Tip:
Highlight text to annotate it
X
عام 2011 في اليمن، جعلنا شيئاً ما يتحقق
لاحظوا أنني قلت جعلناه يتحقق ولم أقل أن شيئاً تحقق
كسرنا حاجز الخوف
اتخذنا قراراً لا رجعة فيه، بالأحرى
السيد خوف كان يسكن داخلنا..في أماكن عملنا وبيوتنا وشوارعنا
وذات صباح جميل قررنا أنه قد بلغ السيل الزبى
فأخذنا السيد خوف وربطناه
ووضعناه في طرد وأرسلناه ليعيش مع السيد رئيس الجمهورية
ومنذ ذلك الحين، في كل شيء يفعله الرئيس أو حكومته وكل ما يقوله
وكل قرار يتخذه، يذكّره السيد خوف بما سنقوله وكيف ستكون ردة فعلنا
وما إذا كنا سنوافق أم لا
لم نعد أمة من البشر يستعبدها السيد خوف
فاليوم حان دور رئيس الجمهورية وحكومته ليذكرهم السيد خوف كل يوم بمن هم موظفين عنده ومن هو الرئيس الحقيقي في اليمن
إن كان ثمة شيء واحد حققناه ولا سواه فسيكون أننا أخذنا قراراً ولم نحد عنه وكفى
هناك نوعان من البشر: من يرون العقبات في كل شيء يعتزمون البدء به
ومن يرون سبيل الالتفاف على هذه العقبات
من يسألون: هل حقاً أستطيع فعل هذا؟ كيف أستطيع القيام بهذا؟
وأولئك الذين يقولون: نعم أستطيع فعل هذا
من ينتظرون حدوث الشيء
ومن يجعلونه يحدث
اليوم رأيتم هنا..من تحدثوا قبلي
كما في 2011، رأيتم أننا تغيّرنا..أننا لم نعد أمة تنتظر حدوث الشيء
لقد أصبحنا أمّة تجعله يحدث
وهذا هو طريقنا للأمام
لا شيء يكبح الإنسان كما يفعل الخوف
عدا الموت بالطبع، وبشكل ما فإن الخوف والموت هما ذات الشيء
ولهذا ربما توجد مقولة: كنت خائفاً لحد الموت
هناك أنواع مختلفة من الخوف: خوف الطفل ذلك الخوف الذي يحول بين الطفل والذهاب إلى الحمام ليلاً
وهناك خوف الجبان، ولن أحاول شرح هذا فهو معقد بما فيه الكفاية بالنسبة لي
ثم هناك خوف الحكيم
الذي يفهم خطر فعل شيء لا يفهمه أو يجهله
لتواجه الخوف، عليك أن تتحلى بالشجاعة
ودعوني أعطيكم تعريفاً للشجاعة: زوجتي امرأة شجاعة للغاية ولهذا تزوجتني
أو يمكنكم أن تقولوا أنها غبية للسبب نفسه
وماذا سيجعل هذا من زوجتي السابقة؟ ذكية أم جبانة؟
الخوف الذي أريد التحدث عنه هو الخوف الذي يمنعنا من المحاولة
الخوف من الفشل..وهكذا ينتهي بنا المطاف فاشلين وفي نفس الخندق الذي حاولنا تفاديه في المقام الأول
لأن هذا الخوف يحول بيننا وبين عمل ما يلزم للنجاح
أنا لا أقترح هنا أن يعمل المرء ما لا يفهمه
تذكروا خوف الإنسان الحكيم لا شجاعة زوجتي
أنتم ترون كيف آل بها المآل
بالطبع، الفشل شيء نسعى كلنا لتفاديه، لكن ما هو الفشل حقاً؟
وهل يمكن أن ينجح المرء دون فشل؟
وكيف نفرّق بين النجاح والفشل؟
كيف تميز بين السكر والملح؟ الظلام والنور؟ إن كنت تعرف أحدهما فقط
وإن كان النجاح سهلاً، فلمَ لا ينجح الجميع؟
أجرؤ على قول، وقد يكون هذا خلافياً، بأن أي شخص لم يجرّب الفشل، لم يذق طعم النجاح أبداً
وإن كنت قد أبصرت النور لتنجح في كل اختبار في حياتك، وتنجح في كل ما تضع يدك عليه، فأنت لم تنجح في الواقع.. بل حالفك الحظ ليس إلا
لأنك لم تفعلها أصلاً
الحافز للنجاح برغم الفشل هو ما يميز الطموح عن سائر الناس
