Tip:
Highlight text to annotate it
X
ساتحدث اليوم عن العلاقة
بين العلم و القيم الإنسانية.
إن من المتعارف عليه أن
الأسئلة الأخلاقية
الأسئلة عن الخير والشر .. الصواب والخطأ
هي أسئلة لا يملك العلم فيما يخصها أي شأن
ومعروف أن العلم يمكن أن يساعدنا
في فهم الأشياء التي يجب ان نقدرها
ولكنه لن يستطيع يوما أن يخبرنا بالشيء الذي يتوجب علينا تقديره
وبصورة دائمة .. وأعتقد ان معظم الناس
هنا أيضاً على الارجح .. يعتقدون ان العلم لن يجاوب يوما
على الاسئلة الاكثر اهمية في حياة الانسان
الاسئلة مثل " مالذي يستحق العيش لأجله ؟ "
"مالذي يستحق الموت لأجله ؟ "
" مالذي يحدده الحياة المناسبة "
لذا سوف احاجج في هذا الامر على
إعتباره وهم ! .. أي ان التفريق بين
العلم وقيم الانسان ... ما هو الا وهم
وهو وهم خطير في الحقيقة
في هذه المرحلة من تاريخ الانسان
ويقال عادة .. ان العلم
لا يستطيع ان يعطينا الاساس السليم للاخلاق وللقيم الانسانية
لان العلم يتعامل مع الحقائق
وعلى ما يبدو الحقائق والقيم ينتمي كل مفهوم منها الى كوكب خاص به .
ومن المعتقد ايضاً .. انه لا يوجد وصف
لاي طريقة في العالم ..
تخبرنا عن كيفية وجوب كون هذا العالم الذي نعيش به
ولكني أعتقد ان هذا غير صحيح البتة
لأن القيم ما هي الا مجرد نوع من الحقائق
فهي حقائق عن وجود الكائنات الواعية
فلماذا لا نملك أي إلتزامات أخلاقية تجاه الاحجار ؟
لماذا لا نشعر بالتعاطف مع الاحجار ؟
لاننا نظن ان الاحجار لن تعاني .. واذا كنا
مهتمين أكثر بالقرود مما نحن
نهتم بالحشرات فهذا بالتأكيد
سببه أننا نظن انهم - القرود - معرضون لمجال اكبر من
السعادة والمعاناة المحتملة
والان الشيء المهم التي يجب التنوه له هنا
ان ما سبق ليس سوى حقيقة واقعية
وهي شيء يمكن ان نكون مصيبين في شأنه أو مخطئين .. واذا كنا
قد اساءنا فهم العلاقة بين البيولوجية المعقدة
وبين الامكانيات المتاحة للتجارب
فإننا على الارجح مخطئين عن فهمنا الخاص عن حياة الحشرات العاطفية ..
ولا يوجد اي مفهوم
او اي اصدار عن اخلاقيات الانسان
وقيمه قد قرأت او اطلعت عليه
لا يحمل في طياته
الاهتمام بالتجارب الواعية
والتغيرات الممكنة تبعا لها
حتى لو كانت قيمك تلك مأخوذة من قبل الاديان
حتى لو كنت تؤمن بالخير والشر المطلق
او بالحياة ما بعد الموت
سواء بالجنة مع الله
او بالخلود والمعاناة في الجحيم
فسوف تبقى مهتم بالوعي وبالامور التي يغيرها
والقول ان هذه التغيرات سوف تستمر الى ما بعد الموت
فهذا بحد ذاته ادعاء
يمكن ان يكون صحيحا و يمكن ان يكون خاطئاً
والان وبالحديث عن ظروف المعيشة
في هذه الحياة .. حياة البشر
نحن نعلم ان هنالك حقائق مستمرة
حيث نعلم انه يمكن العيش في دولة فاشلة
حيث كل شيء يسير بالصورة الخاطئة مرارا وتكرارا
حيث لا يمكن للنساء إطعام اطفالهن
ولا يمكن للعامة ايجاد قاعدة تواصل مسالمة للتعاون فيما بينهم
وحيث يُقتل الناس بصورة عشوائية ودائمة
ونحن نعلم انه يمكننا الاستمرار في العيش بهذه الاستمرارية
لاننا نأمل بأننا سنصل لاحقاً لشيء أكثر مثالية
لمكان حيث يمكن لمؤتمر مثل هذا أن يُعقد
وكما نعلم - ونحن نعلم
ان هنالك اجوبة صحيحة واجوبة خاطئة
لكيفية التحرك في هذا العالم
فهل اضافة جرثومة الكوليرا الى الماء امرٌ مناسب ؟
ربما لا ..
