما نحاول التفكير في كيانات..
لا يناسبه نفس نموذج البرنامج مثل الممثل فولتي تاور وسيارته..
أو مثل ملايين البشر الموهومين عن الكون إجمالا. (ضحك)
إذا كان الكون أغرب مما يمكننا أن نتصور،
فهل السبب في ذلك فقط هو أنه الانتخاب الطبيعي إفترض..
فقط ما كنا نحتاج لافتراضه من أجل بقائنا أحياء..
في العصر البلاستوسيني في أفريقيا؟
أم أن أدمغتنا متنوعة للغاية وقابلة للتمدد بحيث يمكننا..
تدريب أنفسنا للهروب من صندوق تطورنا؟
أم، أخيرا، أن هناك بعض الأشياء في الكون من الغرابة.
بحيث لا توجد فسلفة لإي كائن، مهما كان شبيه بالآلهة، يمكن أن تحلم بها؟
شكرا جزيلا لكم