جيه كيه رولينغ، أعتقد أنكم تعرفونها جميعاً مؤلفة هاري بوتر..امرأة مذهلة
في سن الثامنة والعشرين، كان زواجها يتداعى وعندها طفل تعيله وهي عاطلة عن العمل
وصفت نفسها بأنها أكبر فشل عرفته
لكن هذا الفشل لم يمنعها من المحاولة
في الواقع، اعتبرت منذ ذلك الوقت فصاعداً أن الفشل يجردها من كل ما هو غير ضروري في حياتها
وقالت: "لو كنت نجحت في أي شيء آخر، لما كنت وجدت في "نفسي التصميم للنجاح في المجال الوحيد الذي أنتمي إليه بحق
ذلك المجال الذي ينتمي إليه كل واحد منا
كل واحد منا لديه موهبة واحدة على الأقل
ربما تكون أكثر من واحدة لكن كل منا لديه موهبة واحدة على الأقل
شيء واحد على الأقل نبرع فيه
وكل ما علينا فعله هو العثور على هذا الشيء..هذه الموهبة
وأن يعرف إلى أين ينتمي
جيه كيه رولينغ وصفت إخفاقاتها السابقة بأنها القوة التي حررتها
وأصبح الحضيض هو الأساس الذي أعادت بناء حياتها عليه
ياله من منظور رائع! يالها من طريقة عظيمة لرؤية الأشياء
هذا التصميم القادم من رحم الفشل هو ما جعلها تستمر في المحاولة
ذهبت 12 مرة إلى الناشرين لينشروا هاري بوتر ورُفضت 12 مرة
المرء يحاول خمس، ست، تسع مرات ثم يستسلم
أما هي فحاولت 12 مرة ونجحت في المرة الثالثة عشرة
ونشرت كتابها الذي طبع في 400 مليون نسخة
ولقي الفيلم واحداً من أعلى معدلات الإقبال في التاريخ
وزيادة على ذلك، تحولت إلى واحدة من أصحاب الملايين
الفشل جزء من الطريق إلى النجاح، وهو واحد من لبناته الكثيرة
أو الحفر التي نحتاجها لكي نفهم ونقدّر ونستبسل من أجل النجاح
ذات يوم قبل سنين عديدة، عدت للمنزل ورأيت ابني الأكبر في حالة اكتئاب شديدة
فسألته: ما المشكلة؟ فقال: رسبت في الامتحان
فقلت: وما المشكلة؟
نظر إليّ باستغراب كما لو كنت فقدت صوابي وقال: قلت لك رسبت في الامتحان
قلت له: نعم، سمعتك ولكنك لم تجب سؤالي: ما المشكلة؟
قال لي: أتعتقد أن الرسوب في الامتحان ليس بمشكلة؟
قلت: صباح الخير! أنت تتحدث لأستاذ في الرسوب بامتحانات المدرسة
يا بنيّ لو كنت تحاول إثارة إعجابي فهذا لن يجدي نفعاً
بالنسبة له كانت هذه نهاية العالم واضطررنا لفعل الكثير لاعادته إلى المسار
والقصة باختصار: ابني تخرج بمرتبة الشرف من جامعة واترلو، أحد أفضل الجامعات الكندية
تحتاج إلى التظاهر بالشجاعة لتتحدى ما تعصف به الحياة
دعونا نجري استبيان سريع هنا: كم منكم يستخدم الفيسبوك؟
ياللعجب! أنا فعلاً في المجال الخطأ
تويتر، غوغل..أعتقد يستخدمها الجميع
من يعرف أرامكس؟ فادي غندور؟
لو نظرت إلى خلفية كل هؤلاء الأشخاص لوجدتهم أشخاص عاديين مثلي ومثلك
آمل أن لا يمانع فادي غندور في أن أطلق عليه صفة عادي
سأبعث إليه بسلة أخرى من اللوز اليمني الذي يهواه
لو نظرت إلى هؤلاء الأشخاص لوجدتهم أناس عاديين كانت لهم أيامهم الجيدة والرديئة
ونجاحاتهم وإخفاقاتهم وعثراتهم
لكنهم اختلفوا عنا في ملعب الخوف
اختلفوا هنا..لم يسمحوا لاحتمالية الفشل بمنعهم من المحاولة مرة بعد أخرى
وقد رأينا جيه كيه رولينغ: 12 مرة
هذا هو المفتاح