وهل من المناسب ان يؤمن الناس بالعين الحسود ..
والتي تجعلهم حين إصابتهم بالمساوىء والمصائب
يلومون جيرانهم على الفور ؟ .. حتما لا
فهنالك حقائق معلومة
عن كيفية ازدهار المجتمعات البشرية
سواء فهمنا تلك الحقائق او لم نفهمها
الأخلاق والقيم مرتبطة بتلك الحقائق
لذا عندما نتحدث عن القيم .. فنحن نتحدث عن الوقائع
إن عالمنا هذا يمكن ان يُفهم بمستويات عدة
سواء كان ذلك على مستوى " الجينات "
او على مستوى الانظمة الاقتصادية
او الترتيبات السياسية
ولكن ان كنا نريد التحدث عن معيشة الانسان
فانه يتوجب علينا التحدث حتما عن دماغ الانسان
لاننا نعرف تماما ان تجاربنا في هذا العالم ومعرفتنا عن انفسنا تقبع في داخله
وهي مفهومة داخل الدماغ
مهما كان سيحدث بعد الموت
فحتى الانتحاري الذي يفجر نفسه طمعا في 72 جارية في حياته التالية
فهو في هذه الحياة .. وشخصيته
او للأسف ما يدعى شبه شخصيته
ما هي الا نتاج لدماغه
وثقافته التي شاركت في تشكيلها
واذا استطاعت الثقافة تغيرنا .. وهي تستطيع ذلك
فهي تغيرنا لانها تغير أدمغتنا
فهي على ذلك وبإختلافها بصورة شاسعة
هي التي تحدد الشاكلة التي يزدهر بها مجتمعنا البشري
على الاقل من حيث المبدأ .. ويمكن فهم ذلك
ضمن نطاق النضج في فهم الدماغ
وعلم الاعصاب .. وعلم النفس .. إلخ
لذا الذي أحاجج به .. هو ان
القيم هي نتاج الحقائق
الحقائق التي نتجت عن التجارب واعية
التي نتجت عن وجودنا البشري الواعي
يمكننا من هذا المنطلق تصور عالم جديد
تبعا للتغيرات المحتملة والتي نتجت عن التجارب المختلفة لذلك الوجود الواعي
وانا افكر في كل هذا كما لو انه " منظر طبيعي أخلاقي "
مليئ بالجبال والوديان والتي تتجاوب
مع اختلاف وجودنا كمخلوقات واعية
سواء كانت تلك الاخلاق شخصية او جماعية
والشيء الذي يجب التنويه له ربما ..
ان هنالك حالات لتواجد الانسان
لا يمكننا الوصول إليها عادة .. والقليل من الناس يصل إليها
وهي تنتظرنا لكي نكتشفها
وربما هذه الحالات الوصف الملائم لها
انها " روحانية " او " صوفية "
وربما هذه هي الحالات التي لا يمكننا ان نصل إليها
لان عقولنا قد تشكلت - تنظمت
ولكن بعض العقول الأُخرى يمكنها الوصول اليها
والآن علي ان أكون واضحا عن الذي لا أرمي إليه في حديث هذا .. فأنا لا أتحدث
على ان العلم هو الشيء الذي سوف يشكل وجودنا في هذه الحياة
او ان العلم سوف يجيب على كل الاسئلة
المتصورة عن الأخلاق
فأنا لا أظن انه على سبيل المثال انه يمكننا ان
ندفع الكمبيوترات فائقة الذكاء بأن تخبرنا هل يتوجب علينا انجاب طفل آخر أو لا
او هل علينا أن نقصف منشأت إيران النووية أو لا
أو هل يتوجب علينا إعتبار تكلفة مؤتمر " تيد " الكلية .. هي تكلفة تجارية لمشاريع دفينة
(ضحك)
ولكن إن كانت تلك الاسئلة تتعلق بالوجود البشري
فهي ستستطيع الاجابة .. سواء كنا نستطيع نحن او لا
وبالاعتراف بهذا فحسب
