Tip:
Highlight text to annotate it
X
نشأت في كنف أسرة غير متدينة
وكانت أسرتي مشككة في الدين الممارس
لذا كانت أعمالي الفنية دنيوية لسنوات طويلة
لكنني بدأت أفكر في هذه السكينة
وأدركت أن آرائي الدينية والإيمانية أمام تحدٍّ كبير
دائمًا ما بدت لي هذه الصورة كقطعة ملموسة
فأول ما تلحظه هو تعبير مريم العذراء عن مشاعر حزينة راقية
وكأنها تعلم ما سيحدث لابنها
كما يبدي الطفل تعبيرًا ملحوظًا بشكل مدهش
فبغض النظر عما يمسكه في يده، تجد طريقة الإمساك مشابهة
للطريقة التي تتوقع أن يمسك بها طفل شيئًا وهو مركز انتباهه، تعرفون هذا السن
رقة الأم وفضول الطفل الشديد يصوران الشخصيتين
كما يجب أن تكونا أي بصورة بشرية
يذهلك أن تدرك أن إيمانك العميق بهذه الصورة يجعلك لا تلحظ خلوها من الألوان
هذا العمل يجعلني أتذكر أن المسيح وأمه العذراء
من جسد وروح
فسبب هذه السكينة المرتبطة بالصورة أنها تربط بين شيئين
الشيء الأول حاضر لديك بشكل ثلاثي الأبعاد
أما الشيء الثاني فهو كنافذة تطل على عالم آخر
تنقلك الصورة بين شيئين بمهارة وسلاسة
الشيء الأول ملموس وهو ذراع المسيح الممتلئة
ويد أمه العذراء القوية التي تحميه
أما الشيء الثاني فهو ليس بهذا الكبر
وهذا الشيء هو العواصف الثلجية
التي تأخذ شكل دوامة
وهذه العواصف تمثل السيرافيم
التي تحمي هاتين الشخصيتين كالسحب
إن التمعن في هذه القطعة لسنوات
لم يدفعني إلى اعتناق المسيحية
لكنني أدركت بفضله
الاختلاف العميق بين الدين الممارس والإيمان
وهذا شعور رائع بالنسبة إلى البشر
فهو له القدرة على نقلك إلى عالم ما وراء التجربة اليومية