طالما استمريت في المحاولة، وطالما استمريت في اللعب، فإن اللعبة لم تنتهي
مازلت سائر فيها..أنت لم تفشل
تفشل عندما ترمي سلاحك..عندما تستسلم
وعندها تكون أنت من يعلن الفشل لا سواك..أنت من أعلن الفشل
في منتصف السبعينيات، عندما كنت في العشرينيات من عمري
ومن الصعب تصديق أنني كنت يوماً في العشرينيات من العمر
لكن هذا حدث في وقت ما من القرن الماضي
كنت في أبوظبي أحاول شق طريقي
وكنت أنام على الشاطئ، ليس لأنني أحب الشواطئ بل لأن صاحب البيت طردني منه
كنا ثمانية نسكن غرفة واحدة، وذات يوم أتى صاحب البيت وطردنا لأنه وجد مستأجر آخر دفع له أكثر
إذاً ماذا أفعل؟ أفعل ما عليك فعله، نم على الشاطئ
وبينما كنت على الشاطئ، وبالمناسبة كنت أستحم في المسجد صباحاً
ما ساعدني على اكتشاف الله لكن هذه قصة أخرى استغرقت سنوات عديدة
في حينها كنت في عمر 21-22 أنظر إلى نفسي
كنت أنظر إلى فشل
كيف يسعك بناء حياتك عندما لا يكون هناك سقف فوق رأسك في مدينة غالية كأبوظبي؟
وبعمر 20-22 سنة؟
بعد سنوات عديدة خطر لي أن ما كنت أنظر إليه لم يكن فشلاً
لقد كنت أنظر إلى لبنات بناء الشخصية
التي ستجعلك يوماً تقدر الكفاح وإن نجحت يوماً ستجعلك تدرك أنك فعلت
في الأخير السم الذي لا يقتلك، يجعلك أقوى
لدي صديق..لديه صديق آخر واصبحا شريكي عمل
وقررا التوسع في عملهما واستطلاع الأسواق الأوروبية وكان صديقي مسئولاً عن هذا
وبينما كان صديقي مشغولاً بالتوسع في أوروبا، صُدم بخبر مفاده أن صديقه ارتكب عملية احتيال مالية واسعة ولاذ بالفرار
أقول واسعة أي بملايين الدولارات لأن التجارة كانت تتعامل بهذه المبالغ
تم التحقيق مع صديقي والاشتباه به لكن في النهاية
بالرغم من أن التحقيق أثبت براءة صديقي، وفي الحقيقة هو كان ضحية
تدمرت حياته في البلد التي كان يعيش فيها ما حدا به إلى الانتقال
وفي البلد الآخر الذي ذهب إليه ربما بعد شهرين أو ثلاثة
حلت به أزمة أخرى حطمته على المستوى الشخصي
شيء لا تعلمه سوى زوجته وأنا ولا يعرفها غيرنا، ولا حتى أهله
قد تقولون في هذه اللحظة انتهى الرجل
فاجعتين كبيرتين في حياتك بشكل متتابع
لكنه نجح في الوقوف مجدداً، نجح في النهوض مجدداً
واليوم يواجه أزمة أخرى، احباط آخر هائل
لكنني أنظر إلى وجهه وأرى رجلاً ملؤه التحدي
أرى رجلاً يرفض الاستسلام
أرى رجلاً ما يزال يحاول بناء حياته
ولقد ذكرني بقصة سأختم بها فوقتي قد شارف على الانتهاء
قصة رجل خاض صراعاً من تلك الصراعات القديمة
لم تكن هناك حلبات مصارعة فكانوا يتقاتلون في العراء
وقد تم ضربه في وجهه فوقع على الأرض
فوقف على رجليه وضرب ثانية
وكلما وقف تعرض للضرب، وللمرة الثالثة أو الرابعة وقع على الأرض
:يحاول الوقوف ويجول برأسه ما يلي
إن كنت قادراً على الوقوف مجدداً فهذا لأنني أرفض أن أبقى على الأرض
وإذا نهضت وتعرضت للضرب مجدداً
ولم أعد قادراً على الوقوف
فعلى الأقل سيحدث هذا بينما كنت أقاتل
على الأقل سيحدث وأنا واقف على قدميّ
يقول الصينيون، أقولها لكم ولنفسي ولليمن
يقول الصينيون
الفشل ليس أن تقع أرضاً
الفشل هو أن ترفض النهوض من سقطتك
شكراً جزيلاً