بالاعتراف ان هنالك اجوبة صحيحة او خاطئة
لكيفية ازدهار الوجود البشري
سوف تغير الطريقة التي نتحدث بها عن الاخلاق
وسوف تغير توقعاتنا
عن التعاون البشري في المستقبل
على سبيل المثال .. هنالك 21 ولاية في الولايات المتحدة الامريكية
حيث الضرب مسموح في المدارس
حيث هناك مسموح للمدرس ان يضرب الطلاب بعصى خشبية بصورة قاسية
لدرجة ان تظهر الكدمات والجروح على أجسامهم
وهنالك مئات الآلاف من الطلاب
يتعرضون لهذا كل عام
وهذه الولايات التي يسمح القانون بتلك التشريعات .. أعتقد انها لن تفاجئكم
فنحن لا نتحدث عن ولاية " كونكتيكت "
والدافع لهذا التشريع هو " ديني بحت "
فخالق الكون بنفسه
أخبرنا أن لا نتوانا عن ضرب الطفل
لكي لا يفسد أو ينحرف
أعتقد أن هذا التشريع موجود في الأمثال .. 13 و 20 و أيضا 23
ولكن هنالك سؤال واضح يمكن طرحه هنا
هل هي فكرة جيدة .. وانا اتحدث بصورة عامة
بأن نعرض الاطفال للآلام
والعنف والإهانة العلنية
بهدف ان نحمسهم على التطور العاطفي الصحي
او التصرف الحسن ؟
(ضحك)
هل هنالك اي شك
ان لهذا السؤال جواب واضح وصريح
وهل هذا يهم فعلا ؟
الان .. العديد من الاشياء التي تشغل بالنا
هو ان المفهوم الحقيقي لوجود الانسان غير محدد
وهو على طول الدوام مطروح لاعادة التفسير
وهكذا .. هل يمكن ان نوجد يوما ما
مفهوم صريح لوجود الانسان ؟
حسناً .. بالنظر إلى جسم الانسان على سبيل المثال .. فمفهوم الانسان الصحيح
مفهوم الصحة الجسدية غير محددٌ أيضاً
وكما سمعنا من " مايكل سبيكتر " انه تغير على مدى السنوات
فعندما تم صنع هذا التمثال
كان متوسط عمر الانسان على الاغلب 30 عام
والان هو حول ال 80 عام في الدول النامية
ويمكن ان نصل الى وقت بحيث نكون قد عدلنا فيه جيناتنا
لكي يصبح الانسان الذي لا يستطيع ان يشارك في سباق المارثون
في عمر ال200 هو انسان معتلٌ وعليل
وسوف يرسل الناس إليه التبرعات نظراً لحالته السيئة
(ضحك)
لاحظ .. انه كون مفهوم الصحة
مفتوح على صراعيه لكي تتم اعادة صياغته
فان هذا لم يجعل منه مفهوما " فارغاً "
فالفرق بين الانسان الصحيح
والانسان الميت
مرتبط منطقيا بصورة واضحة بالانجازات العلمية التي نحقق
ويمكننا التنوه الى شيء آخر .. انه يمكن وجود تفوق في " المشهد الطبيعي الاخلاقي "
وان هنالك طرق مكافئة للوصول للإزدهار
وهنالك طرق مشابهة لتنظيم المجتمع البشري
وتلك الطرق ستدفع للحد الاقصى الذي يضمن الازدهار البشري
حسناً .. لماذا هذا لا
يقوض الهدف الأخلاقي ؟
حسناً . .بالنظر الى الطعام
ولست أطمح ان أحاجج في
ان يكون هنالك طعام مناسب واحد لكي يؤكل
فهنالك طيف واسع من المواد
التي تحوي الطعام الصحي
ولكن هنالك فرق واضح ايضاً
بين الطعام وبين السموم
صحيح ان هنالك عدة اجوبة صحيحة
للسؤال " ماذا نأكل ؟"
ولكن هذا لا يمنع
من ان هنالك حقائق وواقع معروفة ويجب ان تعرف عن الغذاء البشري !
