Tip:
Highlight text to annotate it
X
نحن نتحدث عن الاختراعات والابتكار
كما لو أن أفضل الأشياء الموجودة
هي الإنترنت والآي باد أو الهواتف الذكية.
أو ربما ببساطة أكثر
القطارات والطائرات والسيارات
أيهم أكثر أهمية
أو الأفضل أو الأعظم؟
أيهم صاحب التأثير الأكبر على المجتمع؟
غالبًا ما سيصبح الجدل اليوم
في صالح تكنولوجيا الحاسوب
لكن، هل الأمر كذلك؟
حسنًا، قد يقول البعض "لا، ليس صحيحًا، إنها الزراعة".
أين كنا سنكون لولاها
هل نستسلم؟
لولاها لواصلنا الصيد والجمع
دون وجود وقت كافي لاختراع أي شيء.
ناهينا عن الإنترنت
هذا صحيح فالزراعة هي بذرة الحضارة
ليس بالمعنى الحرفي، لكن لو لم يكتشف الإنسان منذ القدم
استخدام البذور في زراعة الحبوب
لما وصلنا إلى الكثير مما وصلنا إليه اليوم
إن زراعة الطعام الخاص بك قد غير كل شيء.
بالتأكيد، فقد كان الصيد والجمع أشياء كافية
لعشرات آلاف السنين
لكنك وقتها لم تكن قادرًا على فعل أي شيء آخر -
فلا يوجد وقت لذلك
لكن عندما بدأ الصيادون والجامعون في زراعة الحبوب
بدؤوا بممارسة الزراعة
ومع الزراعة جاءت الحيوانات
ومع الحيوانات جاء الاستقرار
والمكوث في مكان واحد
إذًا فما علاقة كل هذا
بالاختراع والابتكار
كل شيء
إن أي شخص مارس الزراعة
حتى لو كانت زراعة بعض نباتات الطماطم في الحديقة الخلفية لمنزلك
يعرف أنه عادةً ما يجني الشخص
كمية أكبر مما يأكل
أي فائض
تنتج الزراعة الكثير من الطعام
بكميات تكفي للتخزين والتجارة والاستهلاك
أو بعبارة أخرى، لم تكن هناك حاجة لعمل الجميع كمزارعين.
لذلك، هذا الأمر سمح لأناس آخرين
من غير المزارعين القيام بأشياء أخرى
مثل صناعة الأدوات
صناعة الفخار
وبناء المنازل
أدت الزراعة ووجود فائض من طعام إلى تقسيم العمل.
كان هذا منذ آلاف السنين
فلم تكن الحياة سهلة.
لكن مع وجود الكثير من الناس يساهمون في المجتمع
بدأت القرى الصغيرة في الظهور.
ومع زيادة الكثافة السكانية في القرى
ازدادت حاجات البشر
وأصبحت الأمور أكثر تعقيدًا.
لكن هذه هي الحضارة - مجتمعات متطورة ومعقدة.
وبدون الزراعة لما وجدت هذه المجتمعات
ازداد حجم القرى
وأصبحت في نهاية المطاف المدن الأولى
إن المدن هي إحدى الملامح الأساسية للحضارة
وتشمل الملامح الأخرى الحكومة المركزية
نظام الكتابة
الدين المنظم
الفن والعمارة
التخطيط العمراني للطرق
الطبقات الاجتماعية
ووظائف مختلفة
وتطوير الخبرات في المهن المختلفة
سمح بظهور طرق مبتكرة لفعل الأشياء
وإنتاج منتجات جديدة
أو تطوير التكنولوجيا
وعندما أصبحت الحضارات أكثر تعقيدًا
ظهرت الحاجة لابتكار طرق جديدة لفعل الأشياء
البعض من باب الضرورة
والبعض الآخر بسبب وجود أفكار لدى البشر
فقد أدت مشاركة الأفكار والتكنولوجيا
إلى تطور الأشياء التي نستخدمها اليوم
مثل الإنترنت
فلولا الزراعة لكنا مازلنا نصطاد ونجمع الثمار
لما وجد الفيديو
أو الحاسوب
وبالتأكيد لما وجدت شبكة الإنترنت.