والعديد من الناس يقلق
من ان وجود سياسة اخلاقية عالمية
لان وجود مفاهيم اخلاقية .. يعني عدم وجود اي استثناءات
فعلى سبيل المثال .. اذا كان الكذب خطيئة
فيتوجب عليه ان يكون كذلك دائما
واذا وجدت استثناء لتلك القاعدة
فذلك يعني انه لا يوجد شيء يدعى بالحقيقة الاخلاقية
غريب أن نظن هذا , لماذا ؟
لانه ومن حيث المبدأ وبالنظر إلى لعبة الشطرنج
فانك عندما تلعب الشطرنج هنالك مبدأ
يقول أنه يتوجب عليك ان لا تخسر " الوزير "
وهو مبدأ جيد جدا لكي تتبعه في اللعب
ولكن هذا المبدأ يتقبل الاستثناءات حتما
فهنالك مواقف يكون فيها التضحية في الوزير هو الحركة الامثل للقيام بها
وهنالك مواقف يكون فيها التضحية في الوزير هو الخيار الوحيد المتبقي للاعب
ورغم هذا فان الشطرنج تعد من لعبة لها اهداف ثابتة ومثالية
ووجود بعض الاستثناءات لا
يغير من تلك الحقيقة على الاطلاق
والآن هذا يقودنا الى هذا النوع من التوجهات
هؤلاء الاشخاص يشكلون مجالاً أخلاقياً معيناً
وبالنظر الى مشكلة جسد المرأة وتسلعيه
فمالذي يمكن القيام به .. ؟
حسناً يمكننا أن نقوم بأحد الحلول
والذي هو تغطية هذا الجسد ..
الآن في هذا الموقع .. وانا اتحدث بصورة عامة .. في المجتمع " الإزدواجي " في آرائه
ربما لا يبدو الحل كهذا ..
وربما نظن أن هذا هو تصرف " خاطىء "
في ولاية بوسطن أو ولاية بالو ألتو
ولكن من نحن لكي نقول ..
أن هؤلاء " الرجعين الفخورين " من الحضارات القديمة وحتى اليوم
هم مخطئون في إجبار ازواجهم وبناتهم
على أرتداء هذه الأغطية ؟
ومن نحن لكي نقول "حتى " انهم مخطئون
عندما يضربون أزواجهم بالعصي أو بالحبال الفولاذية
أو عندما يرمون الاسيد على وجوه زوجاتهم
اذا رفضن - زوجاتهم - ان يلتحفن بهذه الملابس
حسناً .. ولكن أيضاً من نحن لكي لا نقول أن هذا خاطىء
ومن نحن لكي ندعي
اننا نعرف قليلا عن الوجود الانساني بحيث لا نعارض هذا
ولا نأخذ موقع الحكم عن تصرف كذاك ؟
انا لا اتحدث هنا عن النسوة اللاتي إخترن بملء إرادتهن ارتداء الحجاب
فللنسوة الحق في ارتداء ما يشئن بحسب علمي في أي مكان في العالم
ولكن ماذا يعني مفهوم " الاختيار "
في مجتمع عندما تغتصب
الفتاة فيه
فان ردة فعل والدها الاولى
هي غالبا قتلها درعاً .. للعار الذي ناله جراء إغتصابها !
أدر هذه الفكرة في رأسك قليلا
لقد تم إغتصاب ابنتك
والذي تريد القيام به هو قتلها
ما هي احتمال ان يمثل هذا التصرف
تقدم وازدهار للمجتمع البشري ؟
الان انا لا ادعي اننا في مجتمعنا نملك الصورة
المثالية عن المرأة
فعلى سبيل المثال
هذا ما سوف تراه في منصات بيع الجرائد والمجلات في اي مكان
في العالم المتحضر
صحيح أن هذا لكثير من الرجال
يحتاج درجة في علم الفلسفة لكي يقولون ان هذا الاسلوب من استهلاك النساء خاطىء
(ضحك)
ولكن وبتفكير معتدل
يمكننا ان نسأل
هل هذا هو التعبير المثالي
للتوازن النفسي "للمرأة"
والذي يحترم شبابها و جمالها وانوثتها وجسدها ؟
انا اعني هل هذه هي البيئة المناسبة التي
نريد ان نربي بها أولادنا
حتما لا .. حسنا .. انا متأكد انه يوجد حلٌ ما
في الوسط
بين هذين الحلين المتطرفين
والذي يمثل توازن مناسب لتلك القضية
(تصفيق)
وربما هنالك عدة حلول ..
مرة أخرى .. وبالنظر الى الاختلافات في الثقافة الانسانية
ربما هنالك عدة انحرافات في المنظور الاخلاقي العام
ولكن هنالك شيء يجب التنبه له
ان هنالك كثير من الطرق الغير منحرفة والتي يمكن اعتمادها بصورة عامة
والمثير للضحك بالنسبة لي من منظوري
ان الاشخاص الذين يوافقونني الرأي
والذين يظنون انه يجب ان يكون هنالك مفاهيم صحيحة وخاطئة عامة للقضايا الاخلاقية
هم الرموز الدينية من مختلف الطوائف
صحيح انهم يظنون ان الاجوبة الصحيحة للقضايا الاخلاقية هي أجوبتهم ..
لانهم يأتون بهذه الاجوبة جراء استماعهم " لصوت السماء "
وليس لانهم خرجوا بها - الاجوبة - بعد تحليل منطقي وذكي لتلك القضايا
بأخذ عين الاعتبار للوجود الانساني والحيواني
في الحقيقة وعلى اعتبار الاديان
كعدسات يُنظر من خلالها للقضايا الاخلاقية لمعظم الناس
فقد قامت تلك الاديان بدفع الحديث عن القضايا الاخلاقية
بعيداً جدا عن الاسئلة الحقيقية والتي تخص عذاب الانسان والحيوان
ونتيجة لهذا نحن نقضي معظم اوقاتنا
نتحدث على امور تخص زواج الشواذ
بدلا من التحدث عن الابادات الجماعية او نزع السلاح النووي
او الفقر او اي قضية هامة أُخرى
ولكنهم - الرموز الدينية - محقين فيما يخص ما نحتاج اليه
وهو مفهوم عالمي عن القيم الانسانية
ولكن مالذي يمنع حدوث هذا
حسنا . شيء واحد يمكن ملاحظته وهو
اننا نقوم بتصرفات مختلفة عندما يأتي الامر للحديث عن القضايا الاخلاقية
وخاصة , العلمانية , العلمية .الاكاديمية
فهندما نتحدث عن القضايا الاخلاقية ... فنحن نقدس اختلاف الاراء
تقديسا يتجاوز جميع الامور الاخرى
فمثلا .. الدلالي لاما يستيقظ كل صباح
ويفكر في التراحم
ويفكر كيف يمكن ان يساعد ابناء البشر بصورة شاملة
للسعادة البشرية
وعلى الطرف الآخر شخص أخر مثل تيد بندي
والذي كان مدمنا على اغتصاب
وتعذيب النسوة وقتلهن
فنحن هنا نقدس اختلاف الاراء كل منهما
عن كيفية الاستفادة من وقته
(ضحك)
فمعظم الازدواجين الغربيين
ينظرون لهذا الموقف
ويقولون " حسنا .. لايمكننا الجزم ان الدلاي لاما
هو الصحيح - الصحيح فعلا والذي يجب تعميم تصرفه -
او ان تيد بندي هو الخاطىء تماما
في مناقشة فعلية عن ذلك الامر "
حتى هنالك احتمال ان يتم الاستشهاد بالعلم
فيقال " هذا يجب الفانيلا .. وهذا يحب الشوكولاته "
ولا يوجد شيء يمكن ان يقوله اي طرف للآخر
والذي يمكن أن يؤدي الى اقناع احد الاطراف بوجهة نظر الطرف الآخر
ولكن عندما نصل للعلم فنحن لا نفعل ذلك التقديس - في اختلاف الآراء -
فعلى يسار الصورة لدينا " ادوراد ويتين "
وهو عالم في نظرية الاوتار الفيزيائية
واذا سألت عن اذكى عالم في المحيط العلمي
أذكى عالم فيزيائي
بحسب علمي فإن نصف الاشخاص ستجيب انه " ادوراد ويتين "
والنصف الآخر سوف يجيب " انه هذا السؤال لم يعجبه "
(ضحك)
حسنا .. ماذا لو ظهرت انا في مؤتمر فيزيائي
وقلت ان " نظرية الاوتار هزيلة
وهي لا تعني شيئاً لي ولا تعبر عني ولا اريد ان تكون نظرية الاوتار
هي التي تعبر عن الجزئيات متناهية الصغر في الكون
فأنا لم اعجب بها "
(ضحك)
حسنا لن يحدث شيء لانني لست عالم فيزياء
وانا لا افهم نظرية الاوتار
فأنا مثل " تيد بندي " في نظرية الاوتار
(ضحك)
ولن يوجد اي محفل يهتم بنظرية الاوتار سوف يرضى ان يقبل عضويتي فيه
وهذه هي الفكرة التي اريد ان اصل اليها
انه عندما نتحدث عن الحقائق
فهنالك آراء خاطئة تفند على الفور
لاننا نملك في هذا المجال ما يدعى ب " الخبرة "
وهنالك كم من " المعرفة " يؤخذ بعين الاعتبار
فكيف نقنع انفسنا
انه في مجال الاخلاق لا يوجد ما يدعى بالخبرة او المعرفة
او شخص يمكن وصفه " له موهبة اخلاقية " او " عبقري اخلاقي "
فكيف يمكننا ان نقنع انفسنا انه
يتوجب علينا تقبل جميع الاراء في الامور الاخلاقية
وكيف يمكننا ان نقنع انفسنا انه
ان لكل ثقافة وجهة نظر
يجب اخذها بعين الاعتبار
فهل لحركة طالبان وجهة نظر
في امور الفيزياء
يمكن أخذها بعين الاعتبار ؟ حتما لا
(ضحك)
فكيف يمكن لجهلهم ان يكون اكثر شدةً
في أمر مثل الوجود البشري
(ضحك)
لذا اظن ان هذا ما يحتاجه العالم اليوم
اشخاص كما نحن هنا بأن يعترفوا
ان هنالك مفاهيم صحيحة وخاطئة
عندما يتعلق الامر في الازدهار البشري
والقضايا الاخلاقية المتعلقة
بالحقائق الواضحة
ويمكن القول
انه من الممكن ان يهتم الاشخاص - او ثقافات كاملة
بأمور خاطئة
واي بعبارة اخرى انه من الممكن
ان تكون معتقداتهم وافكارهم تقود
الى تدهور الوجود الانساني ومعاناته
وفقط باعترافنا بوجود هذه الاحتمالية - لخطأ المعتقدات - تكفي بأن تغير أخلاقياتنا
فنحن اليوم نعيش في عالم
تتلاشي فيه الحدود فينا بين الثقافات والدول يوما بعد يوم
ويوما ما لن يعود لتلك الحدود من وجود
ونحن نعيش في عالم فيه تقنيات مدمرة
وهذه التقنايات لايمكن الاستغناء عنها
ومن السهل جدا استخدامها
في التخريب بدلا من التصليح
لذا فمن الأولى كما هو واضح
اننا يجب ان لا نتهاون في بعض الامور
ولا نميل للتسامح او الاعتدال
في الاختلافات الشديدة بين الدول فيما يخص الوجود البشري والقضايا الاخلاقية
كما لا يمكن التهاون او التسامح في الاختلافات
الكبيرة بين مفاهيم تفشي الامراض بين الدول
او قواعد السلامة للمطارات او المباني
بكل بساطة يجب ان ندفع في اتجاه
الحصول على اجوبة للاسئلة الاكثر اهمية للوجود البشري
ولكي نقوم بهذا علينا اولا الاعتراف بان لتلك الاسئلة أجوبة صحيحة وخاطئة
شكراً جزيلا لكم .
(تصفيق)
كريس أندرسون : ما طرحته يخص قضايا هامة
وسواء الناس هنا .. او في اي مكان في العالم
قد استمعوا لهذا الحوار فهم
ربما الان يصرخون فرحا به .. بعضهم على الاقل
ولكن لهجة الحوار مهمة هنا جدا
وخاصة عندما تتحدث عن الحجاب مثلا
او عن النساء اللاتي يرتدين الخمار الكامل
لقد عشت انا في العالم الاسلامي وقد تحدث لكثير من النسوة المسلمات
وبعضهن قد يجبن عليك ويقولون
لا .. فحجابنا هذا هو احتفال
لتميز المرأة
ولم يأتي عن عبث انما جاء نتيجة
وهذه - وجهة نظر فلسفية محددة -
نتيجة ان شهوة الرجل لا يمكن الوثوق بها "
فهل يمكنك ان تجيب على هكذا نوعية من الردود
مع هذه النسوة دون ان تبدو كأنك " مستعمر ثقافي " تريد ان تفرض رأيك
سام هاريس : حسنا لقد حاولت ان اوضح هذه الفكرة في جملة واحدة
لضيق الوقت
ولكن أشرت الى استفسار
عن ما هي ارادة النسوة هناك وحريتهم ففي مجتمع
يكون للرجال مفاهيم خاصة وتوقعات
وتصرفات معروفة يمكن التصرف بها في حال
قررت المرأة عدم ارتداء الحجاب هل يمكن ادعاء وجود حرية فيه - المجتمع - ؟
وهكذا .. فمثلا في هذه الغرفة
اي شخص يمكنه ان يرتدي حجاب ..
او ان يوشم وشما .. او ان يرتدي قبعة مضحكة
واعتقد انك تملك الحرية الكاملة في ارتداء ما تريد
ولكن يجب ان نكون واقعين
فتلك النسوة نمت ضمن سلسلة من القيود
واعتقد انه لا يتوجب علينا ان نتحمس
لكي ندافع عنهن او نتحدث بالنيابة عنهن
خاصة عن النسوة التي تقطن في بيئة درجة الحرارة فيها 120 فهرنهايت
وهن يرتدين البرقع الكامل
كريس أندرسون : الكثير من الاشخاص يريدون
ان يصدقوا ان هنالك تطور عام في مفهوم الاخلاق
ولكن هل يمكنك توفيق ذلك؟
اعني لقد فهمت انك تقول انه يمكن التوفيق
بين عدم جعل العالم ذا منظور واحد للامور
- بحيث نفكر جميعا بصورة واحدة - مع التقدم الاخلاقي
هل يمكنك ان تصف لي الوضع
بعد 50 عام من اليوم بحسب ذلك التقدم الذي تطمح اليه
او بعد 100 عام , كيف تظن ان الامور سوف تكون
في العالم بعد اعتماد منظورك في التقدم الاخلاقي
مع النمو والغنى البشري
سام هاريس : حسنا .. عندما تُقر
اننا نسير على طريق استيعاب عقولنا
وادمغتنا في جميع المجالات الهامة
يمكنك حينها ان تُقر
اننا سوف نفهم يوما كل الخواص الايجابية
والسلبية
لأنفسنا في صورة مفصلة اكثر
فسوف نفهم يوم الايجابيات في المشاعر الاجتماعية
كالتعاطف والتراحم
وسوف نفهم العوامل التي
تحفزها سواء كانت جينية
او نتيجة ثقافة او تعليم او تحدث
او نتيجة نظام اقتصادي
ونحن اليوم نركز على هذا
سوف نطال كل الحقائق
الموجودة في عالمنا
لذا فان كل شيء سوف يكون مكشوفا لنا
فلن يكون الخيار بان
احجب ابنتي منذ ولادتها
خيارا جيدا كتعليمها
او جعلها واثقة من نفسها او متقدمة في المعرفة
ضمن مجتمع " يرغب " الرجل فيه بالمراة
اعني اننا لا نحتاج الى درجة علمية عالية لكي
نُقر ان الحجاب الالزامي هو فكرة سيئة
وفي يوما ما
سوف نستطيع ان نمسح " ادمغة " الجميع - المعنين في تلك القصة -
ومن ثم ندرسهم
ونستنتج ان كان الاباء سوف يحبون بناتهم
بصورة اكثر في هذه المعتقدات
واعتقد انه يوما ما سنصل لاجوبة صريحة وصحيحة لتلك القضايا
كريس أندرسون : وان ظهرت النتائج ان الاباء فعلا يفضلون ويحبون بناتهم على تلك الشاكلة
هل سوف تغير حكمك الحالي في هذا الخصوص
او في قضايا من ذاك النوع
سام هاريس : حسنا .. نعم .. هنالك حقيقة واضحة
انه يمكنك ان تحب شخصا
ضمن نظام ديني صارم
لكي تقول .. لان إبني شاذٌ جنسيا
وانا اعلم انه ذاهب للجحيم ان مارس الشذوذ
فقد قطعت راسه .. لان هذا التصرف الاكثر حبا يمكن القيام به معه
واذا جمعت كل هذه الاجزاء معا
سوف ترى انه يمكن فعلا الشعور بالحب في تلك الحالات
ولكن مرة اخرى .. نحن نتحدث
عن الوجود الانساني بنطاقه الشاسع
بحيث يشملنا جميعاً
وليس من منظور شخص يشعر بالنشوة
ومن ثم يفجر نفسه في حافلة ركاب
كريس أندرسون : لكم اود ان اكمل هذا الحوار معك
لعدة ساعات مقبلة
ولكن الوقت يداهمنا .. ربما في وقت لاحق .. شكرا لقدومك لمؤتمر تيد
سام هاريس : لقد شرفني هذا .. شكرا لك
(تصفيق)